في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
قال وزير الخارجية المالي عبد الله ديوب، إن جهات خارجية تحاول استغلال هشاشة الأوضاع في بلاده باستخدام الجماعات المسلحة للضغط على الدولة، مؤكدا أن باماكو أعادت تنظيم منظومتها الأمنية لاحتواء أزمة نقص الوقود الأخيرة.
وأوضح ديوب في مقابلة خاصة للجزيرة، أن الهجمات على الإمدادات النفطية جاءت بعد "الهزائم الثقيلة" التي تلقتها الجماعات المسلحة، ما دفعها -بحسب قوله- إلى التحول نحو استهداف "الأهداف الرخوة" لإرباك الاقتصاد وخلق حالة هلع عند السكان.
وأكد الوزير أن السلطات أعادت، خلال أيام قليلة، ضبط مسار الإمدادات بإعادة انتشار قوات الدفاع والأمن وتنظيم المواكبة العسكرية للقوافل، إلى جانب تكثيف العمليات الميدانية وتأمين طرق رئيسية لضمان استمرار التموين نحو باماكو ومناطق أخرى.
وشدد على أن مالي تعمل ضمن "تضامن كامل" مع النيجر وبوركينا فاسو لاحتواء تداعيات الأزمة، موضحا أن تعاون الدول الثلاث يتجاوز البيانات الإعلامية إلى "تنسيق فعلي" في مجالات الدفاع والإمداد والاقتصاد.
وفي تقييمه لسياسة تأكيد السيادة منذ 4 سنوات، قال ديوب، إن مالي أنهت "النموذج الاستعماري الجديد" الذي كان يجعل أمن البلاد بيد أطراف خارجية، مضيفا، أن باماكو صارت تجعل ما يقرب من ربع ميزانيتها لتعزيز قدراتها الدفاعية.
وبيّن أن الشراكات الخارجية مقبولة حين تحترم 3 مبادئ أساسية: سيادة مالي، وخياراتها الإستراتيجية، ومصالحها الحيوية، مشيرا إلى أن بلاده لا تبحث عن شريك "يحل محل الماليين" بل عن تعاون يقوم على الاحترام المتبادل ودعم القدرات الوطنية.
وانتقد ديوب ما وصفه بـ"الممارسات غير المسؤولة" لبعض البعثات الدبلوماسية التي أصدرت بيانات أمنية دون التشاور مع الحكومة، معتبرا أن تلك البيانات غذّت روايات إعلامية تتحدث عن اقتراب سقوط باماكو، وهو ما نفته السلطات.
وعن الانسحاب من منظمة " إيكواس "، أكد الوزير أن القرار جاء بعد سلسلة عقوبات وتهديدات بالتدخل العسكري بحق مالي والنيجر وبوركينا فاسو، معتبرا أن قوى خارجية "استغلت المنظمة" لإملاء مواقف على الدول الأعضاء.
وقال إن الخروج من المنظمة لا يعني مغادرة فضاء غرب أفريقيا أو التخلي عن روابط الجغرافيا والثقافة، مضيفا أن الدول الثلاث تتجه نحو "فضاء تكاملي جديد" يقوم على الاستقلال السياسي والاقتصادي.
وأوضح ديوب أن تحالف دول الساحل -الذي يضم مالي والنيجر وبوركينا فاسو- أصبح "واقعا حيا" وحقق تقدما في فترة قصيرة، سواء بالقوة المشتركة التي تنفذ عمليات ميدانية ناجحة، أم بإنشاء مؤسسات اقتصادية مشتركة مثل بنك الاستثمار والتنمية.
وأكد الوزير أن التحالف يستهدف بناء نموذج يقوم على المسؤولية الذاتية وكسر أنماط التبعية القديمة، مشيرا إلى أن نجاحه يثير "انزعاج بعض الشركاء" الذين يرون أنه يقوض نفوذهم التقليدي في المنطقة.
المصدر:
الجزيرة