في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في مقال رأي بصحيفة هآرتس يقارن الكاتب اليساري جدعون ليفي مقارنة بين ظاهرة زهران مامداني -السياسي الشاب وأول مسلم يفوز بمنصب عمدة نيويورك – وبين الواقع السياسي الإسرائيلي الراكد.
ويرى أن انتخاب ممداني يمثل ثورة سياسية واجتماعية غير مسبوقة، واصفا إياه بأنه "شاب مهاجر وراديكالي لا يخشى قول ما يفكّر به ولا يتردد في التفكير بما يقوله".
ويضيف أن عمدة نيويورك المنتخب لا يهتم باستطلاعات الرأي ولا ينصت للنصائح التي تطالبه بتلطيف مواقفه، وينتصر على المؤسسة السياسية الأميركية.
ووفقا للكاتب، فإن فوز شخص بهذه المواصفات في مدينة تمثل مركزا عالميا لليهود والرأسمالية، وعلى أساس برنامج اشتراكي صريح، هو في حد ذاته حدث تاريخي يبرهن على اتساع مساحة الفرص في الولايات المتحدة ، بعكس إسرائيل التي ترفض التغيير وتغرق في الركود.
ويعتبر ليفي أن إسرائيل عاجزة عن إنتاج شخصية مشابهة لممداني، فالساحة السياسية تعيد تدوير الأشخاص أنفسهم: فرئيس وزرائها المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بنيامين نتنياهو لن يرحل، ومنافسوه الذين هُزموا سابقا يصرون على البقاء.
ومع أن الانتخابات المقبلة في إسرائيل تُوصَف بأنها "مصيرية"، لكنها -بحسب ليفي- تخلو من أي مرشح يُلهب الحماس، أو شخص يمكن التعويل عليه لإحداث تحول. ذلك لأن الخطاب السياسي، في نظره، لا يتجاوز شعارات مكررة مثل دعم الجيش، ورفض الدولة الفلسطينية ، وتأكيد التفوق اليهودي الدائم.
ويعزو الكاتب الهجوم الشرس على ممداني في الإعلام الإسرائيلي إلى مواقفه من الحرب على قطاع غزة ، لأنه قال إن إسرائيل قتلت أطفالا وارتكبت إبادة جماعية . وبسبب ذلك، سارع معارضوه إلى اتهامه بمعاداة السامية أو بكونه "إسلاميا متطرفا"، في محاولة لتشويه صورته.
ويؤكد ليفي أن إسرائيل تحتاج إلى "ممداني خاص بها" ليقدم رؤية جديدة ومسارا غير مجرب للخروج من الفراغ والفساد واليأس.
فالمجتمع -بنظره- يختنق ويحتاج إلى "جهاز تنفس سياسي"، في حين يظل المقهورون بلا تمثيل أو أمل. وفي النهاية، يختتم ليفي مقاله متمنيا لممداني النجاح في تحقيق بعض وعوده الكبيرة قائلا "ليته يتمكن من تحطيم الحملة العالمية ضد التقدم".
المصدر:
الجزيرة