ذكرت مجلة أفريكا ريبورت في تقرير لها أن الرئيس الكاميروني بول بيا غادر بلاده متوجها إلى جنيف في 21 سبتمبر/أيلول، أي قبل 3 أسابيع من الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 أكتوبر/تشرين الأول، في رحلة وُصفت بأنها "قصيرة لأسباب طبية".
وقد رافقته السيدة الأولى شانتال بيا وعدد من كبار المسؤولين، بينهم مدير الديوان المدني صامويل مفوندو أيولو والأميرال جوزيف فودا.
وبحسب التقرير، فإن جنيف تُعد الوجهة المفضلة لبيا لتلقي العلاج، غير أن الأمين العام للرئاسة فرديناند نغوه نغوه حاول إقناعه بالتوجه إلى إسرائيل، معتبرا أن الخيار الإسرائيلي يوفر "ضمانات قوية للسرية والأمن".
لكن الرئيس لم يأخذ بنصيحته، رغم أن نغوه كان قد استأجر بالفعل طائرة خاصة لهذا الغرض.
وتضيف أفريكا ريبورت أن بيا لجأ هذه المرة إلى شريك آخر لضمان إقامة سلسة في سويسرا، هو الولايات المتحدة .
فقد تولى مستشارون أمنيون أميركيون تنظيم المهمة الأمنية للرحلة، وهي مهمة كانت عادة من اختصاص جهاز الاستخبارات الخارجية والحرس الرئاسي والأمن العسكري.
وأوضحت المجلة أن الأميركيين فرضوا مستوى غير مسبوق من السرية، وقلّصوا فريق الحماية إلى 4 عناصر فقط تحت إشراف الأميرال فودا، كما غيّر الرئيس طائرته المعتادة (بوينغ 767) ليستقل طائرة " إيرباص A320″.
ونقلت أفريكا ريبورت عن مصادرها أن "الأميركيين في حالة مغازلة مع الكاميرون، باعتبارها بوابة إلى خليج غينيا".
ففي الأشهر الأخيرة كثفت واشنطن دعمها الأمني، سواء داخل الكاميرون أو خارجها، عبر عمليات استهدفت قادة انفصاليين من "الأمبازون" وتسهيل اعتقال بعضهم في الولايات المتحدة والنرويج.
وترى المجلة أن نجاح هذه الترتيبات أعاد إحياء شراكة كانت قد تعثرت عام 2019 بسبب اتهامات بانتهاكات حقوقية في المناطق الناطقة بالإنجليزية والشمال الأقصى.
وفي 19 سبتمبر/أيلول الماضي، استقبل بيا في ياوندي الجنرال داغفين أندرسون، القائد الجديد للقيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، بعد شهر من توليه منصبه.
وقد التقى أندرسون أيضا وزير الدفاع جوزيف بيتي أسومو وقادة كتيبة التدخل السريع في الشمال، إضافة إلى مسؤولين بارزين في الرئاسة.
كما يشير المصدر نفسه إلى أن خلف هذا التقارب يقف السفير الأميركي في ياوندي كريستوفر لامورا، المعروف بقربه من الرئيس بيا، وهو ما يعزز فرضية أن واشنطن تسعى لإعادة تموضعها في الكاميرون بعد سنوات من الفتور.