في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولايته الثانية تراجعا ملحوظا في شعبيته مع دنوّ عام 2025 من نهايته، بحسب مجلة تايم الأميركية.
فبرغم احتفاظه بدعم قوي داخل الحزب الجمهوري، تُظهر استطلاعات الرأي الحديثة استياء واسعا بين الأميركيين من أدائه، في ظل مخاوف متزايدة تتعلق بالاقتصاد، والهجرة، والسياسة الخارجية، وتعامل إدارته مع ملف الملياردير الراحل جيفري إبستين.
وبحسب تقرير نشرته مجلة تايم الأميركية، يختتم ترامب 2025 بمعدلات تأييد تُعد من بين الأدنى خلال ولايتيه الرئاسيتين، في انعكاس لحالة غضب شعبي متنامية وقلق متزايد حتى داخل قاعدته السياسية.
ويُظهر استطلاع أجرته مؤسسة غالوب في نهاية العام أن 36% فقط من الأميركيين يوافقون على أداء ترامب. وبينما يحظى بدعم 89% من الجمهوريين، تنخفض نسبة التأييد إلى 25% بين المستقلين، ولا تتجاوز 3% بين الديمقراطيين.
أما موقع "ريل كلير بولينغ" الإخباري الأميركي المحافظ الذي يجمع نتائج استطلاعات الرأي المختلفة من مصادر متعددة في مكان واحد لتقديم صورة شاملة للرأي العام أو توقعات الانتخابات، فقد حدد نسبة المؤيدين لترامب عند نحو 43% والرافضين عند 53%.
وأفاد التقرير أن ترامب نفسه أقرّ علنا، الشهر المنصرم، بتراجع شعبيته، وإن كان قد ذكر ساخرا أن أرقامه ترتفع بين الأذكياء، ملقيا باللوم في هذا الهبوط على الخلافات داخل الحزب الجمهوري بسبب دعمه لتأشيرات العمال المهرة.
ويعود هذا التراجع -برأي مجلة تايم- إلى 4 عوامل أساسية تتمثل في التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة، والسياسات المتعلقة بالهجرة وتعامل إدارة الرئيس ترامب مع ملفات الملياردير جيفري إبستين المدان بجرائم جنسية، والموقف العسكري تجاه فنزويلا.
ترامب نفسه أقرّ علنا، الشهر المنصرم، بتراجع شعبيته، وإن كان قد ذكر ساخرا أن أرقامه ترتفع بين الأذكياء، ملقيا باللوم في هذا الهبوط على الخلافات داخل الحزب الجمهوري
وقد أثارت ملفات إبستين تحديدا انتقادات واسعة، إذ أظهر استطلاع لإيكونوميست ويوغوف أن غالبية الأميركيين يعارضون طريقة تعامل ترامب مع القضية، بما في ذلك 55% من عامة الجمهور.
وحتى داخل قاعدة " ماغا" التي ترفع شعار "لنجعل أميركا عظيمة مجددا"، لم يُبدِ سوى أقل من نصف المؤيدين دعما قويا لنهجه.
ورغم أن ترامب تراجع عن وصف القضية بأنها خدعة ابتدعها أنصار الحزب الديمقراطي، ودعم تشريعا لنشر الملفات، فإن الوثائق التي أصدرتها وزارة العدل بشأنها تعرضت لانتقادات لكونها غير مكتملة ومعدلة بشكل كبير، حيث يرى نحو نصف الأميركيين أن الرئيس يحاول التستر على الجرائم المرتبطة بإبستين، تتابع المجلة.
أما على صعيد السياسة الخارجية، فقد أثارت حملة الضغط المتصاعدة ضد فنزويلا جدلا واسعا، إذ لا يؤيد نهج ترامب سوى 31% من الأميركيين، فيما يعارضه نحو النصف. كما تُظهر الاستطلاعات معارضة قوية لأي تدخل عسكري، مع تأييد واسع لضرورة الحصول على تفويض من الكونغرس قبل استخدام القوة.
وتبقى الهجرة -في نظر المجلة- القضية التي يتمتع فيها ترامب بأفضلية نسبية، لكنها شهدت هي الأخرى تراجعا ملحوظا في التأييد خلال الأشهر الأخيرة، وسط انقسام حزبي حاد.
وفي ما يتعلق بالاقتصاد، فقد تدهورت ثقة الأميركيين بشكل واضح، إذ سجل مؤشر غالوب للثقة الاقتصادية أدنى مستوياته منذ منتصف 2024، فيما وصف نحو 7 من كل 10 أميركيين الاقتصاد بأنه "سيئ".
ومع اقتراب عام 2025 من نهايته، تشير مجلة تايم إلى أن نسبة الأميركيين الراضين عن اتجاه البلاد لا تتجاوز 24%، في مؤشر واضح على عمق حالة الاستياء العام إزاء أداء الرئيس ترامب وإدارته.
المصدر:
الجزيرة