خطيب مسجد أبو حنيفة: تدخلات إدارة الوقف في رؤية الهلال أثارت البلبلة

شفق نيوز/ أكد كبير علماء المجمع الفقهي العراقي، حسن الطه، يوم الاثنين، أن الجدل الذي أثير حول رؤية هلال عيد الفطر لم يكن نتيجة وعي ديني، بل كان ناتجاً عن جهل بمبادئ الشريعة، مشددًا على أن قضية الهلال ليست معضلة شرعية، ولا يوجد في الدين ما هو غامض.

وقال الطه، في خطبة صلاة عيد الفطر اليوم الاثنين، تابعتها وكالة شفق نيوز، إن "الجهل واللجاجة والغفلة عن العواقب قد تدفع البعض للخوض في مسائل غير أساسية، مما يؤدي إلى اضطراب وضرر حتى في العبادات"، مؤكدًا أن ما أفسد الوضع وأحدث البلبلة هو تدخل طرف ينتمي إلى السلطة في غير اختصاصه، ما جعل الأمر يبدو وكأنه قضية سياسية لا دينية.

وأوضح أن "رؤية الهلال لم تكن واضحة يوم السبت، حيث لم يرد إلى بغداد أي خبر بثبوتها مساء السبت، ولم يرَ أحد الهلال حينها".

وأشار إلى أن "من عادة لجنة الرؤية في بغداد الانتظار بعد الغروب حتى العشاء، وأحيانًا أثناء صلاة التراويح يصل الخبر من مناطق بعيدة، فيُعلن التكبير"، لكنه اعتبر أن ما حصل هذه المرة كان تصرفًا فرديًا أضفى الغموض على المسألة، من خلال الحث على الاستعجال في الاعلان.

وانتقد الطه إدارة ديوان الوقف السني، معتبرًا أنها "لم تكن بالمستوى المطلوب، إذ تدخلت في غير اختصاصها الإداري، ولم تتصف بالتأني والحياد والكتمان، وهو ما أدى إلى تشويش الأجواء".

كما أشار إلى أن "قرار المجلس بجمع رؤية الخميس مع رؤية السبت كان تصرفًا مستغربًا"، مشددًا على أن "الإدارة الكفوءة يجب أن تتحلى بالحكمة وألا تملي قراراتها على لجنة الرؤية".

وأكد أن "التسرع الذي شاب جلسة رؤية الهلال هذا العام كان منافياً للوصول إلى الحقيقة، حيث جرت العادة أن تنتظر اللجنة الأخبار الواردة من المحافظات والمرجعيات الدينية والدول المجاورة"، معربًا عن استغرابه من "تعجل رئيس الوقف السني في إعلان القرار قبل إتمام الفطور، وإصراره على صعود الحضور إلى المنصة".

واختتم الطه حديثه برفض أي تدخل من ديوان الوقف السني في القضايا الشرعية، مشددًا على أن ما حصل كان "سابقة غير مبررة وتدخلاً سياسيًا أفسد الأمور"، داعيًا إلى عدم فرض أي إملاءات مسبقة على لجنة الرؤية مستقبلاً.