آخر الأخبار

فاجعة آسفي.. المنصات ترفض "شماعة القضاء والقدر" وتطالب بالمحاسبة

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

شهدت منصات التواصل الاجتماعي جدلا عقب السيول التي ضربت مدينة آسفي المغربية وخلفت عشرات الضحايا، إذ تسببت العواصف الرعدية الشديدة التي استمرت على مدار ساعة واحدة في تدفقات استثنائية أمس الأحد وأسفر ذلك عن أضرار كبيرة.

وعجزت شبكات الصرف الصحي من التعامل مع غزارة الأمطار في المدينة، حيث تحولت المياه بسرعة إلى سيول جارفة اجتاحت نحو 70 منزلا ومحلا تجاريا وجرفت نحو 10 سيارات.

وقد أسفرت السيول عن 37 قتيلا وأكثر من 30 شخصا مصابا نقلوا الى المستشفيات ولا يزال البحث جاريا عن مفقودين.

وأوضحت السلطات المحلية أن عمليات التمشيط الميداني والبحث والإسعاف وتقديم الدعم والمساعدة للسكان المتضررين تتواصل، داعية المواطنين إلى الرفع من مستوى اليقظة واعتماد أقصى درجات الحيطة والحذر والالتزام بسبل السلامة في ظل التقلبات المناخية الحادة التي تعرفها البلاد.

وقد علقت المديرية الإقليمية للتربية الوطنية بآسفي الدراسة حفاظا على سلامة التلاميذ والكوادر التربوية والإدارية.

سيول آسفي

ورصدت حلقة (2025/12/15) من برنامج "شبكات" انقسام النشطاء بين من يحمل المسؤولية الكاملة عن الفاجعة للعامل البشري وسوء التدبير، وبين من يرى في الأمر انعكاسا لتغيرات مناخية عالمية.

وشدد آخرون على ضرورة تفعيل مبدأ "ربط المسؤولية بالمحاسبة"، معتبرين أن البنية التحتية الحالية لم تعد قادرة على استيعاب التحولات المناخية المفاجئة، وأن الاستعداد المسبق هو الفاصل بين القضاء والقدر وبين الكوارث الناتجة عن التقصير.

وفي نقد صريح لمحاولات التملص من المسؤولية، فرّق المدون كريم بين المشيئة الإلهية وبين التقصير البشري، معتبرا أن تعليق الأخطاء على شماعة "القدر" لم يعد مقبولا في ظل غياب التخطيط، فكتب:

فعلا، هاد الشي قضاء وقدر وما كاين لا رادّ ليه (لم يكن له رد)، ولكن اللي ماشي قدر هو الإهمال وسوء التدبير.

الكارثة ما كتطيحش (لا تسقط فجأة) غير من السما، كتطيح (تسقط) حتى من قرارات بشرية: بنية تحتية مهترئة، تحذيرات ما كتتاخدش (لا تؤخذ) بعين الاعتبار، وفلوس كتتصرف (تُصرف) بلا نتيجة.


ومن زاوية قانونية وسياسية، شدد الناشط شيكار عبد الله على ضرورة مغادرة مربع التشخيص إلى مربع المحاسبة، مطالبا بتفعيل الجزاءات ضد كل من ثبت تقصيره، إذ غرد:

في انتظار ربط المسؤولية بالمحاسبة وخلق جزاءات للمسؤولين في المدينة سواء المعينيين أو المنتخبين.

أما الناشطة إلهام الهادي فحذرت من أن ما يحدث هو جرس إنذار لتغيرات مناخية متسارعة لم تعد تعترف بالحدود الجغرافية، حيث قالت:

نفس ما عاشته مدن إسبانيا السنة لي فاتت، التغير المناخي للأسف بدا كيتسارع (يتزايد).

وأشارت المدونة أصيلة ياسين إلى أن البنية التحتية التقليدية لم تعد صالحة لهذا العصر المناخي الجديد، ودعت إلى إصلاحات جذرية تستوعب الكميات القياسية للمياه بدلا من الحلول الترقيعية، فعلّقت:

هذه التغيرات المفاجئة للمناخ تتطلب تغيير البنية التحتية لتتناسب مع حجم المياه المفاجئة

شبكة الصرف الصحي لن تتحمل هذا الكم الهائل من المياه وهذا يتطلب إصلاحات كبيرة.

وقد حذرت المديرية العامة للأرصاد الجوية المغربية من استمرار هطول أمطار غزيرة أحيانا رعدية ورياح عاصفية قوية وأعلنت مستوى يقظة برتقاليا (يعني وجوب توخي الحيطة والحذر من تشكل فيضانات).

إعلان

وتعد هذه السيول الأولى من نوعها في مدينة أسفي، فقبل عام تقريبا تعرضت لأمطار غزيرة تسببت في فيضانات وسيول أوقفت حركة المرور وتأثرت ممتلكات المواطنين فيها.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا