استهدف التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، الثلاثاء، كمية كبيرة من الأسلحة والمركبات القتالية التي كانت تُفرَّغ في البلاد من سفن قادمة من ميناء الفجيرة الإماراتي . ووصفت الخارجية السعودية الخطوات التي قامت بها أبو ظبي بأنها "بالغة الخطورة".
وقالت الخارجية في بيان: "نأسف لضغط الإمارات على المجلس الانتقالي الجنوبي للقيام بعمليات في حضرموت والمهرة، ونشدد على أهمية إيقاف أي دعم عسكري أو مالي لأي طرف كان داخل اليمن"، واعتبرت أن تحرك الإمارات "لا يننسجم مع الأسس التي قام عليها تحالف دعم الشرعية".
وجاءت هذه التطورات بعد إعلان الرياض أنها ستدعم الحكومة اليمنية في أي مواجهة عسكرية مع القوات الانفصالية، ودعوتها المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيًا، إلى الانسحاب "سلميًا" من محافظتي حضرموت والمهرة التي سيطر عليها مؤخرًا. إذ يسعى المجلس الانتقالي إلى إحياء دولة جنوب اليمن التي كانت مستقلة سابقًا بين عامي 1967 و1990، قبل توحيدها مع شمال البلاد.
وقد أدّى التحرك العسكري إلى تأجيج التوتر بين الرياض وأبوظبي، الداعمتين لأطراف متنافسة داخل اليمن، واللتين تشتركان في محاربة جماعة أنصار الله الحوثيين .
وبحسب وكالة الأنباء السعودية "واس"، فإن "أطقم السفينتين عطّلوا أنظمة التتبع الخاصة بهما، وقاموا بتفريغ كمية كبيرة من الأسلحة والمركبات القتالية لدعم قوات المجلس الانتقالي الجنوبي".
وأضافت الوكالة: "نظرًا لما تشكّله هذه الأسلحة من خطر وتصعيد، نفذت القوات الجوية للتحالف عملية عسكرية محدودة صباح اليوم استهدفت الأسلحة والمركبات القتالية التي جرى تفريغها من السفينتين في ميناء المكلا".
وأوضحت أن السفينتين قدمتا من ميناء الفجيرة على الساحل الشرقي لدولة الإمارات، مشيرة إلى أن العملية نُفذت وفقًا للقانون الدولي الإنساني، ولم تسفر عن أضرار جانبية.
بدوره، قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، أعلى سلطة تنفيذية في الحكومة اليمنية الشرعية المعترف بها دوليًا، إن قضية الجنوب عادلة وفي صلب مشروع الدولة، لكن لا أحد يملك تفويضًا بديلًا لأهل الجنوب، مؤكدًا أنه "لا يحق لأحد توظيف قضية الجنوب لتحقيق أهداف سياسية"، ومشيرًا إلى أن ممثلي المجلس الانتقالي امتنعوا عن تلبية دعوات الحوار.
وأضاف أن الدولة لم تتقاعس يومًا عن مواجهة التهديد الحوثي، وأنه وجّه بمنع أي تحركات عسكرية أو أمنية خارج أوامر الدولة حرصًا على حقن الدماء، لافتًا إلى أن الدولة معنية بحماية مواطنيها وعدم السماح باستخدام السلاح لفرض أمر واقع.
وجدد الدعوة إلى قيادة المجلس الانتقالي "لتحكيم العقل والانسحاب من حضرموت والمهرة"، مؤكدًا تقدير اليمن للدور الذي تضطلع به السعودية لخفض التصعيد دعمًا للشعب اليمني، ومشددًا على أن اليمن لا يتحمل فتح جبهات استنزاف جديدة.
كما أعلن أنه تم اتخاذ عدد من القرارات بهدف حماية المدنيين والمركز القانوني للدولة، وأنه تأكد قيام الإمارات بشحن سفينتين محملتين بالسلاح من الفجيرة إلى ميناء المكلا، مبيّنًا أنه وجّه بتشكيل لجنة تواصل من قيادة الدولة والمكونات السياسية لاحتواء التصعيد.
وأضاف رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني أنه تم فرض حظر جوي وبري على جميع الموانئ والمنافذ لمدة 72 ساعة، وأنه وجّه قوات درع الوطن بالتحرك وتسلم كل المعسكرات في محافظتي حضرموت والمهرة.
وأعلن الأخير إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع دولة الإمارات العربية المتحدة، مطالبًا بأن تخرج كل القوات الإماراتية من جميع الأراضي اليمنية خلال 24 ساعة، إلى جانب إعلان حالة الطوارئ في كل أراضي الجمهورية بدءًا من اليوم ولمدة 90 يومًا.
وكانت تقارير سابقة قد تحدثت عن وقوع غارات جوية سعودية استهدفت مواقع انفصالية في محافظة حضرموت، فيما دعت واشنطن إلى التهدئة، إذ قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو : "نحث على ضبط النفس ومواصلة الدبلوماسية، بهدف التوصل إلى حل دائم".
في المقابل، كتب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان على منصة "إكس" أن على المجلس الانتقالي الجنوبي "تسليم محافظتين إقليميتين سلميًا" إلى الحكومة، معتبرًا أنه "حان الوقت، في هذه اللحظة الحساسة، لأن يسود صوت العقل من خلال الانسحاب من المحافظتين والقيام بذلك بشكل سلمي".
ومع ذلك، أكد المجلس الانتقالي الجنوبي أنه لن يتراجع بعد السيطرة على المحافظتين الغنيتين بالنفط، ومنذ تقدمه، يتجمع أنصار الانفصاليين بانتظام في مدن، بينها عدن، للمطالبة بإعلان الاستقلال، حيث تُنظَّم أكبر التظاهرات كل يوم جمعة.
وقال مسؤول عسكري يمني، الجمعة، إن نحو 15 ألف مقاتل مدعومين من السعودية احتشدوا قرب الحدود السعودية، لكنهم لم يتلقوا أوامر بالتقدم نحو المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون.
المصدر:
يورو نيوز