آخر الأخبار

مسؤول في الخارجية السورية: تفعيل الخدمات القنصلية بموسكو قريبا

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

دمشق- أكد محمد يعقوب العمر مدير الإدارة القنصلية والمكتب التنفيذي في وزارة الخارجية والمغتربين السورية نجاح الوزارة في إعادة تفعيل الخدمات القنصلية في جميع البعثات الدبلوماسية حول العالم مع التركيز على الشفافية والكفاءة وإنهاء ممارسات الابتزاز السابقة.

وفي حوار خاص مع الجزيرة نت، كشف العمر عن خطط توسعية تشمل افتتاح قنصليات جديدة في أوروبا وتركيا، وتسهيلات "غير مسبوقة" للعائدين، مشددا على أن التحول الرقمي والرقابة الصارمة أصبحا "أساسا لخدمة كريمة تحفظ كرامة المواطن السوري".

وفيما يلي نص الحوار:

مصدر الصورة زيارة وفد وزارة الخارجية السورية إلى موسكو (الموفد الإعلامي في الخارجية السورية)
*

هل عادت جميع البعثات الدبلوماسية لتقديم الخدمات القنصلية في السفارات السورية، أم أن بعضها لا يزال متوقفا عن العمل؟ وما حال السفارة السورية في موسكو؟

الوزارة نجحت خلال الفترة الماضية في إعادة تفعيل الخدمات القنصلية في جميع بعثاتها حول العالم، بالتوازي مع تطوير قدرات العمل وتوسيع الخدمات المقدمة للمواطنين السوريين في الخارج، والعمليات الرامية إلى رفع كفاءة بعض البعثات التي لا تزال مستمرة وفق خطة مرحلية مدروسة.

وبخصوص السفارة السورية في موسكو، فإن وفدا فنيا وإداريا زار البعثة وعمل على تقييم شامل ووضع الخطة اللازمة لتحديث أنظمة العمل وتحسين الخدمات في مجالات الجوازات والتصديقات والوكالات، وتعزيز الربط الإلكتروني مع الإدارة المركزية في دمشق ، بما يضمن تسريع الإجراءات وتحسين جودة الخدمة المقدمة للمواطنين السوريين في روسيا ودول الجوار.

كما قابل الفريق عددا من المتقدمين الجدد للعمل ضمن الكادر المحلي للبعثة، وسيتم تفعيل الخدمات القنصلية المعلقة قريبا عقب مباشرته.


*

كانت الخدمات القنصلية أداة يبتز بها النظام السابق السوريين المغتربين. فما الإجراءات التي اتخذتموها لضمان تقديم هذه الخدمات على أحسن وجه؟ وهل تتضمن إجراءات عقابية بحق بعض الموظفين السابقين؟

إعلان

الوزارة تبنت نهجا واضحا وحازما لضمان تقديم خدمة قنصلية كريمة وعادلة لجميع المواطنين، بعيدا عن أي ممارسات خاطئة كانت تحدث سابقا. كانت منصة حجز المواعيد التي عمل عليها النظام البائد تشكل الثغرة الكبرى التي يتم من خلالها ابتزاز المواطنين، نتيجة لتدخل شبكات من السماسرة في حجز المواعيد وبيعها لهم.

بدأت الخطوة الأولى للإدارة القنصلية بإطلاق منصة جديدة لحجز المواعيد، يديرها فريق مركزي من إدارة نظم المعلومات والتحول الرقمي في وزارة الخارجية وتتمتع بالشفافية والرقابة، وهي متاحة لجميع المواطنين دون أي تدخل من الوسطاء أو السماسرة عبر تطبيق (MOFA SY).

وتعززت الإدارة القنصلية بالكوادر اللازمة لتقديم الخدمة في قنصلياتنا حول العالم بما يتناسب مع عدد الجالية السورية في دول المهجر، وعززت نظم الرقابة والمتابعة، وفعّلت منصات التواصل والشكاوى، وطورت آليات العمل الإداري والتقني في البعثات، ونؤكد أن الوزارة ستتخذ إجراءات إدارية بحق كل من يثبت عليهم ارتكاب مخالفات.

المرحلة الحالية تركز على قيم احترام المواطن وحفظ كرامته، وتقديم الخدمات بشفافية ومهنية، بما يعزز الثقة مع المواطن ويمنحه الرضى عن جودة الخدمة.




*

كيف تتم عملية انتقاء الموظفين الجدد في القنصليات؟ وهل لا تزال لديكم حاجة لموظفين جدد؟ وما طريقة التقديم؟

الوزارة تعتمد آلية احترافية وشفافة لاختيار الكادر المحلي في البعثات تستند إلى الكفاءة العلمية والخبرة والقدرة على تقديم خدمة مهنية وأخلاقية للمواطنين.

بعد إعلاننا عن فتح باب التوظيف في بعثاتنا حول العالم وصلنا عبر الرابط الإلكتروني أكثر من 27 ألف متقدم، عملنا على انتقائها بعناية شديدة لاختيار أفضل الكفاءات المتقدمة. وفي الخطوة التالية تتم مقابلة المتقدمين في مقر البعثة من قبل لجنة مركزية موفدة من دمشق لاختيار الأفضل وفق معايير موضوعية ودقيقة.

الحاجة مستمرة لرفد البعثات بكفاءات إضافية، والتقديم يتم حصرا عبر القنوات الرسمية المعلنة لضمان تكافؤ الفرص والشفافية.


*

تنتشر شكوى من أن بعض العاملين في السلك الدبلوماسي ممن كانوا قد انشقوا عن النظام السابق، لم تتم الاستفادة من كفاءاتهم رغم استعدادهم للعمل. فما ردكم؟

الوزارة ترحب بكل الكفاءات الوطنية الراغبة في خدمة المواطنين السوريين، وتمت دعوة عدد كبير من المنشقين لإجراء مقابلة مع لجنة مكلفة من معالي وزير الخارجية أسعد الشيباني لإعادتهم إلى مواقعهم المناسبة في الوزارة، وقد باشر عدد منهم عمله بالفعل، ويمكن لجميع الزملاء المنشقين الذين لم يعودوا لعملهم مراجعة إدارة التنمية الإدارية لترتيب إجراءات مباشرة مهامهم من جديد.

ويجري العمل حاليا على مسابقة للتوظيف سيتم الإعلان عنها قريبا ويمكن من خلالها لأي شخص يرى في نفسه الكفاءة التقدم حتى ينال فرصته.


*

ما الإجراءات التي نفذتها إدارة الخدمات القنصلية لتلبية متطلبات عودة آلاف السوريين من الخارج؟

إعلان

الإدارة القنصلية اتخذت خطوات واسعة لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمواطنين العائدين، وضاعفت قدرة إصدار الجوازات والمعاملات في عدة بعثات، حيث ارتفعت القدرة الإنتاجية للجوازات في بيروت من 80 إلى 400 جواز يوميا، وإلى 1000 يوميا في برلين، وإلى 700 جواز يوميا في إسطنبول.

وعملنا على توسيع أماكن استقبال المراجعين بشكل كبير في جميع البعثات التي زارها الوفد التقني لوزارة الخارجية. وهذه الإجراءات انعكست مباشرة على تقليص أوقات الانتظار وتسهيل عودة الآلاف وإنجاز معاملاتهم بسرعة وجودة أفضل.

أما عن الخطوات الإجرائية التي اتخذتها الإدارة القنصلية لتسهيل عودة السوريين إلى الوطن، فقد نفذت حزمة من الإجراءات والتسهيلات غير المسبوقة تهدف إلى إزالة العقبات التي قد تواجه الراغبين بالعودة وتخفيف الأعباء عنهم.

وأبرز هذه القرارات الإعفاء من رسوم تذاكر المرور حيث وجّه معالي الوزير البعثات الدبلوماسية والقنصلية السورية في الخارج بمنح وثائق سفر مؤقتة مجانا للمواطنين الراغبين بالعودة، بعد أن كانت تتطلب رسوما مقدارها 50 دولارا وفقا للقانون رقم 19 لعام 2023.



تسهم هذه الخطوة في تخفيف الأعباء المالية عن المواطنين، ولا سيما أولئك الذين يواجهون ظروفا معيشية صعبة أو لا يحملون جوازات سفر سارية، كالتالي:


* تخفيف متطلبات الحصول على تذاكر المرور: تم تبسيط الإجراءات إلى حد كبير، حيث لم يعد يُشترط تقديم وثائق مصدقة أصولا لإثبات الهوية أو الجنسية، كما كان معمولا به سابقا. ويمكن للعائدين استكمال تسجيل واقعات الولادة في سوريا مباشرة لدى مديريات الأحوال المدنية.
* تمديد جوازات السفر مجانا: تم توجيه البعثات الدبلوماسية بتمديد جوازات السفر لمدة عام واحد مجانا، مما أسهم في تمكين العديد من المواطنين من العودة إلى البلاد.
* التصديق المجاني للوثائق الدراسية: وجهت الإدارة القنصلية البعثات السورية في الخارج بتصديق الشهادات والوثائق الدراسية للمواطنين السوريين مجانا، مما يشجع الطلبة والخريجين على العودة، ويسهّل عليهم معادلة شهاداتهم أو متابعة دراستهم في الجامعات السورية دون تكاليف إضافية.
* إيفاد فرق تقنية إلى مناطق الأزمات: أرسلت الوزارة وفودا فنية إلى السودان وليبيا لتقديم الخدمات القنصلية مباشرة للسوريين هناك، بما في ذلك منح تذاكر مرور للعودة وتمديد جوازات السفر المنتهية الصلاحية.
* تعزيز دور البعثات الدبلوماسية في متابعة شؤون المواطنين: تم التأكيد على جميع البعثات السورية بضرورة متابعة أوضاع السوريين في بلدان الإقامة وتقديم كل أشكال الدعم والتسهيلات القنصلية الممكنة لتسهيل عودتهم الطوعية إلى الوطن.
* تسهيل إجراءات التصديق القنصلي داخل سوريا: سمحت الإدارة القنصلية بقبول الوثائق الأجنبية المصدقة من البعثات الأجنبية في دمشق دون الحاجة لتصديقها حصرا من القنصلية السورية في الدولة الصادرة عنها كما كان سابقا. وقد انعكس ذلك إيجابا على المواطنين العائدين، ولا سيما من تركيا، حيث بات بالإمكان اعتماد تصديق السفارة التركية في دمشق لدى جميع مكاتب الخدمات القنصلية في المحافظات.



*

هل لديكم خطة لإصلاح إجراءات استصدار بعض الوثائق من حيث الشروط والرسوم المطلوبة لبعض المعاملات؟ وماذا بشأن كلفة استخراج جواز السفر التي لا تزال مرتفعة رغم تخفيضها، وصعوبة استخراجه في بعض الدول؟

إعلان

الوزارة تعمل باستمرار على تبسيط إجراءات إصدار الوثائق وتصحيح الاختلالات السابقة عبر مراجعة الشروط وتقليل عدد المستندات وتعزيز التحول الإلكتروني، إضافة إلى دراسة الرسوم بشكل دوري بهدف الوصول إلى توازن بين التكاليف التشغيلية وتخفيف العبء عن المواطنين قدر الإمكان. وأسهم رفع القدرة الإنتاجية في عدة بعثات في تسريع إنجاز المعاملات وتقليل الكلف غير المباشرة الناجمة عن التأخير.

كما تعمل على تحسين الخدمة وعلى معالجة التحديات التي تواجه بعض الدول بالتنسيق مع الجهات المعنية. شهدنا التوجه نحو التحول الرقمي وفوائد ذلك في تقليل الازدحام وتسريع المعاملات.


*

هل هناك مشاريع رقمية أخرى لتسهيل هذه المعاملات؟

التحول الرقمي يشكل محورا أساسيا في خطة تطوير العمل القنصلي وتخفيف الأعباء عن المواطن للحصول على الخدمة، بدأنا بمسار التحول الرقمي من تصميم تطبيق إلكتروني لوزارة الخارجية سيشتمل على جميع الخدمات التي تقدمها الوزارة بالتتابع، ويجري تطوير نسخته بشكل مستمر حتى نصل إلى تقديم بعض الخدمات بشكل كامل عن بعد.

والوزارة أنجزت تحديثا تقنيا في جميع البعثات التي زارها الوفد التقني، كبيروت وبرلين وإسطنبول، وتم تفعيل تطبيق حجز المواعيد في جميع بعثاتنا حول العالم، ونعمل على تطويره ليشمل آلية الدفع الإلكتروني ومتابعة المعاملات عبر الإنترنت.

هذه الخطوات ستسهم في الحد من الازدحام وتحقيق العدالة في الحصول على الخدمة وتقديم تجربة قنصلية أكثر حداثة وفاعلية.

مصدر الصورة بعثة فنية زارت برلين لإعادة تأهيل مبنى السفارة السورية (الموفد الإعلامي في الخارجية السورية)
*

هل لديكم خطة لتوسيع شبكة القنصليات في أوروبا، خاصة ألمانيا وتركيا؟

تعمل وزارة الخارجية والمغتربين على تعزيز حضورها الدبلوماسي في الخارج من خلال إعادة تفعيل وافتتاح بعثات جديدة، ولا سيما في الدول التي تضم جاليات سورية كبيرة.

فقد أوفدت الوزارة فرقا تقنية متخصصة إلى عدد من الدول، من بينها ألمانيا، حيث زارت بعثة فنية برلين لإعادة تأهيل مبنى السفارة السورية، كما زارت مدينة بون، تمهيدا لاستئناف العمل القنصلي بشكل أوسع وتمكين الجالية السورية الكبيرة المقيمة في ألمانيا ومحيطها من الحصول على خدمات قنصلية مباشرة وسريعة.

وفي تركيا، تعمل الوزارة على افتتاح قنصلية عامة جديدة في مدينة غازي عنتاب لتغطية احتياجات السوريين المقيمين في تلك المنطقة، إلى جانب توسيع مبنى القنصلية السورية في إسطنبول لزيادة قدرتها على تقديم الخدمات لأكبر عدد ممكن من المراجعين.

كما تعمل على إعادة افتتاح القنصلية في مدينة جدة لتعزيز التواصل مع أبناء الجالية السورية المقيمين في المملكة العربية السعودية.

وتسعى الدبلوماسية السورية أيضا إلى إعادة تفعيل عدد من البعثات التي تم تعليق عملها سابقا في ضوء التحسن التدريجي في العلاقات الخارجية، ومن بين هذه الخطط العمل على إعادة فتح السفارة السورية في كييف وعدد من الدول الأخرى، تأكيدا على حرص دمشق على خدمة مواطنيها في الخارج وتعزيز حضورها الدبلوماسي على الساحة الدولية.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا