شفق نيوز/ وجه ناشطون ومدونون موصليون، يوم الجمعة، انتقادات لعضو مجلس محافظة نينوى، محمد عارف الشبكي، بعد تحريضه مربّي المواشي المصابة بالحمى القلاعية على ذبحها في المجازر.
واعتبر المدونون في تغريداتهم التي تابعتها وكالة شفق نيوز، تصريحات الشبكي بأنها "تحريضاً واضحاً على خرق التعليمات الصحية البيطرية التي تهدف إلى احتواء انتشار الحمى القلاعية".
وأشاروا إلى أن "دعوة ذبح المواشي المصابة قد تزيد من خطر تفشي المرض بشكل أوسع، الأمر الذي يهدد الصحة العامة"، مؤكدين أن "هذه التصريحات قد تؤدي إلى الاستهانة بالإجراءات الحكومية وتفاقم الأزمة الصحية".
وشددوا على "الالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات البيطرية بدلاً من تحديها".
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولت مقطع فيديو يظهر فيه عضو المجلس محمد عارف الشبكي وهو يدعو المربين إلى التوجه للمجازر لذبح مواشيهم المصابة بالحمى القلاعية، ما أثار موجة من الجدل في الأوساط الشعبية والبيطرية.
يذكر أن الحمى القلاعية قد انتشرت في محافظة نينوى مؤخراً، مما دفع السلطات إلى فرض حظر صحي على 22 حقلاً للحد من انتشار المرض.
وشهدت محافظة نينوى إجراءات وقائية وعلاجية مشددة خلال الأسبوع الماضي لمواجهة مخاطر انتشار مرض الحمى القلاعية الذي ضرب المحافظة مؤخراً بسبب غياب الرقابة على العجول المستوردة من خارج العراق.
ويبدو أن انتشار الحمى القلاعية في نينوى لم يكن بمعزل عن الوضع العام في العراق، بعد أن أخذ الموضوع تداعيات سياسية من جهة، وكشف عن فساد وإهمال في ملف استيراد العجول من الخارج من جهة أخرى.
وعلى خلفية انتشار المرض في حقول العجول بمنطقة كوكجلي شرقي الموصل ونفوق مئات الأبقار، فرضت الحكومة المحلية في نينوى حجراً صحياً على 22 حقلاً لمدة أسبوع، وذلك تحت إشراف دائرة البيطرة والرقابة الصحية وبالتنسيق مع الدوائر المعنية الأخرى.
ورافق فرض الحجر احتجاجات من مربي العجول في منطقة كوكجلي، حيث قطعوا طريق موصل – أربيل احتجاجاً على ذلك، قبل أن يتدخل محافظ نينوى عبد القادر الدخيل ويعيد فتح الطريق بعد وعود للمربين برفع الحظر بأسرع وقت وبعد الانتهاء من الإجراءات الوقائية لمعالجة تفشي مرض الحمى القلاعية.
واتهم المحتجون من مربي المواشي أحد النواب والسياسيين المتنفذين في نينوى بإدخال المواشي المستوردة إلى المحافظة، فيما طالبوا بمحاسبة كل من تورط من نقاط تفتيش وتجار في عمليات إدخال العجول المصابة.
وأكد عضو مجلس محافظة نينوى معاذ حجي، في تصريح لوكالة شفق نيوز، أن الفساد والرشوة هي السبب الأبرز وراء انتشار الحمى القلاعية في نينوى.
وقال حجي، إن "انتشار المرض في حقول الدواجن بمنطقة كوكجلي أكد وجود راش ومرتشٍ ووسيط"، مبيناً أن "الراشي هو التاجر والمرتشي هو الموظف والوسيط هو السياسي الفاسد المستفيد من تلك الصفقات".
وأوضح أن "عمليات تهريب العجول كانت تجري في سيطرة "الشهيد سبهان" في مدخل الموصل من جهة أربيل وسيطرات أخرى الأمر الذي تسبب بدخول وتفشي المرض"، مؤكداً على "ضرورة اتخاذ اجراءات رقابية مشددة لحماية العجول وضمان عدم انتشار المرض مجدداً".
وأصدرت لجنة الصحة والزراعة في محافظة نينوى جملة توصيات للحكومة المحلية للحد من انتشار المرض، تضمنت التوصية بمنع إدخال المواشي للمحافظة لحين إعلان الموقف الوبائي الواضح من قبل المستشفى البيطري، وتطبيق قانون الصحة الحيوانية والتشديد على اجراءاته، ومفاتحة وزارة الزراعة لدعم المستشفى البيطري في نينوى باللقاحات والأدوية واللوجستيات والفرق الجوالة.
وتضمنت أيضاً تحديد وتعيين أطباء بيطريين بسبب النقص الحاد في الكوادر البيطرية، وإلزام المجازر بنقل اللحوم بإشراف الصحة والمرور والقوات الأمنية بسيارات مبردة، إضافة إلى حصر الأضرار في الهلاكات لغرض تعويض المتضررين، فضلاً عن تخصيص قطع أراضي لإنشاء مجازر مؤقتة بإشراف رئيس الوحدة الإدارية والدوائر المعنية.