في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
تساءل أحد كُتاب الرأي في صحيفة لوفيغارو الفرنسية عن مدى أحقية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام عام 2025 وهي الجائزة التي عبّر مرارا عن سعيه للحصول عليها.
ويرى الكاتب رونو جيرار أن ترامب وإن كان له نزوع حقيقي نحو السلم، لم يحقق بعد 8 أشهر من توليه منصبه، أي نتائج ملموسة خدمة للسلام العالمي من شأنها أن تستميل أعضاء لجنة نوبل المانحة لتلك الجائزة.
وذكر أن ترامب وعد في الخطاب الذي ألقاه أثناء حفل تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني 2025، ليس فقط بعدم بدء حروب جديدة، بل وأيضا بإنهاء الصراعات المستمرة في جميع أنحاء العالم.
ولم يخف ترامب قط، وفقا لجيرار، رغبته في الحصول على جائزة نوبل للسلام من باب الغيرة من سلفه الديمقراطي باراك أوباما الذي فاز بها عام 2009 في مستهل ولايته الرئاسية الأولى.
وتساءل الكاتب: هل يستحق دونالد ترامب هذه الجائزة الدولية المرموقة، التي تُمنح سنويا من قِبل لجنة من 5 أعضاء ينتخبهم البرلمان النرويجي؟
وقال إن ترامب يعتقد أن سلفه أوباما لم يكن يستحق تلك الجائزة لأنه لم يقم بشيء ملموس للحصول عليها، وكل ما قام به آنذاك هو أنه ألقى خطابا رائعا في القاهرة في 4 يونيو/حزيران 2009 أعلن فيه، من بين أمور أخرى، أنه سيحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لكن ذلك لم يتحقق.
ويقر الكاتب جيرار أن لجنة نوبل لعام 2009 تسرّعت في منح أوباما الجائزة على أساس سيرته الذاتية التي لا تشوبها شائبة ونواياه الحسنة، لكنه لا يتوقع أن ذلك سيحصل عام 2025 مع الرئيس ترامب.
ويشير الكاتب إلى أن الرئيس ترامب يكره رؤية سفك الدماء ويُفضّل التجارة وفن إبرام الصفقات على الحرب، لكن المشكلة هي أنه بعد 8 أشهر من توليه منصبه، لم يحقق نتائج ملموسة خدمة للسلام العالمي ليعرضها على أعضاء لجنة جائزة نوبل للسلام.
وساق الكاتب حالة الأزمة الأوكرانية إذ كان من المفترض أن يصنع ترامب السلام هناك بعد أن صرح مرارا خلال حملته الانتخابية أن ذلك لن يستغرق أكثر من يوم واحد.
وخلافا لإدارة جو بايدن التي كانت تدعو إلى الصرامة مع موسكو، فإن ترامب اختار الأسلوب المعاكس وعرض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تطبيعا كاملا للعلاقات السياسية والاقتصادية الأميركية الروسية، مقابل وقف إطلاق النار في أوكرانيا .
وكان من شأن هذا التطبيع، حسب الكاتب، أن يعني إنهاء جميع العقوبات الأميركية، والتي كان من المرجح أن يتبعها عدم تجديد العقوبات الأوروبية. وكان من شأنه أيضا إنجاز صفقات نفطية ضخمة لروسيا، في القطب الشمالي وأماكن أخرى.
أما الحرب الثانية التي كان من المتوقع أن تنتهي بفضل تدخل ترامب فهي تلك التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة منذ قرابة عامين.
وهنا لاحظ الكاتب أن ترامب أبدى اهتماما بالحرب في غزة وطرح مشروعا سياحيا لحل الأزمة في القطاع الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية ، لكنه تخلى عن هذه القضية، وكأنها بالغة الصعوبة، وفق رأي الكاتب.
ويرى الكاتب الفرنسي أن على الرئيس ترامب أن يفهم أن صنع السلام يتطلب مثابرة هائلة وعملا جادا، وهي الصفات التي أظهرها وزير الخارجية الأميركي الراحل هنري كيسنجر في سبعينيات القرن الماضي في تعاطيه مع حرب فيتنام ومع خلافات بلاده مع الصين .
وفي هذا الصدد، قال الكاتب إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو المطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية ، وهو صديق ترامب وتلميذه، خرج عن السيطرة في حروبه بالمنطقة عندما قصف دولة قطر التي تقود جهود الوساطة مع حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
وتساءل الكاتب: هل يدرك ترامب أن أصدقاءه القوميين الإسرائيليين يقومون بتخريب اتفاقيات أبراهام ، التي كانت أعظم نجاح دبلوماسي في ولايته الأولى ومساهمة لا يمكن إنكارها في السلام العالمي؟
وخلص الكاتب إلى أن ترامب لم يحقق أي نجاح لا في أوروبا، ولا في الشرق الأوسط ، وبالتالي فإنه لا يستحق جائزة نوبل للسلام لعام 2025.
ولا يستبعد الكاتب أن يفوز الرئيس ترامب بتلك الجائزة عام 2026 إذا قرر المثابرة والعمل الجاد وأسعفه الحظ في حل إحدى الأزمتين: الأزمة الأوكرانية والصراع الإسرائيلي الفلسطيني.