آخر الأخبار

رغم الصخب.. بغداد تتنفس بالزهور (صور)

شارك الخبر

شفق نيوز/ في شوارع بغداد الصاخبة، وبين زحمة الحياة اليومية، تنبثق الزهور كرسائل جمال وسلام تحمل الأمل لسكان العاصمة العراقية .

في مشهد لم يكن مألوفاً في التسعينيات، باتت محال بيع الزهور اليوم جزءاً لا يتجزأ من حياة البغداديين، حيث تضفي لمسة من الألوان والبهجة وسط صراعات الحياة وتحدياتها .

صورة ايجابية لبغداد

وتقول حوراء حسن، صاحبة الـ 20 ربيعاً، في حديث لوكالة شفق نيوز، إن "الزهور تتحدث بلغة جميلة تترجم المشاعر والاحاسيس وتحمل معها رسائل واضحة في السلام والوئام بين البشر ".

وتضيف حسن، أن "ازدهار تجارة الزهور في بغداد يشكل رداً ايجابياً على اعمال العنف ومختلف الأزمات التي عاشها العراقيون زمناً طويلاً".

بينما يقول سيف المشهداني، وهو مواطن من العاصمة بغداد لوكالة شفق نيوز، إن "الورد يمتلك قوة ساحرة بامتصاص الغضب وراحة للأعصاب، فضلاً عن منحه التسامح والتراضي بين المتخاصمين وأفضل هدية يتبادلها المحبون".

دور مواقع التواصل الاجتماعي

في حين، يرى مراقبون، أن "انتشار محال ومتاجر بيع الورود والزهور ساعد على توفير العديد من فرص العمل للشباب العاطلين، خصوصاً بالنسبة للفتيات كون أن هذا العمل لا يتطلب الكثير من الجهد، بالإضافة إلى أن أجوره تكون محدودة ولاتخدم الذكور".

وازدهرت هذه التجارة حتى وصلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي، التي أصبحت تسوق لأنواع مختلفة من الزهور تبيعها عبر "البيجات"، وهي حسابات تجارية في "الفيسبوك او الإنستغرام" وتصل إلى الراغبين بالشراء عن طريق خدمة التوصيل .

وبهذا الصدد، تقول ضحى علي عريبي 24 ربيعاً، وهي صاحبة مشروع لبيع الزهور، إنها لم تكن لديها أي فكرة عن أنواع الزهور وكيفية تنسيقها، لكنها ومن خلال التدريب ومشاهدة اليوتيوب أصبحت الآن تملك الخبرة الكافية في هذا المجال .

وفي حديث لوكالة شفق نيوز، تشير إلى أنها اشترت "ثلاجة" لحفظ الورود وبدأت عملها على صفحات التواصل وسرعان ماتطور عملي تطوراً لافتاً ولاقى اقبالاً واسعاً دفعها إلى استئجار متجر خاص لبيع الزهور .

الورد المستورد أكثر رغبة

" ثمة أنواع مختلفة من الزهور بعضها محلي وآخر مستورد"، هذا ما قاله علي سرحان صاحب الـ 36 ربعياً، الذي تابع قائلاً "تختلف أزهار الورود تبعاً لأنواعها، وتتراوح الاسعار بين 3 الآف إلى 5 الآف دينار، إلا أن هذه الاسعار ليست ثابتة دوماً فهي تتغير وفق الظروف".

ويضيف سرحان، خلال حديثه للوكالة، أن "أغلب الزهور تصل العراق من الأردن وبلجيكا وهولندا وأفريقيا ولبنان وتركيا"، مبيناً أن "أشهر الأنواع التي يرغبها البغداديون، هي الجوري (الروز) والقرنفل وملكة الليل والأقحوان والرازقي والكاردينيا والجمبذ والداودي والخيري والبنفسج والنيولوفر والفل والخزامى والزنبق".

ويشير سرحان، إلى "تميز ورد الجوري العراقي عن غيره من ناحية العطر لكنه يتعرض للذبلان بسرعة"، مضيفاً أن " المستورد هو المرغوب من بين الورود، ويعمد بعض باعة العطر إلى امتصاص زيت الزهور من أجل استخراج عطور منها بطريقة التقطير والتبخير".

محلات الورد مشاريع صغيرة بآفاق كبيرة

إلى ذلك، يقول الخبير الاقتصادي، أحمد عبد ربه، للوكالة، إن "انتشار محلات بيع الورد أصبح ظاهرة ملفتة للنظر تحمل في طياتها أكثر من مجرد كونها وسيلة للرزق بل تمثل جزءاً مهماً من تنويع مصادر الدخل وتشجيع ثقافة العمل الحر".

ويضيف أن "هذه المشاريع الصغيرة تحقق عوائد مالية جيدة خصوصاً للشباب كونها لا تتطلب تكاليف تشغيلية مرتفعة، مما يجعلها خياراً مثالياً لبدء مشروعات خاصة".

ووفقاً لعبد ربه، فإن هذه الظاهرة تتجاوز الجانب المالي إذ تسهم في خلق دورة اقتصادية متكاملة تدعم المجتمع وتقلل من الاعتماد المفرط على الوظائف الحكومية، مضيفاً أن هذه المشاريع تقدم نموذجاً يعزز ثقافة الجمال ويشجع على تقبل الأفكار الإيجابية التي تبتعد عن مظاهر العنف وتحتفي بالبساطة .

شفق نيوز المصدر: شفق نيوز
شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا