شفق نيوز/ ضمن فعاليات أسبوعه الثقافي، احتفى الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق بيوم الثقافة الإيزيدية، مستضيفاً الشاعرة خالدة خلات في أصبوحة شعرية مميزة، بحضور نخبة واسعة من المثقفين والأدباء .
وخلال الجلسة، قرأت الشاعرة خالدة مجموعة من قصائدها التي عكست معاناة الإيزيديين في ظل الأحداث الدامية التي شهدتها منطقة سنجار بمحافظة نينوى .
وأشارت الشاعرة، خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، إلى أن "الفظائع التي ارتكبتها عصابات داعش الإرهابية، من قتل واغتصاب وتشريد، تركت أثراً عميقاً في تجربتها الشعرية، ما منح نصوصها بعداً إنسانياً مؤثراً".
وأوضحت خالدة، أن "الاحتفاء بالثقافة الإيزيدية يعكس انفتاح اتحاد الأدباء على جميع المبدعين من مختلف مكونات الوطن"، مبينة أن "الهجمات الإرهابية التي استهدفت العاصمة بغداد خلال فترات الاحتقان الطائفي ألهمتها كتابة قصائد تعكس حجم المأساة التي مر بها العراقيون، وتسعى إلى لفت أنظار العالم إلى مسلسل القتل الجماعي الذي استهدف الأبرياء".
وأضافت أن "الحرب بكل تداعياتها صنعت منها شاعرة، حيث بدأت بنشر قصائدها عبر منصات التواصل الاجتماعي، ثم امتد انتشارها إلى الصحف والمواقع الثقافية .
ومن بين نصوصها برزت قصائد تحاكي آلام ومعاناة السبايا الإيزيديات، إذ استخدمت في كتابتها مفهوم "الحلول" بالمعنى الفلسفي، محاولةً نقل مشاعر الأسيرات وما يعشنه من ألم وضياع .
مطالب بجعلها تقليداً سنوياً
شهدت الجلسة تفاعلاً لافتاً من الأدباء الإيزيديين الحاضرين، الذين أثنوا على جهود الاتحاد في تسليط الضوء على الإبداع الإيزيدي .
وفي هذا السياق، قال المثقف الإيزيدي نعمة خلات، أحد المشاركين في الفعالية، إن "هذه الجلسة تميزت بعمق محتواها وثراء حضورها"، داعياً إلى "تكرار مثل هذه الاستضافات بشكل سنوي لتعزيز التلاقح الثقافي وتبادل الرؤى الإبداعية".
وأضاف خلات، أن "استضافة الأدباء الإيزيديين داخل أروقة الاتحاد يسهم في ترسيخ أواصر الأخوة والتعاون الثقافي بين جميع أطياف المجتمع العراقي".
وتضمنت الفعالية أيضاً جولة في متحف الاتحاد، حيث اطلع المشاركون على محتوياته التي تضم كتباً ومخطوطات نادرة، إضافةً إلى مقتنيات شخصية تعود لشخصيات أدبية بارزة، منها رداء منزلي للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري، وعباءة الشاعر السيد مصطفى جمال الدين، إلى جانب مجسمات لشخصيات أدبية من بينها الشاعر الكردي الخالد عبد الله كوران .
على مدار الأسبوع
من جانبه، أوضح الأمين العام لاتحاد الأدباء، عمر السراي، أن الاتحاد حرص على إقامة أسابيع أدبية تتضمن أنشطة ثقافية ومعرفية وترفيهية متنوعة، بما في ذلك استضافة شخصيات إبداعية، وإقامة مسابقات وفعاليات فنية وقراءات شعرية وقصصية .
وأضاف السراي، في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "هذه الدورة، التي تُعد الثالثة من نوعها، حملت عنوان (نزهة ربيعية مع كتاب)، وقد استُهلت باستضافة شعراء إيزيديين قدموا من سنجار وبعشيقة بمحافظة نينوى لمشاركة قصائدهم وتجاربهم الإبداعية".
كما أشار إلى أن "الأسبوع الثقافي، الذي انطلق في الأول من آذار، سيختتم في الثامن منه، حيث سيُخصص اليوم الأخير للاحتفاء بالمرأة العراقية، عبر فعاليات مخصصة للأديبات والمبدعات".
الاحتفاء بالتنوع الثقافي العراقي
بدوره، أكد مسؤول الشؤون الثقافية في الاتحاد، منذر عبد الحر، أن المكونات الاجتماعية المختلفة تمثل جزءًا أصيلًا من الثقافة العراقية، وأن الاحتفاء بالإبداع الإيزيدي يُعد انتصارًا للقضية الإيزيدية وللمعاناة التي عاشها أبناء هذا المكون جراء جرائم داعش الإرهابية .
وأشار عبد الحر إلى أن افتتاح فعاليات الأسبوع الأدبي بمشاركة أدباء إيزيديين والاستماع إلى قصائدهم التي تحتفي بالجمال والوطن والمحبة، يعكس حرص الاتحاد على إبراز التنوع الثقافي للعراق .
بينما لفت إلى أن "الفعاليات تشمل معرضًا للكتاب بمشاركة أكثر من 25 دار نشر محلية، إضافة إلى معرض تشكيلي وفعاليات أخرى ستستمر حتى ساعات متأخرة من الليل، تزامناً مع حلول شهر رمضان المبارك".