آخر الأخبار

في هندية كربلاء.. ذاكرة تتحدى الزمن بمقاه تقليدية (صور)

شارك

شفق نيوز/ في مدينة الهندية، حيث يعانق نهر الفرات ضفافها بهدوء، ما تزال المقاهي القديمة تحتفظ بمكانتها كملتقى اجتماعي يربط بين الأجيال، رغم تغير الزمن واختلاف العادات.

جسر الهندية.. شاهد على التاريخ

على مقربة من هذه المقاهي، يمتد جسر الهندية القديم، الذي افتتح عام 1956 بعد أن انشأته شركة بريطانية عام 1954، الجسر، الذي افتتحه نوري السعيد، ما يزال قائماً بقوته، قادراً على تحمل مرور الدبابات والمدرعات، ليظل رمزاً للهندسة المتينة في العراق الذي يفصل الصوب الصغير عن الصوب الكبير فهو ممر المحافظات الجنوبية القاصدة كربلاء وعلى الضفة الأخرى، يقف الجسر الجديد الذي افتتح حديثاً، لكنه يفتقد إلى الجودة ذاتها، وفقاً لشهادات الأهالي.

المقهى.. ملتقى للجميع

في أحد المقاهي المطلة على الفرات، يقوم أزهر أبو مريم، البالغ من العمر 45 عاماً، الذي يدير المقهى منذ سنين. يقول أزهر لوكالة شفق نيوز: والدي كان يجلس هنا منذ تسعينيات القرن الماضي، وقد ورثت عنه حب هذا المكان، لأنه خالٍ من ضجيج الأراكيل والطاولة، ومخصص فقط لمن يبحث عن الهدوء.

يقدم المقهى الشاي والحليب صباحاً، وفي الصيف تتوفر المشروبات الغازية والماء البارد، ليستقبل زبائنه من الموظفين والمتقاعدين الذين يبدأون يومهم بفنجان من الشاي قبل أن يتوجهوا إلى الفرات لقضاء بعض الوقت.

الماضي والحاضر

يجلس على ضفاف نهر الفرات، عبد الهادي الزعر أبو علي، وهو رجل في الثمانين من عمره يمسك بيدة صحيفة يتابع الأخبار، اعتاد ارتياد هذا المكان هو وأصحابه منذ 25 عاماً. ألف خمسة كُتب نقدية ويؤمن بأن الفرات هو روح المدينة. يقول للوكالة: "هذه الضفة كانت ساحة للنقاشات في الأدب والسياسة والشعر، أما اليوم، فكلٌّ مشغول بهمومه".

أما عباس، أبو هديل، 65 عاماً، فيرى خلال حديثه للوكالة، أن القهوة لم تتغير كثيراً، لكنها أصبحت "ملتقى للأصدقاء والمتقاعدين، وهو المتنفس الوحيد لهم بعيداً عن صخب الحياة".

ذاكرة لا تمحى

رغم تغير العادات والظروف، تبقى هذه المقاهي شاهدة على روح مدينة الهندية، حيث تختلط الأحاديث بين الماضي والحاضر، ويظل الفرات صديقاً لكل من يبحث عن لحظة هدوء.

شفق نيوز المصدر: شفق نيوز
شارك

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل دونالد ترامب حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا