شفق نيوز/ "حوش البيعة"، ساحة كبيرة تضم 4 كنائس بمنطقة الموصل القديمة، حولها تنظيم داعش الإرهابي إلى أطلال، لاسيما وأنها تعد من المواقع الرئيسة المهمة للمسيحيين، ولكن، حتى الآن لم يتم إعادة إعمار سوى كنيسة واحدة فقط.
مسؤول الكنائس في الموصل، الأب رائد عادل، قال لوكالة شفق نيوز، إن "عدد الكنائس التي دمرت كلياً أو جزئياً في مركز الموصل باستثناء مناطق السهل والأطراف، تبلغ 35 كنيسة وديراً ومركز عبادة للمسيحيين، ولم يتم إعمار سوى أجزاء قليلة منها".
وأضاف الأب عادل، أنه "منذ التحولات التي شهدها العراق وخاصة بعد سيطرة العصابات الارهابية على مدينة الموصل، كان ثمة استهداف كبير للمسحيين وحرق للكنائس ودور العبادة المسيحية وتدمير الممتلكات وتهجير العائلات من منازلهم، ما أدى إلى هجرة جماعية واسعة وانخفاض أعداد المسيحيين في المدينة من 50 ألف نسمة إلى 3000 نسمة فقط في عام 2014، وبعد هذا التاريخ لم يبق أي مسيحي في الموصل".
وتابع، أن "بعض المسيحيين المهجرين عادوا إلى مدينة الموصل بعد عام 2017، لكن كان كل شيء مهدماً"، مبينا أنه "ليس من الصعب عودة العائلات المسيحية لمدينة الموصل، إذا كانت هناك نوايا صادقة من الحكومة ومن المنظمات الدولية بدعمهم".
ووفق الأب، "فلم يتبق من العائلات المسيحية في الموصل حاليا سوى 60 - 70 عائلة فقط"، ويؤكد أن "هناك عائلات ترغب بالعودة للمدينة في حال وفرت الحكومة احتياجاتهم الضرورية".
مبادرات اليونسكو
وفي مجمع حوش البيعة ثمة كنائس خاصة بالسريان الكاثوليك والسريان الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس والكلدان الكاثوليك، ولم يتم اعمارها باستثناء إعادة إعمار وتأهيل كنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك بالمجمع، التي صلى بها بابا الفاتيكان خلال زيارته للعراق.
وأعدت وزارة الثقافة عام 2021 بالاشتراك مع ديوان الوقف المسيحي تصميما لإعادة بناء كنيسة الطاهرة بما يتناسب مع الشكل الذي كانت عليه قبل تدميرها.
وتم إعادة تأهيل الكنيسة من قبل اليونسكو وبدعم من الإمارات، وحول هذا الأمر، يقول أيوب ذنون، رئيس مؤسسة تراث الموصل وسفير مبادرة إحياء روح الموصل التي أطلقتها منظمة اليونسكو، لوكالة شفق نيوز، إن "إعادة إعمار كنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك بنسبة 100% تم قبل 3 أشهر ضمن مبادرة احياء روح الموصل التي عملت عليها منظمة اليونسكو".
وتابع أن "التأهيل تم بدعم مالي من الإمارات المتحدة، لكن لا يوجد تمويل لإعادة إعمار الكنائس الأخرى بمجمع حوش البيعة".
وتعد كنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك ثاني معلم بارز تعيد منظمة اليونسكو بناءه بعد دير سيدة الساعة للآباء الدومينيكان الذي انتهت المنظمة من إنجازه في نيسان/ أبريل 2024.
ويقول راكان العلاف، مدير مكتب اليونسكو في الموصل والمشرف على اعمار جامع النوري والمئذنة الحدباء وكنيستي الساعة والطاهرة، لوكالة شفق نيوز، إن "منظمة اليونسكو تعمل بحسب ما تحصل عليه من تمويل دولي".
وأضاف أن "الدعم المالي الذي حصلت عليه اليونسكو من الجانب الإماراتي خصص لإعادة بناء جامع النوري ومئذنته الحدباء وكنيسة الطاهرة التي يبلغ عمرها 250 عاما، وقد تم إعادة إعمارها وتأهيلها بالكامل".
وتابع: "لم نحصل على دعم مالي حتى الآن لإعمار كنيسة الطاهرة للسريان الأرثودكس وكنيسة الأرمن وكنيسة الطاهرة القديمة، التي تقع في حي القلعة عند تقاطع شارع النبي كوركيس وطريق نينوى، في قلب موصل القديمة".
وأكد، أن "اليونسكو وضعت برنامجاً لإعادة اعمار وترميم هذه الكنائس، لكن لم تتقدم أي دولة حتى الآن بأي منح مالية للمنظمة من أجل الشروع بالعمل وتأهيل الكنائس".