شفق نيوز/ للنظافة دور جوهري في إظهار الجوانب الجمالية، ولها دور واضح في الحفاظ على الصحة العامة، وتعد إحدى أبرز الظواهر الحضارية والعوامل التي تجذب الناس لزيارة البلدان والاستمتاع بالمشاهد العامة فيها.
في العاصمة بغداد، تبذل الجهات الحكومية جهوداً واضحة في الحفاظ على النظافة في المواقع العامة، وتدعو المواطنين على الدوام للحفاظ على نظافة العاصمة، لكن، دورات المياه هي من أكثر الأماكن التي تتطلب المزيد من الحرص على نظافتها وإدامتها وتلبية الشروط الصحية وتوفير جميع المستلزمات الضرورية فيها.
وتلعب أمانة بغداد ودوائرها البلدية المتعددة في بغداد، دوراً واضحاً في قطاع النظافة بمختلف مستوياتها ومواقعها، ومنها دورات المياه.
وحول هذا الأمر، يقول المتحدث باسم أمانة بغداد عدي الجنديل، لوكالة شفق نيوز، إن "كوارد البلدية في قطاع النظافة تعمل على مدى 24 ساعة في اليوم".
وأضاف أن "هناك أربع وجبات من الكوادر تباشر العمل على مدار اليوم، وان الدوائر البلدية البالغ عددها 14 دائرة بلدية في بغداد تباشر أعمال التنظيف على شكل وجبات، وبمعدل 6 ساعات لكل وجبة، اضافة الى وجود كابسات لرفع النفايات من المحلات السكنية والاسواق".
وأكد أن "دورات المياه العامة تخضع لأمانة بغداد، فيما تم استثمار بعضها من قبل القطاع الخاص"، منوها إلى أن "وجود دورات المياه العامة في المتنزهات والكراجات واماكن اخرى، وان امانة بغداد ومن خلال دوائرها البلدية تتابع نظافتها وإدامتها، وتحرص على ضرورة توفير الشروط الصحية الاخرى فيها".
وغالبا ما تقتصر دورات المياه العامة على حارس واحد فقط، يقوم بأعمال الإدامة والنظافة وتوفير المستلزمات الضرورية فيها.
ويشكو بعض عمال وحراس دورات المياه من عدم توفر مخصصات مالية للحراسة والتنظيف وشراء الصابون والأباريق والمستلزمات المهمة.
ويشير محسن كريم، وهو حارس في إحدى دورات المياه بمنطقة باب المعظم وسط العاصمة، إلى "عدم وجود مخصصات مالية لشراء الصابون وأوراق التنشيف وأباريق الماء والمعطرات".
ويؤكد في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "عدم توفر تخصيصات مالية يدفع لاستيفاء مبلغ 500 دينار من كل مستخدم بغية سد حاجة دورات المياه من المستلزمات الضرورية".
ويختلف مستوى النظافة والمظهر العام لدورات المياه التي تخضع لإدارة حكومية عن الاخرى التي تخضع للمستثمرين وادارة القطاع الخاص.
وعن أسباب هذه المفارقة يوضح، أن "عدم نظافة دورات المياه الحكومية بشكل جيد مقارنة بدورات المياه والحمامات الخاصة، يعود الى عدم تعاون المواطنين وعدم حرصهم على النظافة".
ويؤكد، أن "البعض يرمي القناني الفارغة والنفايات كيفما اتفق داخل دورات المياه، ولا يضعها في الموضع الخاص بالنفايات".
ويلفت الى "عدم قدرة الحراس على منع بعض المواطنين من التصرف غير المقبول عبر رمي النفايات أو العبث بالمياه وسوى ذلك".
وينوه إلى "معظم دورات المياه تغلق ليلاً بشكل مبكر خشية حدوث سلوكيات وتصرفات غير اخلاقية تصدر من البعض، وليس بوسع الحارس وقف مثل هذه التصرفات لان بعضهم يحمل أسلحة بيضاء".
وثمة دورات مياه أخرى رجالية ونسائية، تخضع للإستثمار ويديرها عمال من الجنسية الآسيوية جاؤا عبر شركات التشغيل المنتشرة في بغداد، ووفق مواطنين، تتوفر في دورات المياه هذه النظافة الجيدة والشروط الصحية بشكل دائم.
وفي هذا الصدد يؤكد المواطن عبد علي فدعم (40 عاماً) من منطقة الطالبية، لوكالة شفق نيوز، أن "النظافة والشروط الصحية الاخرى تتوفر بشكل دائم في دورات المياه التي تخضع لإدارة القطاع الخاص".
ويضيف: "تتوفر في هذه الدورات الماء والصابون والشامبو والمحارم بشكل دائم، ولا ينقطع العمال عن إدامة الأرضيات باستخدام العطور، فضلاً عن توفر مروحة او مبردة هواء لجعل الجو مناسباً، على عكس من الاجواء الخانقة في دورات المياه التي تديرها جهات حكومية، حيث الاجواء الخانقة والروائح التي تزكم الأنوف".
ويقارن فدعم بين دورات المياه في القطاعين العام والخاص بـ"وجود نظافة عالية المستوى وتوفر الصابون الشامبو وابريق الماء، فيما لاتكاد تتوفر هذه المستلزمات في العديد من دورات المياه الحكومية".
ويتابع: "تغلق دورات المياه في القطاع العام مبكراً، فيما تبقى دورات المياه في القطاع الخاص تعمل لوقت متأخر من الليل".
وفي النهاية يتحتم على الحكومة تكثيف الجهود والاهتمام بالمرافق الصحية بكل أنواعها فهي واجهة البلاد، خاصة مع إعلان بغداد عاصمة السياحة العربية.