آخر الأخبار

وول ستريت جورنال: هكذا طوّرت الصين قدراتها العسكرية لمنافسة الغرب

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

في غضون أقل من عقد، نجحت الصين في تحقيق قفزة نوعية ببناء صناعة عسكرية متكاملة قادرة على منافسة الغرب، بعد عقود من الاعتماد على الاستيراد من روسيا وأوروبا، وفق تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية.

ويُسلّط الصحفي تشون هان وونغ الضوء في تقريره على كيفية تحوّل بكين من أكبر مستورد للأسلحة، إلى قوة صناعية عسكرية صاعدة قادرة على تصنيع معظم ما تحتاجه، بل والتصدير أيضا، وفق رؤية الرئيس الصيني شي جين بينغ .

اقرأ أيضا

list of 2 items
* list 1 of 2 الناجون من مجازر الفاشر يروون لنيويورك تايمز مآسي الفرار من الجحيم
* list 2 of 2 واشنطن بوست: خيارات ترامب تضيق بشأن طريقة تعامله مع مادورو end of list

تطور إستراتيجي

ويستهل الكاتب تقريره بالإشارة إلى 2016، حين أطلقت بكين شركة محركات الطيران الصينية (إيه إي سي سي)، في خطوة اعتُبرت آنذاك رهانا عالي الخطورة، إذ كان تطوير محركات الطائرات من أعقد نقاط الضعف في القدرات العسكرية الصينية.

هدف الرئيس الصيني هو تمكين بلاده من "تحدي الولايات المتحدة بشكل شامل على قيادة القوة العسكرية العالمية"

وبعد أقل من عشر سنوات، دخلت مقاتلات الشبح الصينية الخدمة بمحركات محلية الصنع، أو "قلوب صينية" وفق تعبير مسؤولين صينيين.

غير أن التقرير أكد أن الكثير من المقاتلات والمروحيات في الجيش الصيني لا تزال تعتمد على محركات أجنبية التصميم.

ولم يكن هذا التقدم تقنيا فحسب، حسب التقرير، بل إستراتيجي أيضا، فحسب بيانات معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، تراجعت حصة الصين من واردات السلاح العالمية بشكل حاد، لتخرج من قائمة أكبر عشرة مستوردين في العالم، بعدما كانت تتصدر القائمة قبل عقدين.

مصدر الصورة بكين باتت قادرة على إنتاج معظم ما تحتاجه من تقنيات عسكرية وفق التقرير (الأوروبية)

ويشير محللون إلى أن بكين باتت قادرة على إنتاج معظم ما تحتاجه من تقنيات عسكرية، حتى وإن استمرت في استخدام بعض المكونات الأجنبية لأسباب تتعلّق بالكلفة أو الجودة، حسب التقرير.

عوامل التطور

وأكد التقرير أن القيادة الصينية تضع هذا التحول في صلب رؤيتها للأمن القومي، فتعزيز الاكتفاء الذاتي العسكري يُعد جزءا من مشروع أوسع لتقليص الاعتماد على الخارج، من الغذاء والطاقة إلى أشباه الموصلات، بهدف منع الغرب من الضغط على الصين في حال اندلاع صراع.

إعلان

اعتمدت بكين لتحقيق هذا التطور -وفق التقرير- على مزيج من السياسات: زيادة الاستثمار في البحث العلمي، وإعادة هيكلة الصناعات العسكرية المملوكة للدولة، وفتح المجال أمام الشركات الخاصة للمشاركة في تلبية الاحتياجات الدفاعية.

كما استفادت، وفق ما نقله التقرير عن مسؤولين ومحللين غربيين، من التجسس الصناعي والهجمات السيبرانية والهندسة العكسية لمعدات أميركية، وهي اتهامات تنفيها الصين رسميا.

واليوم، يتابع التقرير، باتت الصين رابع أكبر مصدر للأسلحة في العالم، بعد الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا، وتُعد صواريخها فرط الصوتية ، القادرة على تجاوز معظم أنظمة الدفاع الجوي، مثالا على تفوق تكنولوجي يتجاوز القدرات الغربية.

مصدر الصورة مقاتلة صينية من طراز "شنيانغ جي-35" (الفرنسية)

تطوّر جوي وبحري

أحد أبرز مجالات الاختراق كان في محركات الطائرات المقاتلة، حسب التقرير، فبعد سنوات من الشكاوى داخل الأوساط العسكرية الصينية، نجحت شركة محركات الطيران في تسريع التطوير عبر التعاون مع الجامعات، وتوظيف الذكاء الاصطناعي .

وبدأت النتائج بالظهور مع تزويد مقاتلات، مثل "جي-10″ و"جي-11" ثم "جي-20″ و"جي-35" الشبحية التي تُعد نظيرا للمقاتلة الأميركية " إف-35 "، بمحركات صينية بالكامل، حسب تحليلات التقرير.

لم يقتصر التقدم على الطيران، إذ تفوقت الصين على الولايات المتحدة في بناء السفن الحربية، إذ أصبح إنتاج بكين أسرع وبكلفة أقل، وأكد الكاتب أنه بين عامي 2015 و2024 أطلقت البحرية الصينية 152 سفينة، مقابل 70 للبحرية الأميركية.

كما دشّنت الصين حاملة الطائرات "فوجيان"، وفق التقرير، أول حاملة صينية مصممة ومبنية محليا بالكامل، مزودة بأنظمة إطلاق كهرومغناطيسية متقدمة للطائرات، تضاهي نظيرتها الأميركية.

ورغم هذا التقدم، يرى خبراء نقل آراءهم التقرير أن الطريق لا يزال طويلا، فما زالت بعض القطع الرئيسية في الترسانة الصينية، مثل القاذفات الإستراتيجية، تعتمد على تصاميم سوفياتية أو روسية، كما أن جودة بعض المحركات الصينية لم تصل بعد إلى مستوى الأميركية.

ومع ذلك، يتفق محللون على أن الاتجاه العام واضح: الصين تُضيّق الفجوة بسرعة.

ونقل التقرير قول تاي مينغ تشيونغ، الأستاذ في جامعة كاليفورنيا ، إن تفكير شي جين بينغ يقوم على أن الصين لا تزال الطرف الأضعف من حيث الابتكار العسكري-الصناعي مقارنة بالولايات المتحدة.

لكن هدف شي، حسب تشيونغ، هو تمكين الصين من "تحدي الولايات المتحدة بشكل شامل على قيادة القوة العسكرية العالمية".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا