شفق نيوز/ تنتشر في العاصمة بغداد أسواق خاصة ببيع التحفيات والانتيكات، وتعلن بعض المراكز المعنية بشكل دوري عن بازار تباع فيه عن طريق المزاد العلني تحف نادرة تترواح أسعارها بين الموسطة والباهظة.
ويقبل البغداديون على شراء هذه التحف التي تمثل بنظر البعض منهم كنوزاً تفوق بجودتها الذهب والألماس لتزين واجهات الاستقبال في البيوت او يضعون بعضها في غرف النوم.
في احدث بازار للمزاد العلني نظم في العاصمة بغداد بالتزامن مع دخول العام الميلادي الجديد، تم خلاله عرض تحفيات فنية وانتيكات متقنة الصنع بأشكال هندسية مختلفة، وبيعت أعداد من هذه الانتكيات على بعض الحاضرين.
بدأ المزاد بعرض مزهريات من الكرستال بسعر 30 الف دينار للمزهرية الواحدة، ورست المزايدة على أحد الأشخاص التي اقتناها بسعر 100 ألف دينار عراقي (79 دولاراً).
وهذا المزاد ليس الأول من نوعه، بحسب مهند فاضل مجيد (أحد مؤسسي المزاد) الذي رأى أن المزاد الحالي متميز لإضافة الحداثة إلى الانتيكات من خلال طريقة العرض.
ويجري ترتيب العروض، وفق مجيد، الذي تحدث لوكالة شفق نيوز، مشابه للمزادات العالمية، وأن أسعار التحفيات والانتيكات تبدأ من 25 ألفاً إلى 100 مليون دينار، ولا توجد حدود لإسعار قطع الانتيكات فهي تفرض سعرها من خلال أصالتها ونوعيتها وجودتها ونظافتها.
تباع القطع القديمة او المتضررة باسعار منخفضة يقول الطويل، اماالقطع القديمة وغير المتضررة فتكون اسعارها مرتفعة للغاية .
شتى القطع القديمة والحديثة عرضت بهذا المزاد، ومنها ما يعد تحفاً فنية بالغة الجودة والاتقان وتعود لمراحل مختلفة من تاريخ العراق الحديث، وأرخص القطع التي بيعت تلك المصنوعة من الكريستال، فيما تكون اسعار اللوحات الفنية الخشبية والزوالي والسجاد العراقي باهظة الثمن.
الاعتزاز بالتراث
ما يؤسف له وفق منظمي المزاد، ان اللوحات الفنية العراقية يزهد بها كثيرون بسبب عدم رواجها في السوق العالمية، ما يدعو الجهات الثقافية والفنية إلى تصدير الفن والفلكور العراقي الذي يؤرشف كينونة تاريخ البلاد، وتحولاتها وفق محمد عبد الأمير الخفاف (أحد منظمي البازار.
وقال الخفاف، في حديثه لوكالة شفق نيوز، إن "الاهتمام بالتراث يلزمنا تفعيل تصدير التراث العراقي الى السوق العالمية عبر نشر اللوحات الفنية التي تجسد التراث والفلكلور العراقي".
مشروع المزاد للتحف الفنية التي تم تخصيص صالة خاصة به لبيع وتداول وتقييم التحف والتراثيات والأعمال اليدوية الفنية لا يقتصر على النشاط التجاري وحسب، وفق ما يقوله الخفاف، بل يهدف إلى نشر ثقافة المعرفة بالتحف والموروثات الثقافية من خلال تكرار الحدث بصالة تجمع المتعاملين والمتذوقين للفن العراقي.
ويعد هذا المزاد هو الحادي عشر، ضمن سلسلة المزادات التي يتم تنظيمها بهذه القاعة، (مرتان كل شهر) لعرض التحف المحلية والعالمية أمام المتذوقين.
واللافت أن عملية المزايدة على شراء اللوحات لا تقتصر على الحاضرين فقط، بل تتم أيضاً بطريقة "أونلاين" اذ يفتح القائمون بثاً مباشراً على جميع مواقع التواصل الاجتماعي عبر موقعهم تعرض فيها اللوحات وافتتاح مزادها، وهو ما يسمح للراغبين من الدول العربية المشاركة بهذه المزايدة واقتناء اللوحات التي يرغبون بها.
حضور نوعي
ويرى بعض هواة التحف أن هذا المزاد هو الاول من نوعه كونه يعرض الأحجار الكريمة من الزمرد والألماس والمجوهرات النادرة الى جانب اللوحات وقطع الأنتيكات، ووفق الدكتور قتيبة التميمي ، فان العائلاتالبغدادية العريقة تتابع مزاد التحف والمجوهرات وتتسارع الى المشاركة فيها.
وقالت المواطنة شيماء الدليمي، وهي من مرتادي المزاد، إن اللوحات الفنية التي يتم عرضها في المزاد تربط الماضي بالحاضر، وتجسد العمق الفلكوري بثمن.