آخر الأخبار

هل ستتدخل مصر عسكريا في السودان؟.. خبراء يكشفون لـ RT دلالات خطوط القاهرة الحمراء

شارك

وصف خبراء ودبلوماسيون بيان مصر الحاد تجاه الحرب في السودان وفرضها "خطوطا حمراء" بعد دخول الأزمة منعطفا خطيرا بأنها "رسائل حاسمة دفاعا عن أمنها القومي والعربي".

وأصدرت الرئاسة المصرية بيانا تزامنا مع استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، أكدت فيه وجود "خطوط حمراء لا يمكن السماح بتجاوزها أو التهاون بشأنها باعتبار أن ذلك يمس مباشرة الأمن القومي المصري، الذي يرتبط ارتباطًا مباشرا بالأمن القومي السوداني".

وأكدت الرئاسة المصرية أن الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه وعدم العبث بمقدراته ومقدرات الشعب السوداني هي "أحد أهم هذه الخطوط الحمراء"، بما في ذلك عدم السماح بانفصال أي جزء من أراضي السودان، مجددة رفضها القاطع لإنشاء أية كيانات موازية أو الاعتراف بها باعتبار أن ذلك يمس وحدة السودان وسلامة أراضيه.

واعتبر السفير صلاح حليمة مساعد وزير الخارجية المصري السابق ونائب رئيس المجلس المصري للشئون الإفريقية، زيارة البرهان إلى القاهرة في هذا التوقيت الحساس الذي تمر به الأزمة السودانية "ذات أهمية بالغة" في ظل ما تمر به الأزمة السودانية خاصة الوضع العسكري والذي يمس الأمن القومي المصري بصورة خاصة والأمن القومي العربي أجمع.

مساس مباشر بأمن مصر القومي

وأكد مساعد وزير الخارجية المصري السابق في حديثه لـ RT Arabic أن الأزمة السودانية تمس الأمن القومي بصورة مباشرة باعتبار السودان دولة جوار مباشر، في إطار ما يربطها من اتفاق دفاع مشترك بين البلدين، وما يربط مصر والسودان من تاريخ مشترك، وفي تهديد الأوضاع في السودان لمجلس الدول العربية والإفريقية المُطلة على البحر الأحمر.

ويتكون المجلس الذي تم الإعلان عنه في العاصمة السعودية الرياض في السادس من يناير 2020 من 8 دول بينها 7 عربية هي؛ مصر والسعودية واليمن والأردن والسودان والصومال وجيبوتي، إضافةً إلى إريتريا التي تتمتع بصفة مراقب في جامعة الدول العربية.

وشدد الدبلوماسي المصري السابق على أن كل هذه الأمور المشتركة بين مصر والسودان تدفع مصر لإصدار هذه الرسائل الواضحة والحاسمة في ظل التحركات التي تشهدها السودان، خاصة الأوضاع الكارثية من "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" شهدتها مدينة الفاشر، مؤكدا أن رسالة القاهرة واضحة أنها "لن تسمح بتكرار تلك الجرائم في حق الشعب السوداني" أو بتفتيت وحدة الدولة السودانية.

خطوط مصر الحمراء في السودان

وأوضح أن الخطوط الحمراء التي أعلنتها الرئاسة المصرية تشمل الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه وعدم العبث بمقدراته ومقدرات الشعب السوداني، وعدم السماح بانفصال أي جزء من أراضي السودان، ورفض القاهرة القاطع لإنشاء أية كيانات موازية أو الاعتراف بها باعتبار أن ذلك يمس وحدة السودان وسلامة أراضيه، والحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنع المساس بهذه المؤسسات باعتباره خط أحمر لمصر، معتبرا أن المساس بتلك "الخطوط الحمراء" تهديد حقيقي لوحدة السودان وأهميته الإقليمية ومساس مباشر بالأمن القومي المصر.

وأشار السفير حليمة إلى أن الرؤية المصرية لحل الأزمة السودانية ووقف الحرب تميل إلى خطوات عملية في مقدمتها وقف إطلاق النار ودمج الدعم السريع في الجيش السوداني وإحياء "منبر جدة" للمفاوضات بخصوص الازمة السودانية، ومعالجة الأوضاع الإنسانية على نحو يضمن عدم تكرار ما حدث في الفاشر، ثم محور سياسي لتسوية الأزمة بصورة كاملة من خلال الحوار السوداني-السوداني.

تدخل مصر بين المشروعية والاعتداء

وشدد نائب رئيس المجلس المصري للشئون الإفريقية على أن مصر لها الحق الكامل في اتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة في حال المساس بتلك "الخطوط الحمراء" وفقا لاتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين البلدين، معتبرا أن تدخل القاهرة في حال المساس بتلك الخطوط مجددا هو خيار شرعي وقانوني لأنه يستند إلى اتفاق قانوني أبرم بين دولتين ذات سيادة، وأنه بمثابة تحرك في إطار القانون الدولي يستند إلى الاتفاقية الثنائية.

وركز على أن هدف مصر الأساسي هو الحفاظ على الدولة السودانية ومؤسساتها وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية السودانية باعتبارها ضمانة حقيقية لحفظ وحدة السودان وهو ما يضمن ويحفظ الأمن القومي المصري، مشيرا إلى أنه رغم ذلك فإن القاهرة تؤكد دعمها الدائم لكافة الجهود المخلصة التي تدعم وقف الحرب في السودان

صمام أمان لمنع تقسيم السودان

من جانبه أشاد الخبير العسكري السوداني اللواء أمين إسماعيل مجذوب، بموقف مصر الصريح في دعم السودان وتمسك القاهرة بوحدة وسلامة الدولة السودانية واعتبارها المساس بوحدة السودان بمثابة "خط أحمر" معتبرا أن بيان الرئاسة المصرية "تاريخي" وتعبير صادق عن موقف مصر الداعم للسودان.

وأكد اللواء مجذوب في حديثه لـ RT Arabic أن "السودان يعاني من مؤامرة لتفتيت وحدة البلاد وإحداث تغيير ديموغرافي لسكانه" مشيرا إلى أن قوات الدعم السريع تسعى لتنفيذ هذا الغرض "لخدمة أجندات خارجية" لا تريد الخير للسودان وهدفها الوحيد الاستيلاء على موارد وثروات البلاد، معتبرا أن القاهرة "لن ترضى بالمساس بوحدة السودان أو تفتيته لأنه يؤثر على مستقبل السودان وسلامة الأمن القومي المصري".

أما عن دلالات البيان المصري، فأكد الخبير العسكري السوداني أنه رسالة مصرية "حازمة وحاسمة" تقول إن على من يريد اشعال تلك المنطقة يعلم أن هناك خطوطا حمراء "لا يمكن المساس بها أو تجاوزها"، وأن على جميع الأطراف أن تعلم أن مصر لن تقف عاجزة أمام أي تهديد لحدودها الجنوبية سواء كان بتقسيم السودان أو وجود لميليشيا فيها أو بتحويلها إلى معبر للهجرة غير الشرعية أو مكان لإيواء الكيانات الإرهابية أو الجريمة العابرة للحدود "لن تسمح بها مصر".

وأشاد بموقف مصر القوي في الإعلان عن تمسكها بالحفاظ على وحدة السودان حتى لو أدى ذلك إلى استخدام كافة التدابير والإجراءات اللازمة واتفاقية الدفاع المشترك الموقعة بين البلدين، مؤكدا أن هذه الرسالة المصرية دليل واضح على المصير المشترك، وأنها بمثابة "رسالة ردع" لكل من يراهن على إسقاط الدولة السودانية وتفتيت وحدتها.

المصدر: RT

شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا