آخر الأخبار

هجّرهم داعش وأهملتهم الحكومة.. أطفال عراقيون بلا هوية وطعامهم من المزابل

شارك الخبر

شفق نيوز/ كثيرة هي المعاناة التي ما تزال تلقي بظلالها على العائلات والأطفال التي فرت من بطش تنظيم داعش في العراق، أجيال لن تتعافى مما مر بها من ظلم وحيف طالهم وعائلاتهم.

الحديث هنا لا يدور حول أطفال بلدة "قراج" العراقية، الذين هجرهم داعش وهم صغار والآن وصلت أعمارهم الى 12 عاما وصاروا فتية يعرفون ما يدور حولهم، أب لقي حتفه بضربة جوية من التحالف الدولي أو دخل في مشادة مع عناصر التنظيم وغيب وصار مجهول المصير.

تجاوز وطعام مجاني

ثلاثة أصدقاء جمعتهم حاوية الأزبال في إحدى مناطق كركوك، وقبل الحاوية جمعتهم مناطق التجاوز، على الرغم من أنهم ليسوا من سكان محافظة كركوك.

ومثل قراج القرية التي ينحدر منها محمد خلف ذو(11عاما)، عشرات القرى في عموم مناطق نينوى وصلاح الدين التي ما تزال من العائلات المهجرة وتستقر في كركوك، ولا تريد العودة الى مناطق سكانها فهي بين الاستقرار وإيجاد فرصة سكن والتجاوز عليها مع فرص عمل في اسواق كركوك التجارية او عربة صغيرة .

يقول محمد خلف، لوكالة شفق نيوز، إن "العمل لا يدر له اي مال شخصي بقدر توفير كميات من الاموال ليسلمها لعائلته التي تسكن احد الدور التجاوز في اقصى اطراف حي واحد حزيران جنوبي كركوك".

ويضيف: "تمكنت من الحصول على مساحة 100 متر، وبنت عائلته داراً سكنية تأويه وأخوته ووالدته التي تعمل هي الاخرى في جمع علب المشروبات الغازية لغرض بيعها والحصول على مقدار يومي يصل الى 10 أو 15 ألف دينار".

ويتابع خلف، حديثه بالقول: "وجبه الافطار اليوم سخية جدا حيث مزقنا انا واصدقائي جميع الاكياس واستخرجنا منها أولاً (القواطي) علب فارغة، بعد إتمام إفراغ الأكياس وجدنا وجبة طعام جميلة متكونه من قطع الكيك وقطع البيتزا ومعها سيكارة الكترونية جديدة، تقاسمنا الكيك والوجبة وجلسنا فوق الحاوية الحديدية لتناول وجبة الافطار وبعد اتمام الوجبة، تناوبنا على تدخين السيجارة".

ويلفت إلى أنه يقضي يومه في جمع العلب المعدنية ويخرج منذ ساعات الصباح الاولى حتى مغيب الشمس، وعند عودته الى منزل يقوم بتفريغ العربة التي جمع فيها اكوام العلب وما جادت به مكب النفايات من قطع الخبز اليابسة وما اليها من مواد يتم جمعها لبيعها الى تجار يشترونه منهم باسعار حسب الوزن".

أطفال بلا هوية

إلى ذلك، يقول طفل آخر، على مقربة من مكب للنفايات، يدعى (عمار حسن 10 سنوات)، لوكالة شفق نيوز، إنه "ولد في سنوات سيطرة داعش على مناطق نينوى في احدى القرى النائية في اطراف قضاء تلعفر.

وخلال تلك السنوات، تم تصفية والده بـ"تهمة لا يعرفها"، ومنذ ذلك الحين، انتقلت بهم والدتهم إلى أطراف محافظة نينوى، ومكثوا هناك 6 أشهر وبعدها إلى كركوك، وهم الآن في سكن تجاوز بأطراف كركوك، حسب قوله.

ويرى عمار حسن، أن العمل ليس معيباً ولكن العوز المادي لعائلته يجبره وأخوته الصغار على رحلة البحث في مكب النفايات لتوفير لقمة العيش، لافتاً إلى أنه لا يمتلك الهوية العراقية بسبب عدم تسجيله في زمن داعش وعدم اصدار هوية له منذ ذلك الحين.

ويزيد بالقول: "العمل في البحث عن علب المشروبات الغازية متعب ولكن يوفر لقمة الخبز بالحلال.. نحن نعمل على مدار 24 ساعة ونجمع ما نقدر ونقوم بجمعها في المنزل وتليها مرحلة البيع للمشترين، وانا واصدقائي نجد متعة في تناول وجبات الغذاء داخل مكب النفايات فلا رقيب علينا نأكل مجانا وندخن كذلك سيجارة لتعديل المزاج.. يتحدث مازحاً.

ويتابع: "هذا كله بلا نقود بل نحن نجني من المطاعم المتجولة نقوداً نحولها الى مال للعيش فنحن بلا هوية ولا معيل وسنبقى هكذا حتى الموت.. كتب علينا العيش في مكب النفايات والتهجير".

تقصير حكومي

في غضون ذلك، يقول رئيس لجنة حقوق الانسان النيابية أرشد الصالحي لوكالة شفق نيوز، إن "الطفولة في العراق مظلومة وهناك المئات من الاطفال الذين يحتاجون للرعاية الحكومية، والطفل في أي بلد هو ثروة المستقبل ورأس مال الدولة العراقية وحقوقه مثبتة دستورياً، لكن الحكومة العراقية لم تقم بواجباتها الدستورية والإنسانية تجاه الطفل العراقي خاصة مع النازحين والمهجرين واليتامى وغيرهم، فهناك المئات من العائلات المهجرة في كركوك لم تعد الى مناطق سكنها ويعيشون تحت مستوى خط الفقر".

ويشدد الصالحي، بالقول إن "الطفل في كل دول العالم له حقوق في التربية والصحة والمستقبل والتأهيل النفسي، لكن عند مقارنة الاهتمام بحقوق الطفل العراقي مع نظرائه في الدول العربية والأجنبية يلاحظ أن هناك تقصيراً في توفير حقوق الطفل العراقي وهذا نتيجة التقصير الحكومي".

ويختتم رئيس اللجنة النيابية، حديثه بالإشارة إلى أن "الكثير من الأطفال في العراق تركوا مدارسهم ولجأوا إلى العمل الشاق من أجل لقمة العيش، كما هناك جيل من مواطني الخيم من النازحين وخصوصاً الأقليات ومنهم الإيزيديين وما تعرضوا له من إبادة وفقدان لأولياء الأمور، لكن لم تقم الحكومة العراقية بما ينبغي وتأهيلهم نفسياً وجعلهم ثروة وطنية مستقبلية".

يذكر أن 4.7 ملايين طفل عراقي قد تأثر بسيطرة تنظيم داعش على مدن عدة، والتي تسببت في مشكلات جمّة لهم ارتبطت بالنزوح وعدم تلقيهم لقاحات وفقدانهم لذويهم وتعرضهم لأضرار جسدية، فضلاً عن إجبار 3.5 ملايين طفل منهم على ترك مقاعد الدراسة.

شفق نيوز المصدر: شفق نيوز
شارك الخبر

الأكثر تداولا اسرائيل مصر دونالد ترامب

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا