آخر الأخبار

برياً انتصر الجيش العراقي بمعركة المطار 2003

شارك

تقرير: نصار النعيمي


لم تكن معركة متكافئة بين جيشين، بل كانت معركة من قبل دول التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المتحدة ومن انضم معهما ضد جيش منهك على مر عقود من الحروب والصراعات، تلك هي معركة المطار التي حدثت قبل عقدين من الزمن مضيا وقصمت ظهر البعير، وتسببت بسقوط بغداد عام 2003.


أغلب المعارك توثق عبر التأريخ لتكون دروساً مستنبطة تقتدي بها جيوش العالم، إلا هذه المعركة التي تم التعتيم على ما جرى فيها من قبل الدول العظمى وخاصة امريكا.


معركة مطار بغداد، وقعت في نيسان من عام 2003، هي معركة ضروس حدثت بين القوات الامريكية ومن تحالف معها، ونخبة من قوات الجيش العراقي. وبحسب ما نشر في وسائل الاعلام القليلة عن مجمل المعركة، فأن القصف الصاروخي والجوي ضد الجيش العراقي تم بصورة محددة، ووصلت عدد الطلعات الجوية للطائرات القاصفة الى 1700 طلعة جوية، خلال ثلاثة أيام وألقت ما يقرب من 504 صاروخ كروز على اهداف منتخبة.

توقعات قبل معركة المطار

توقع الجنرال الامريكي المتقاعد باري ماكافري قبل معركة المطار عبر تصريح صحفي، أن القوات العراقية ستدافع بضراوة وقد يصل عدد قتلى القوات الامريكية المهاجمة الى قرابة 3000 مقاتل، وفعلاً بحسب تقارير دولية وصلت خسائر الجيش الأمريكي الى أكثر من ألفي قتيل وعدد كبير من الجرحى والمعدات، رغم التعتيم الكبير عليها، ولو سمحوا للمصورين ان يلتقطوا فيها الصور لوثقت محرقة كبيرة للقوات المهاجمة من قبل الجيش العراقي، في هذه المنازلة.

يقع مطار بغداد الدولي إلى الغرب من العاصمة بغداد على بعد نحو 20 كيلومتراً، ويعد أكبر مطارات العراق، فضلا عن كونه مركزاً للعمليات الرئيس للخطوط الجوية العراقية، ويتمتع المطار بأهمية استراتيجية كبيرة على المستوى العسكري، حيث إنه يقع في الخاصرة الجنوبية الغربية للعاصمة، وينفتح على العاصمة من خلال طريق بري سريع يؤدي لمركز العاصمة بغداد.


خلال الحرب، شهد المطار أعنف معركة بين القوات العراقية المدافعة عن العاصمة وبين القوات الأميركية، التي اندفعت نحو العاصمة بعد أقل من أسبوعين من بدء الغزو، وبحسب محللين عسكرين عالميين وقادة عراقيين شاركوا بصد الغزو، لم تكن الحرب متكافئة، فالعراق يئن تحت حصار دولي ممتد منذ عام 1991، والجيش لم يتمكن خلالها من تطوير معداته إلى جانب تحييد شبه كامل لسلاح الجو العراقي، نظرا للتفوق الهائل لسلاح الجو الأميركي.


قائد فيلق الحرس الجمهوري الثاني، الفريق الركن رعد الحمداني، تحدث في كتابه عن الاحداث الذي حمل عنوان (قبل أن يغادرنا التاريخ)، عازيا السبب المباشر الذي مكّن القوات الأميركية من الاندفاع السريع نحو بغداد ومطارها، الى سوء في التخطيط من خلال، سحب غالبية القوات العسكرية العراقية من قواطع جنوب بغداد وتوجيهها نحو شمالها وغربها وكان ذلك بتأريخ 2 نيسان 2003.


ويؤكد الحمداني في كتابه" أن هذا التوجيه كان نابعا من اعتقاد أصحاب القرار بأن العمليات الأميركية جنوب العاصمة ما هي إلا مخادعة عسكرية بغية شن هجوم أكبر على العاصمة من القاطعين الشمالي والغربي"، وهو ما تسبب بتحويل مسار الحرب سريعا، وانهيار القطعات العسكرية العراقية مقابل الأميركية، التي استفادت من التفوق التقني والجوي، وهو ما أدى إلى دخول القوات الأميركية مطار بغداد الدولي بسرعة، وفق قوله.

من جهته وصف أحد قادة الجيش العراقي حينها طالبا عدم ذكر اسمه بالقول" إن القوات الأميركية واجهت مقاومة شرسة لم تكن تتوقعها من قواتنا، ولكن مع القصف الجوي والصاروخي الذي لم تشهده الحروب تغيرت الكفة وتسبب ذلك بإبادة اغلب قوات الجيش من خلال استخدام الأسلحة غير التقليدية، ويضيف المتحدث أن معركة المطار أخرت سقوط العاصمة بغداد نحو 3 أيام، وأن القوات العراقية المدافعة عن المطار كانت تسقط تباعا، بسبب التفوق الجوي الأميركي لطائرات الأباتشي والمدفعية الأميركية، التي كانت تستهدف كل ما يتحرك في المطار ومحيطه".


الصدام الأول وسحق القوة الامريكية المهاجمة

من جهته حدثنا شاهد العيان اللواء الركن وعد العمري، الذي كان يحمل حينها رتبة عقيد ركن عن مشاركته الفعلية في معركة المطار قائلاً" قبل أكثر من عشرين عاماً وبتاريخ 4/4 وبالتحديد الساعة 1020والذي صادف يوم جمعة، خاضت جحافل لواء الواجبات الخاصة 26 الابطال الذي كنت انتمي اليه، معركة المطار الشهيرة ضد قوات الاحتلال الامريكي، فبعد القيام باستطلاع قوة العدو، تم استمكانه ومعرفة عدد قواته وتمركزها داخل المطار، إذ قام قائد القوة المهاجمة بتقسيم قوته للإغارة على العدو، والتي تألف من فوج قوات خاصة زائد، الى جماعة صولة وجماعة اسناد وجماعة ستر الانسحاب، وتقدمت القوة بكل عزيمة وبمعنويات عالية باتجاه مواقع العدو والتزم الجميع بضبط نار عالي خلال التقدم، متخذين من عملية الاحاطة من الجانب بغية الوصول الى اقرب ما يمكن منه، بحيث اصبح العدو في منطقة قتل مناسبة وقريبة جداً ولا يفصل القوة المهاجمة عن العدو إلا جداراً بارتفاع اكثر من (3 م ) لا يبعد عن ناقلات العدو سوى 200 متر، وضمن مدى القاذفة ار بي جي سفن المضادة للدروع، وتحقق مبدأ المباغتة والصدمة الذي تسبب بإرباك العدو ، ما اضعف رده، بخاصة عندما تم فتح النار من قبل جماعة الصولة بكافة الاسلحة بآن واحد وبإيعاز من قائد القوة المهاجمة وتم كسب المبادأة التي أفقدت العدو السيطرة تماماً ولم يكن لديه إلا محاولات يائسة للهرب والتخلص من كثافة نيران القوة المهاجمة التي استمرت اكثر من 15 دقيقة بكافة الأسلحة وتم خلالها تدمير الناقلات الست وقتل كل طواقمها وايضاً تم تدمير واسقاط برج المراقبة الذي كان يتمركز فيه عدد من جنود العدو، ومعهم مترجم يتكلم العربية الفصحى ويصرخ خائفاً، وسمعنا صراخهم الممزوج بالرعب واستنجادهم الأخير قبل ان تصبح جثثهم رمادا ودباباتهم خردة".
وتابع العمري بالقول" لم تكن لدينا اي تضحيات خلال المعركة ماعدا جرح ثلاثة من مقاتلينا الابطال أحدهم أمر فوج وضابط برتبة نقيب والمقاتل البطل الثالث توفي بعد المعركة بثلاثة ايام متأثراً بجراحه، للعلم أن قوة العدو الأولية التي كانت تحتل المطار تم تدميرها بالكامل وهي عبارة عن ست ناقلات اشخاص مدرعة مع طواقمها بالإضافة الى عدد من الجنود في برج المراقبة الرئيسي وقد تم انزالهم بواسطة طائرات النقل الامريكية على أرض المطار قبل يوم من المعركة".

من جهته، قال العميد الركن في الجيش العراقي وسكرتير وزير الدفاع العراقي الاسبق وليد الراوي، في شهادة تلفزيونية أدلى بها قبل سنوات،" إن معركة المطار حسمت غزو العراق، وأضاف الراوي أن مطار بغداد شهد ثلاثة معارك وليست واحدة، لافتا إلى أن الجهد الرئيس للقوات الأميركية كان من جنوب بغداد، وتحديداً فرقة المشاة الثالثة الأميركية، التي تقدمت نحو المطار في الثالث من نيسان، وسيطرت على أجزاء منه، ويتابع أن الحرس الخاص العراقي واللواء 26 حرس جمهوري (ضفادع بشرية) شنّا هجوماً مضاداً، وأبادا طلائع القوة المهاجمة، التي ضمت مدرعات أميركية، حيث انسحبت القوات الأميركية على إثر ذلك في اليوم ذاته باتجاه خط المرور السريع، الذي يربط منطقة اليوسفية بمنقطة أبي غريب".

ويضيف الراوي في شهادته" أنه نتيجة لذلك، فتحت القوات الأميركية سبعة خطوط نيران تجاه القوة المدافعة عن المطار، مما أدى إلى إبادة القوات العراقية، واحتلال مطار بغداد للمرة الثانية في 4 نيسان، وفي ختام حديثه، يعتقد الراوي أن القوات الأميركية استخدمت عتاداً خاصا لمواجهة القوات العراقية، خاصة أن الجنود العراقيين تفحموا خلال عمليات الصد لم يكن أمام الغزاة إلا اللجوء لمبدأ التدمير المتبادل أو ما يعرف عند قادة البنتاغون بالسهم المكسور فقد أقلعت قاصفتان امريكيتان ثقيلتان من قاعدة احمد الجابر الكويتية تحمل قنابل تزن الواحدة 21000 رطل من المتفجرات، ويبلغ طولها 9 امتار، وقصفت بهم القوات العراقية، فيما وصفت مصادر عسكرية هذه القنابل بأنها قنابل نووية ولكن من نوع جديد فهي تعتمد على مادة مركبة تسمى الباريوم الفتاك، تولد حرارة مركزية تزيد على 10000 درجة مئوية، وهي كافية لتبخير أي كائن حي وصهر أي معدن، إضافة الى اطلاقها موجة اشعاعية عالية التركيز من الميكروويف والتي تتسبب بصهر الاليات بأنواعها وتفحيم من فيها".

وأشارت معلومات، من سجلات الصليب الأحمر في بغداد، إلى أن أكثر من 100 عسكري عراقي سُجّل اختفاؤهم داخل المطار بين 3 و5 نيسان 2003، وفقاً لإفادات قدمها ذووهم وجنود معهم، (لم يُعثر على جثثهم)، ورجّحت مصادر" أن المفقودين، وأغلبهم من قوات النخبة العراقية (الحرس الجمهوري)، الذين تعرضوا للقصف بقنابل غير تقليدية في آخر أيام المعركة (5 نيسان 2003) بين المدرج الغربي للمطار ومرابض الطائرات المدنية التابعة لشركة الخطوط الجوية العراقية، قد تفحمت أجسادهم، وجرى فيما بعد التخلص منها، خلال الفترة التي أغلقت فيها القوات الأميركية المطار بعد انتهاء العمليات العسكرية.




أسباب الحسم السريع لمعركة المطار

ويرى الضابط في الحرس الجمهوري الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه كان بالإمكان عرقلة سيطرة القوات الأميركية على المطار لو اتبعت القيادة العراقية خطة وزارة الدفاع، التي أشارت إلى وجوب تفخيخ المطار بالكامل، وبالتالي حرمان الغزاة من استخدامه.

مدير برنامج الأمن والدفاع في مركز صنع السياسات للدراسات الدولية العراقية، اللواء الركن ماجد القيسي، أكد في تصريح صحفي سابق" أن الهدف الأميركي من الخطة التي استخدمت في غزو العراق والمسماة بـ"الخطّاف الواسع"، كانت تتمحور في الوصول إلى قلب بغداد من خلال السيطرة على المطار أولا، بعد أن سرّبوا للعراقيين خطة مشابهة لكنها مخادعة، ما أدى بالقيادة العراقية إلى الاحتفاظ بـ13 فرقة عسكرية شمال بغداد، وبالتالي عدم استخدامها في معارك المطار والعاصمة، ظنا من القيادة العراقية أن الولايات المتحدة قد تبدأ هجوماً مباغتاً من الشمال، وأضاف القيسي أن القيادة العراقية وقعت في الكثير من الأخطاء الاستراتيجية في معركة الدفاع عن مطار بغداد والعاصمة، معتبراً، أن تعدد مراكز القرار ما بين وزارة الدفاع والحرس الجمهوري والحرس الخاص أربكت اتخاذ القرار، كاشفاً أن الخطة الأميركية كانت تتوقع أن تحسم معركة غزو العراق واحتلال بغداد من 90 إلى 120 يوما إلا أن الأخطاء العراقية قلصت المدة لـ 19 يوما فقط".


المواجهة الثانية بين قوات النخبة والجيش الأمريكي

المقدم الركن صباح الفلاحي من بين الضباط العراقيين الذين شاركوا في محاور الاشتباك البري المباشر ضد وحدات المارينز الأميركية داخل المطار، قال في تصريح صحفي" إنه في فجر يوم الثالث من نيسان، كانت الدبابات الأميركية قد وصلت إلى طريق المطار الرئيس، عند نقطة جامع أم الطبول غربي العاصمة، لتُسجّل أول مواجهة بين الجيش الأميركي وفوج الحماية الخاص بالرئيس العراقي السابق صدام حسين، وك ....

لقراءة المقال كاملا إضغط هنا للذهاب إلى الموقع الرسمي
الحدث المصدر: الحدث
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا