شفق نيوز/ تشهد محافظة الأنبار تزايدًا ملحوظًا في حالات السحر والشعوذة، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على عدد من المتورطين في هذه الأنشطة خلال الأسابيع الأخيرة.
وقال مصدر أمني مسؤول في محافظة الأنبار، لوكالة شفق نيوز، إن الأجهزة الأمنية كثفت حملاتها لملاحقة المتورطين في هذه الممارسات التي وصفها بـ"الخطيرة على المجتمع".
وأضاف، أن "أسباب انتشار هذه الظاهرة تعود إلى تفشي الجهل وقلة الوعي الديني، بالإضافة إلى استغلال بعض الأشخاص لحاجة المواطنين، سواء لأغراض علاجية أو لحل مشاكل اجتماعية واقتصادية".
وأكمل المصدر، أن "الطمع المالي يقف وراء تزايد نشاط هؤلاء الدجالين، حيث يستغلون البسطاء ويبتزونهم ماليًا بوعود زائفة".
وأكد أن "الشرطة وضعت خطة لمواجهة تنامي هذه الظاهرة، تتضمن تكثيف المداهمات لمواقع يشتبه في ممارستها هذه الأعمال، وتعزيز التوعية المجتمعية من خلال التعاون مع المؤسسات الدينية والإعلامية، بالإضافة إلى تغليظ العقوبات بحق المتورطين لضمان الحد من انتشار هذه الممارسات".
من جانبها، قالت المتخصصة في الشأن الاجتماعي، سارة القره غولي، لوكالة شفق نيوز، إن "انتشار أعمال السحر والشعوذة في محافظة الأنبار في الفترة الأخيرة يمكن تفسيره من خلال عدة عوامل اجتماعية واقتصادية ونفسية".
وأوضحت، أن "الضغوط الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة والفقر تجعل بعض الأفراد يبحثون عن حلول سريعة لمشاكلهم، سواء كانت مادية أو عاطفية أو صحية، ما يدفعهم إلى اللجوء إلى السحر والشعوذة كوسيلة لحل الأزمات أو تحقيق المكاسب".
وتبين القره غولي، أن "التفكك الأسري والصراعات الاجتماعية تدفع البعض إلى استخدام السحر لحل الخلافات العائلية أو للتأثير على الآخرين، سواء في العلاقات الزوجية أو الأعمال التجارية أو حتى الانتقام الشخصي".
وأكدت أن "انتشار مواقع التواصل الاجتماعي سهّل الترويج لأعمال السحر عبر صفحات تعرض خدمات السحرة والمشعوذين، مما يجعل الوصول إليهم أكثر سهولة، خاصة في ظل غياب رقابة صارمة على هذا النوع من المحتوى".
وتابعت، أن "بعض الموروثات الشعبية لا تزال تؤمن بفاعلية السحر في حل المشكلات أو جلب الحظ، مما يؤدي إلى استمرار الإقبال عليه".
وأردفت المتخصصة في الشأن الاجتماعي، أن "عدم وجود تطبيق صارم للقوانين التي تجرم أعمال السحر والشعوذة يسهم في انتشار هذه الظاهرة، حيث لا تتم ملاحقة المشعوذين بشكل كافٍ، مما يمنحهم فرصة للاستمرار في أنشطتهم".
وذكرت، أن "الآثار النفسية للحروب والصراعات التي شهدتها الأنبار في السنوات الماضية، مثل القلق والاكتئاب والاضطرابات النفسية، دفعت البعض إلى البحث عن حلول غير تقليدية عبر اللجوء إلى المشعوذين".
وعن الحلول الممكنة قالت القره غولي، إن ذلك يتم من خلال "تعزيز التوعية المجتمعية عبر حملات إعلامية ودينية لمكافحة الخرافات والشعوذة"، مشيرة إلى "تشديد القوانين لملاحقة ممارسي السحر والشعوذة ومعاقبتهم".
وأكملت: "كذلك تحسين الظروف الاقتصادية لتقليل الدوافع التي تدفع الناس للجوء إلى هذه الأساليب، فضلاً عن تعزيز دور المؤسسات الدينية والثقافية في نشر التوعية والتوجيه الصحيح لمواجهة هذه الظواهر".
ويحذر مختصصون من تنامي هذه الظاهرة التي تستغل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لاستهداف الفئات الأكثر ضعفًا، فيما تدعو الجهات الدينية والعشائرية إلى اتخاذ إجراءات حازمة للحد منها.
يُذكر أن القوانين العراقية تجرّم ممارسة السحر والشعوذة، إلا أن ضعف تطبيقها في بعض المناطق أدى إلى تفشي هذه الظاهرة، ما يستدعي تدخلًا حكوميًا أكثر حزمًا للحد منها.