آخر الأخبار

لماذا منعت جنوب أفريقيا دخول فلسطينيين من غزة لأراضيها؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

جوهانسبرغ استغلت وسائل إعلام إسرائيلية حادثة تأخير دخول 160 فلسطينيا من قطاع غزة إلى جوهانسبرغ لتصوير الأمر على أنه "نفاق" و"ازدواجية معايير" من قبل جنوب أفريقيا ، التي تقود حملة دولية لمحاكمة إسرائيل بتهمة الإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية .

وانتشرت عناوين مثل "السلطات ترفض السماح لهم بالنزول من الطائرة" في صحيفة هآرتس، مصحوبة بتعليقات ساخرة من القراء تتهم جنوب أفريقيا بالنفاق، حيث كتب أحدهم: "هذه هي جنوب أفريقيا نفسها التي ضدنا ومع الغزيين؟ العالم كله يرى النفاق".

وتجاهل هذا التضليل الإعلامي المتعمد حقيقة أن التأخير كان إجراء مؤقتا لحين التحقق من الملابسات الغامضة لوصولهم، وأن الرئاسة تدخلت لاحقا بشكل حاسم للسماح بدخولهم، في ظل الكشف عن دور مؤسسة مشبوهة تُدعى "المجد أوروبا" في تنظيم هذه الرحلات، مما أثار شبهات حول عملية "تهجير ناعم" منظمة وممولة.

وأكدت سلطة إدارة الحدود في جنوب أفريقيا وصول 160 فلسطينيا من قطاع غزة إلى مطار "أو آر تامبو الدولي" في جوهانسبرغ الخميس 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في ثاني رحلة من نوعها تنظمها مؤسسة "المجد أوروبا".

وكانت الرحلة الأولى قد وصلت يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي وعلى متنها 176 فلسطينيا، وقد أثارت كلتا الرحلتين جدلا واسعا ومخاوف لدى منظمات المجتمع المدني.

وفي تصريح رسمي لوسائل الإعلام، قالت ممي موغوتسي، نائبة مفوض الاتصالات والتسويق في سلطة إدارة الحدود، إن المسافرين في الرحلة الأخيرة مُنعوا من الدخول في البداية، لكن الرئاسة منحتهم إعفاء بعد التحقق والتدخل. وأضافت "بحلول وقت القبول، كان 23 من أصل 160 مسافرا قد غادروا بالفعل من جنوب أفريقيا إلى وجهاتهم النهائية. لذلك، تمت معالجة طلبات 137 راكبا فقط لدخول البلاد تحت رعاية مؤسسة وقف الواقفين".

إعلان

وأكدت موغوتسي أن الفلسطينيين الذين يحق لهم دخول جنوب أفريقيا بدون تأشيرة لمدة 90 يوما تم التعامل معهم وفقا للإجراءات العادية وسيُطلب منهم الالتزام بجميع شروط الدخول.

مصدر الصورة موغوتسي: رئاسة جنوب أفريقيا منحت المسافرين الفلسطينيين إعفاء بعد التحقق والتدخل (الجزيرة)

رحلة إلى المجهول

وفي حديث للجزيرة نت، كشف الباحث نعيم جينا، المتحدث باسم "تحالف منظمات المجتمع المدني المستجيبة للأزمة"، أن الفلسطينيين دفعوا مبالغ تتراوح بين 1500 و5 آلاف دولار للشخص الواحد للمؤسسة المنظمة، بعد أن سجلوا عبر منصتها الإلكترونية.

وأوضح أنهم أُبلغوا بموعد المغادرة قبل ساعات قليلة فقط، وطُلب منهم إحضار حقائب ظهر صغيرة. لكن عند عبورهم من شمال غزة عبر معبر كرم أبو سالم ، "قيل لهم إنه غير مسموح لهم حتى بحقائب الظهر ويمكنهم فقط أخذ الهواتف وجوازات السفر وبعض المال".

وتابع جينا أنه "تم نقلهم في حافلات إسرائيلية إلى مطار رامون، ووضعوا على متن طائرة غير معلمة دون إخبارهم بوجهتهم. هبطت الطائرة أولا في نيروبي بكينيا، قبل نقلهم إلى طائرة مستأجرة متجهة إلى جنوب أفريقيا".

أما الرحلة الأولى التي وصلت يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول، فقد استقبل الركاب رسائل عبر تطبيق "واتساب" تحدد لهم سيارات "أوبر" لنقلهم على نفقتهم الخاصة إلى بيوت ضيافة وفنادق رخيصة في مناطق متفرقة من جوهانسبرغ.

وتم حجز إقامتهم لمدة 7 أيام فقط، ثم انقطع كل تواصل من المنظمة معهم، تاركين إياهم في حالة من الضياع الكامل. في حين لم يتلق ركاب الرحلة الثانية مثل هذه الرسائل.

مصدر الصورة السفيرة الفلسطينية لدى جنوب أفريقيا حنان جرار في الطائرة متحدثة للركاب (الجزيرة)

أزمة في المطار

مع وصول الطائرة الثانية التي كانت تقل 160 فلسطينيا، رفضت سلطة إدارة الحدود في البداية السماح لهم بالنزول، مما أدى إلى أزمة إنسانية على متن الطائرة.

وخلال ساعات الانتظار الحرجة، وجه المجتمع المدني انتقادات حادة للتأخير. فقد وصف نعيم جينا، الموقف الأولي بأنه "مخز" و"غير إنساني"، متسائلا كيف يُعقل "أن ترفع قضية إلى لاهاي ، لكن عندما يصل لاجئون حقيقيون من غزة إلى عتبة بابنا، يائسين ومصدومين، نطردهم؟ بصراحة، يجب أن نخجل".

وأوضح أن اللاجئين "خدعهم الإسرائيليون"، وأن سلطة إدارة الحدود استخدمت عدم وجود أختام خروج كذريعة لرفض دخولهم، على الرغم من أنهم طالبو لجوء.

وتحت ضغط المجتمع المدني والمخاوف من تدهور الوضع الإنساني، تدخلت الرئاسة الجنوب أفريقية بشكل حاسم ومنحت إعفاء للمسافرين "لأسباب إنسانية".

وقد أشاد نعيم جينا، في حديثه للجزيرة نت، بهذا التدخل الحكومي قائلا "لقد كان عمل الحكومة مذهلا. نحن ممتنون للحكومة على استجابتها السريعة وتسهيلها للإجراءات".

وقد أصدرت مؤسسة وقف الواقفين بيانا شكرت فيه الحكومة على "إنقاذ اللاجئين الفلسطينيين العالقين". وأكدت سلطة إدارة الحدود -في بيان رسمي- أن 137 راكبا تمت معالجة طلباتهم للدخول إلى البلاد تحت رعاية مؤسسة "وقف الواقفين".

شهادة من قلب الأزمة

وفي مقابلة مع الجزيرة نت، روى نايجل برانكن، وهو أحد الناشطين المتطوعين الذين كانوا في المطار منذ اللحظات الأولى، تفاصيل المعاناة التي عاشها الركاب الفلسطينيون.

إعلان

وقال برانكن "كان الوضع على متن الطائرة مأساويا. لقد تركوا على المدرج طوال اليوم في طائرة بدون تكييف أو مراحيض. كان هناك أطفال رضع وأطفال صغار، ولم يحصلوا على طعام حتى وصلت المساعدات".

وأضاف أن الفضل في معرفة وصول الطائرة يعود إلى والد أحد الركاب، وهو رجل وصفه برانكن بـ"الشجاع"، إذ كانت ابنته حاملا في شهرها التاسع على متن الطائرة.

وقال: "لولا تدخله، لما علمنا بقدوم الطائرة. لقد اتصلنا بوزارة الشؤون الدولية والتعاون وأخبرناهم، لكنهم لم يكونوا على علم بالأمر" وتدخلوا لاحقا تدخلا إيجابيا.

وأكد برانكن أن إسرائيل تعمدت عدم ختم جوازات سفر الركاب "لاستخدام هذه التقنية الصغيرة كذريعة لمنعهم من الدخول"، مشددا على أن قانون اللاجئين في جنوب أفريقيا يضمن حق طلب اللجوء بغض النظر عن طريقة الدخول أو وجود الوثائق.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا