قالت منصة "20il" الإخبارية الإسرائيلية إن رئيسة الوزراء الراحلة غولدا مائير تبقى واحدة من أبرز الشخصيات في تاريخ إسرائيل مرتبطة بواحد من أعظم إخفاقاتها الأمنية أمام مصر.
ووفقا للتقرير رغم مسيرتها الطويلة في الحركة الصهيونية والدولة، فإن اسمها ظل مترابطًا بشكل لا يمحى بحرب يوم الغفران (6 أكتوبر 1973)، ذلك الحدث الذي خلّف "جرحا عميقا" في الذاكرة الوطنية الإسرائيلية.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 — اليوم الذي شهد أسوأ ضربة أمنية منذ تأسيس إسرائيل — عادت المقارنات مع يوم الغفران لتطفو، ولكن بدرجة أعلى من القلق والتشاؤم.
ولدت غولدا مائير عام 1898 في كييف، وعاشت طفولتها وسط ضغوط يهودية شديدة. هاجرت مع عائلتها إلى ميلووكي الأمريكية، ثم انتقلت إلى فلسطين عام 1921 برفقة زوجها، دافعةً برغبتها في بناء وطن لليهود.
وانخرطت سريعا في الحياة العامة: من الزراعة في الكيبوتس، إلى تنظيم حركة النساء، ثم تبوّأت مناصب قيادية في الهستدروت، وانخرطت في جمع التمويل لدعم يهود أوروبا والمؤسسات الصهيونية.
وميّزها انضباط ذاتي عال، حضور قوي، وقدرة تنظيمية استثنائية، جعلتها ترقى سُلّم القيادة حتى أصبحت:
خلال حكمها، اعتمدت مائير سياسة "الخط الصارم" تجاه مصر وسوريا، ورفضت أي مبادرات دولية للانسحاب الأحادي من الأراضي المحتلة.
واعتبرت ممثلة لجيل القادة الأوائل من حزب "مباي"، الذين شكلتهم تجربة المحرقة، هجرة الجماعات، حرب 1948، وصراع خطوط 1967 وأسلوب قيادتها، رغم نضجه السياسي، كان مركزياً، يعتمد على دائرة ضيقة من المقربين — كـموشيه ديان وإسرائيل غليلي — وتميّز بـرؤية أيديولوجية ثابتة، لكنه عانى من جمود فكري لم يواكب التحولات الإقليمية السريعة في أوائل السبعينيات.
ومن أبرز أسباب الفشل:
يشير التقرير إلى أن هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 شكّل صدمة أعمق من يوم الغفران:
لكن آلية الفشل واحدة:
خمس نقاط تشابه جوهرية بين 1973 و2023
"العدو يرى نقاط العمى ويستغلها"
تؤكد "20il" أن الاختلاف في طبيعة العدو لا يغيّر المعادلة المتكررة: الثقة الزائدة + إهمال المؤشرات = مفاجأة كارثية.
وتشير إلى أن مصر وسوريا في 1973، وحماس في 2023، نجحا في تحديد "نقاط العمى" لدى إسرائيل، والانقضاض منها — وهو ما يعكس فشلًا نظاميًّا في قراءة التهديدات.
وتختتم المنصة التقرير بمقولات غولدا مائير الشهيرة:
لكنها تخلص إلى أن غولدا، رغم براعتها، كانت جزءًا من نظام فشل في رؤية التغيير القادم.
فـيوم الغفران كشف حدود الثقة بالنفس الوطنية، وخطورة التشبّث برؤى جامدة.
وتسائل المنصة في ختام تقريرها: "هل ستعرف تل أبيب هذه المرة أن تقرأ التحذيرات في وقتها، ونتصرف قبل أن تُسلَّط السكين على رقابنا؟"
المصدر: منصة "20il" الإخبارية الإسرائيلية
المصدر:
روسيا اليوم