شفق نيوز/ أعرب عدد من المواطنين في قضاء حديثة بمحافظة الأنبار، يوم الأربعاء، عن استيائهم من نقص الكوادر الطبية في مستشفى حديثة الجديد، على الرغم من تجهيز المستشفى بأحدث الأجهزة الطبية والمستلزمات الضرورية.
وقال المواطن كريم حسين، لوكالة شفق نيوز، إن "المستشفى مجهز بأجهزة طبية حديثة جدًا يمكنها تقديم خدمات طبية متميزة، لكن نقص الكوادر الطبية يجعل الاستفادة من هذه الإمكانيات محدودة".
وأضاف أن "العديد من المرضى يضطرون للسفر إلى مدن أخرى للحصول على العلاج".
من جانبه، أوضح عبد الرحمن محمد، أحد العاملين في المستشفى، لوكالة شفق نيوز، أن "إدارة المستشفى تعاني من صعوبات في جذب الأطباء المتخصصين للعمل في المنطقة، بسبب الظروف البيئية وبعد المنطقة عن مراكز المدن الكبرى".
إلى ذلك، عبّر الطبيب همام الحياني عن استيائه، من أن "الواقع الحالي لمستشفى حديثة العام الجديد، الذي افتُتح مؤخرًا بأحدث الأجهزة الطبية، ورغم التوقعات الكبيرة، فإن المستشفى يعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية، حيث لم يتم تعيين سوى 7 أطباء مقيمين فقط من أصل 112 طبيبًا مطلوبًا، دون أي اختصاصيين".
وأشار الحياني لوكالة شفق نيوز، إلى أن "حادثة مؤسفة وقعت مؤخرا، حيث بقي أحد المرضى في المستشفى من الساعة الواحدة ظهرًا حتى الخامسة مساءً دون أن يتلقى العناية المطلوبة بسبب غياب طبيب اختصاصي".
وأضاف أن "المستشفى يُفترض أن يقدم خدماته لسكان الغربية كافة، وليس فقط قضاء حديثة"، متسائلًا عن دور "الحكومة في معالجة هذا الوضع وضمان العدالة في توزيع الخدمات الطبية".
في المقابل، دعا ناشطون وسكان محليون وزارة الصحة إلى التحرك السريع لتوفير الكوادر الطبية الكافية، سواء عبر تعيين أطباء جدد أو نقل بعض الكوادر من مستشفيات أخرى، لضمان تقديم خدمات صحية متكاملة لسكان القضاء.
وافتُتِح مستشفى حديثة العام مؤخراً بسعة 287 سريراً، ليكون واحداً من أهم المشاريع الصحية التي طال انتظارها في محافظة الأنبار.
وهذا المشروع، الذي بدأ العمل عليه في عام 2012، ظل معطلاً لسنوات طويلة بسبب عقبات متعددة، أبرزها التحديات الأمنية التي شهدتها المحافظة خلال تلك الفترة، إلى جانب مشاكل مالية وإدارية أثرت على استكماله.
وبعد استقرار الأوضاع الأمنية في الأنبار خلال السنوات الأخيرة، أُعيد العمل بالمستشفى، واستطاعت الجهات المعنية إنجازه وتجهيزه خلال أقل من سنتين، يُثير هذا الإنجاز تساؤلات حيال التأخير الذي دام 12 عاماً، رغم أن الفترة الأخيرة أظهرت إمكانية استكمال المشروع في وقت قصير نسبيًا إذا توفرت الإرادة والإدارة الفعالة.
والمستشفى يُعد إضافة مهمة للبنية التحتية الصحية في الأنبار، خاصة في قضاء حديثة، إذ سيسهم في تحسين مستوى الخدمات الطبية ويخفف من معاناة المرضى الذين كانوا يضطرون للتنقل لمسافات طويلة لتلقي العلاج.