آخر الأخبار

شوشه وأژين.. طفلتان تخلى عنهما والديهما فاحتضنتهما يد الرحمة

شارك

شفق نيوز/ في مشهد إنساني نادر، ودّع كوادر مستشفى "آزادي" التعليمي في كركوك طفلتين بقيتا في قسم الخدج لسنوات بعد أن تخلى عنهما والداهما فور ولادتهما.

الطفلتان، اللتان حملتا اسم "شوشه" و"آژين"، عاشتا في أروقة المستشفى بفضل رعاية الطبيبات والممرضات حتى صدور قرار قضائي بنقلهما إلى دار رعاية الطفولة.

رعاية المستشفى تعوّض غياب الأبوين

وُلدت "شوشه" عام 2021 و"آژين" في 2024، إلا أن والديهما تخلّيا عنهما في المستشفى عقب الولادة مباشرة.

وعلى مدار ثلاث سنوات، تولّت الكوادر الطبية رعاية الطفلتين، حيث وفّرت لهما الغذاء، النظافة، والملابس.

يقول الدكتور به لين عمر حمه رضا، مدير مستشفى آزادي التعليمي، لوكالة شفق نيوز، إن "قصة الطفلتين تعدّ من أبرز القضايا الإنسانية التي شهدها المستشفى، حيث بقيا بلا أهل منذ لحظة ولادتهما.

شوشه بقيت أكثر من ثلاث سنوات وشهرين، فيما بقيت آژين قرابة 11 شهراً، وطوال هذه الفترة، تلقّتا كل أشكال الرعاية الطبية والصحية، لكن غياب العائلة يبقى مؤثراً على حالتهما النفسية".

حسم مصير الطفلتين قضائياً

إزاء هذا الواقع، تدخّلت السلطات القانونية لوضع حدّ لمصير الطفلتين، حيث أصدر رئيس محكمة استئناف كركوك، القاضي قاسم العزاوي، قراراً بنقلهما إلى دار رعاية الطفولة وفق الإجراءات القانونية اللازمة، وهو ما أنهى سنوات من الانتظار داخل المستشفى.

دموع الفراق تخيّم على الكوادر الطبية

تصف فائزة خطاب، المسؤولة في قسم الولادة بالمستشفى، لحظة وداع الطفلتين قائلة: "شوشه وآژين كانتا بمثابة ابنتين لنا. الممرضات والطبيبات كنّ يعاملنهما بحب كبير، وكأنهما جزء من عائلاتنا. رحيلهما اليوم جعل الحزن يخيم على القسم، لكننا نأمل أن تجدا مستقبلاً أفضل".

ظاهرة مقلقة لتخلي الأمهات عن أطفالهن

يرى الناشط في مجال حقوق الإنسان محمد عيسى أن هذه الحوادث أصبحت أكثر تكراراً في العراق، مرجعاً ذلك إلى عوامل اجتماعية وأخلاقية.

ويؤكد عيسى لوكالة شفق نيوز، أن "تخلي الأمهات عن أطفالهن يتزايد، والسبب يعود في كثير من الأحيان إلى الخوف من الفضيحة أو الظروف الاقتصادية القاسية".

من الناحية القانونية، يفرض قانون العقوبات العراقي عقوبات صارمة على من يعرّض الأطفال للخطر أو يستغلهم.

ووفقاً للمادة 399 من القانون، يُعاقب أي شخص يستغل القاصرين بطرق غير قانونية، فيما تلتزم الدولة، من خلال مصادقتها على اتفاقية حقوق الطفل منذ عام 1994، بتوفير الحماية للأطفال المعرضين للخطر.

أمل جديد رغم الفقدان

مع انتقال الطفلتين إلى دار رعاية الطفولة، يبقى السؤال مفتوحاً حول مصير الأطفال المتخلى عنهم في البلاد، هل ستجد "شوشه" و"آژين" مستقبلاً أكثر إشراقاً؟ الأيام وحدها كفيلة بالإجابة.

شفق نيوز المصدر: شفق نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا