رد عدد من الأكاديميين والفنانين والناشطين اليهود على عالمة الاجتماع إيفا إيلوز التي ربطت بين معاداة الصهيونية و معاداة السامية ، مؤكدين أن هذا الربط يقصي إمكانية نقد الصهيونية بوصفها حركة سياسية قومية.
وشددت الشخصيات -في مقال رأي بصحيفة لوموند- على أن مكافحة معاداة السامية لا تستلزم تبني الصهيونية ولا اعتبارها الإطار الوحيد للهوية اليهودية، بل تستدعي العكس، الدفاع عن مبادئ المساواة والحقوق الكونية.
وكانت إيلوز قد انطلقت من فرضية مفادها أن معاداة الصهيونية تندرج ضمن معاداة السامية، وأكدت أن "معاداة الصهيونية تشكك في شرعية القومية والموطن القومي اليهودي ذاته".
ومع أن مقال الشخصيات يقر بأن معاداة الصهيونية قد تستَخدم أحيانًا كغطاء لكراهية اليهود، فإنه يرفض تحويل الصهيونية إلى "عقيدة إلزامية" يتهم من ينتقدها بالعداء للسامية.
وترى هذه الشخصيات أن الصهيونية، من خلال سعيها لجمع يهود العالم في دولة واحدة، تقوم على منطق قريب من منطق معاداة السامية نفسه، إذ تفترض أن اليهود لا ينتمون فعليا إلى المجتمعات التي يعيشون فيها.
كما ناقش المقال إشكالية تعريف "الشعب اليهودي"، مبرزا تناقضات التعريفات الدينية والعرقية والثقافية، مع الإشارة إلى أن التجربة التاريخية للاضطهاد هي العنصر الأبرز المشترك بين اليهود.
وتناول المقال نشأة دولة إسرائيل في سياق ما بعد الحرب العالمية الثانية ، مع الإقرار بدورها كملاذ للاجئين اليهود، لكنه يؤكد في الوقت نفسه أن قيامها ارتبط بعملية استعمارية أدت إلى تهجير واسع للفلسطينيين عام 1948.
نقد الصهيونية يقوم على "رفض ثلاثي"، رفض اعتبار أن هجرة يهود العالم إلى إسرائيل قدر محتوم، ورفض اختزال يهود العالم في دولة إسرائيل، ورفض الأساس الإثني الديني لإسرائيل
ويعتبر المقال أن تطور هوية قومية إسرائيلية لا يبرر الطابع الإثني الديني للدولة، ولا القوانين التي تكرس عدم المساواة بين المواطنين، وعلى رأسها قانون "الدولة القومية للشعب اليهودي" لعام 2018.
وخلص المقال إلى أن نقد الصهيونية لا يقوم فقط على إدانة وحشية سياسات الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، بل يقوم أيضا على "رفض ثلاثي"، رفض اعتبار أن هجرة يهود العالم إلى إسرائيل قدر محتوم، ورفض اختزال يهود العالم في دولة إسرائيل، ورفض الأساس الإثني الديني للدولة.
ومن هذا المنطلق، ترى هذه الشخصيات أن مواجهة معاداة السامية تمر عبر الدفاع عن حقوق متساوية لجميع البشر، والانخراط في نضالات عالمية من أجل العدالة، بما في ذلك حقوق الشعب الفلسطيني.
ومن بين الشخصيات الموقعة الخبير الاقتصادي إدغار بلوستين، والطبيب روني براومان، وأستاذ اللغة العبرية يائيل داغان، وأستاذ العلوم الاقتصادية والاجتماعية جلبير الكايم، ونيكول فايمان، نائبة رئيس جمعية أهلية، والطبيب جورج يورام فيدرمان، والخبير الاقتصادي بيار خلفة، والمخططة الحضرية إلسا مارتايان، والممثل باتريك ميكاليس، والناشط المناهض للعولمة كلود زاتان.
المصدر:
الجزيرة
مصدر الصورة