آخر الأخبار

هل يعيد "إعلان نيويورك" الحياة في حل الدولتين؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

واشنطن- أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة أول أمس الجمعة بأغلبية ساحقة "إعلان نيويورك" الذي يحدد "خطوات ملموسة ومحددة زمنيا ولا رجعة فيها" نحو حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك قبيل اجتماع أممي لقادة العالم على هامش اجتماعات الدورة الـ79 للجمعية العامة التي تبدأ جلساتها الأسبوع المقبل.

وحصل مشروع القرار على 142 صوتا مؤيدا، وعارضته 10 دول، بينا امتنعت 12 دولة عن التصويت، وغابت عن الجلسة دول أخرى.

وتعرض الجزيرة نت في صيغة "سؤال وجواب" كل ما يتعلق بإعلان نيويورك من حيث دلالات إعلانه خاصة فيما يتعلق بسياق الحرب على غزة والحراك الدولي المصاحب لها، وما الذي يضيفه فعليا لمشروع حل الدولتين المطروح منذ عقود؟ وكيف يمكن قياس نجاح القمة التي سترأسها باريس والرياض في نيويورك؟

ما هو "إعلان نيويورك"؟

هو مبادرة فرنسة سعودية لإحياء فكرة حل الدولتين في ضوء التطورات التي يشهدها الشرق الأوسط .

ورعت الدولتان القرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو قرار غير ملزم، عقب استضافتهما لمؤتمر رفيع المستوى حول تنفيذ حل الدولتين أواخر يوليو/تموز الماضي، وقاطعته الولايات المتحدة وإسرائيل، وتم الاتفاق فيه على صياغة الإعلان.

ويحث الإعلان على الاعتراف العالمي بفلسطين، واصفا ذلك بأنه "عنصر أساسي لا غنى عنه لتحقيق حل الدولتين".

ومن المتوقع أن تشهد أعمال قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة في هذه الدورة إعلان نحو 10 دول اعترافها بدولة فلسطين، منها فرنسا وبريطانيا، وكندا، وبلجيكا، وأستراليا.

هل يضع إعلان نيويورك خطة طريق لدولة فلسطينية؟

نعم، إذ أشار السفير الفرنسي جيروم بونافونت إلى أن إعلان نيويورك "يضع خارطة طريق واحدة لتقديم حل الدولتين".

وينطوي ذلك على وقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح جميع الأسرى المحتجزين هناك، وإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة وذات سيادة على حد سواء.

إعلان

كما تدعو خارطة الطريق إلى نزع سلاح حركة حماس واستبعادها من الحكم في غزة، وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، فضلا عن ضمانات الأمن الجماعي.

وفي تصريحات أدلى بها على الجزء الافتتاحي، أشار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى أن "المسألة المركزية للسلام في الشرق الأوسط هي تنفيذ حل الدولتين، حيث تعيش دولتان مستقلتان وذواتا سيادة وديمقراطيتان -إسرائيل وفلسطين- جنبا إلى جنب في سلام وأمن".

ويدعم إعلان نيويورك مسارا "لا رجعة فيه" لإقامة دولة فلسطينية، وتمت الموافقة عليه خلال جلسة أممية بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين.

ويحث الإعلان الدول على الاعتراف بدولة فلسطين، واصفا ذلك بأنه "عنصر أساسي لا غنى عنه لتحقيق حل الدولتين". ويدين الإعلان "الإجراءات الأحادية غير القانونية التي تشكل تهديدا وجوديا لتحقيق دولة فلسطين المستقلة".

مصدر الصورة حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة متواصلة منذ "طوفان الأقصى" (غيتي)

ما أهم ما تضمنه الإعلان؟

يدين الإعلان "الهجمات التي ارتكبتها حماس" في 7 أكتوبر /تشرين الأول 2023، وهي إدانة نادرة من قبل الدول العربية لحماس.

كما يدين قرار الأمم المتحدة الهجمات الإسرائيلية على المدنيين والبنية التحتية المدنية في غزة و"حصارها وتجويعها، اللذين أنتجا كارثة إنسانية مدمرة وأزمة حماية".

ويدعو القرار حركة حماس إلى "إنهاء حكمها في غزة وتسليم أسلحتها إلى السلطة الفلسطينية ، بمشاركة ودعم دوليين، بما يتماشى مع هدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة".

ما رؤية إعلان نيويورك لشكل الدولة الفلسطينية؟

يتصور "إعلان نيويورك" أن تحكم السلطة الفلسطينية وتسيطر على جميع الأراضي الفلسطينية، مع إنشاء لجنة إدارية انتقالية على الفور تحت مظلتها بعد وقف إطلاق النار في غزة.

كما يدعم الإعلان نشر "بعثة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار" تعمل تحت رعاية الأمم المتحدة لحماية المدنيين الفلسطينيين ودعم نقل الأمن إلى السلطة الفلسطينية وتوفير ضمانات أمنية لفلسطين وإسرائيل "بما في ذلك مراقبة وقف إطلاق النار واتفاق سلام مستقبلي".

كيف جاءت نتيجة التصويت النهائية؟

حصل مشروع القرار الذي يؤيد حل الدولتين على 142 صوتا مؤيدا و10 أصوات معارضة، وامتناع 12 دولة عن التصويت، وغابت ما يقرب من 20 دولة عن الجلسة.


* صوتت 10 دول ضد القرار الذي يصادق على "إعلان نيويورك"، وهي: الأرجنتين، المجر، الولايات المتحدة، تونغا، إسرائيل، ميكرونيزيا، ناورو، بالاو، بابوا غينيا الجديدة، باراغواي.
* امتنعت 12 دولة عن التصويت، وهي: ألبانيا، الكاميرون، التشيك، الكونغو الديمقراطية، الإكوادور، إثيوبيا، فيجي، غواتيمالا، جنوب السودان، ساموا، مقدونيا الشمالية، مولدوفا.
* وغابت عن جلسة التصويت نحو 20 دولة، منها: العراق وإيران، حيث لا يعترفان بالأساس بدولة إسرائيل، وعلى الجانب الآخر تتجنب بعض الدول الحرج من تصويتها، وتتجنب إغضاب أي طرف، واختارت الغياب مثل بنما، وإريتريا، وملاوي، ومدغشقر.

كيف جاء رد الفعل الفلسطيني على هذه الخطوة؟

قال السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن التأييد للقرار يعكس "توق الجميع تقريبا، المجتمع الدولي، لفتح الباب أمام خيار السلام".

ودون أن يذكر اسم إسرائيل، قال "إننا ندعو طرفا لا يزال يدفع بخيار الحرب والدمار، ويحاول القضاء على الشعب الفلسطيني وسرقة أرضه، إلى الاستماع إلى صوت العقل، إلى صوت منطق التعامل السلمي مع هذه القضية، وللرسالة الساحقة التي تردد صداها في هذه الجمعية العامة اليوم".

كيف تلقت إسرائيل هذا الدعم الدولي لحل الدولتين؟

قبل ساعات من التصويت، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة "لن تكون هناك دولة فلسطينية" ثم عاد السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون ليدين القرار ووصفه بأنه "مسرحية" قائلا إن المستفيد الوحيد هو حركة حماس.

إعلان

وقال "لن يذكر هذا الإعلان أحادي الجانب كخطوة نحو السلام، فقط كمبادرة جوفاء أخرى تضعف مصداقية هذه الجمعية".

كيف ردت واشنطن؟

رفضت الولايات المتحدة القرار، وعقب تمريره، قالت مستشارة بعثتها بالأمم المتحدة مورغان أورتاغوس إن معارضة الولايات المتحدة للقرار "لا ينبغي أن تكون مفاجأة" واصفة الاقتراح بأنه "حيلة دعائية مضللة وغير مناسبة تقوض الجهود الدبلوماسية الجادة لإنهاء الصراع" ووصفت القرار بأنه "هدية لحماس".

وأضافت "لن تشارك الولايات المتحدة في هذه الإهانة لضحايا 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لكننا سنواصل قيادة جهود العالم الحقيقي لإنهاء القتال وتحقيق سلام دائم".

واعتبرت القرار "حيلة دعائية أخرى مضللة وغير مناسبة تقوض الجهود الدبلوماسية الجادة لإنهاء الصراع. لا تخطئوا، هذا القرار هو هدية لحركة حماس".

مصدر الصورة واشنطن متهمة بالانتقائية ضد الفلسطينيين بعد استقبالها نتنياهو رغم صدور مذكرة اعتقال دولية بحقه (الأناضول)

ما موقف إدارة ترامب من فكرة حل الدولتين؟

دعمت الولايات المتحدة تاريخيا حل الدولتين باعتباره أفضل طريق لتحقيق سلام دائم، ودعمت مفاوضات مثل اتفاقات أوسلو عام 1993 وقمة كامب ديفيد عام 2000.

ومع ذلك، عارضت واشنطن بشكل عام الاعتراف الأحادي الجانب بالدولة الفلسطينية، بحجة أنه يجب أن يتم من خلال مفاوضات مباشرة مع إسرائيل. وتعترف الولايات المتحدة بالسلطة الفلسطينية كهيئة تمثيلية للشعب الفلسطيني.

ويتميز موقف دونالد ترامب من الدولة الفلسطينية بعدم الاتساق، حيث تحول من حل الدولتين المشروط في تصوره لصفقة القرن خلال فترة حكمه الأولى، إلى معارضة إقامة دولة عقب هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وصولا لاقتراح استيلاء الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة تطويره.

وعندما يُسأل ترامب عن رأيه في إقامة دولتين، يرد غالبا بالقول إنه "سيدعم كل ما يقود إلى السلام" في حين قال سفيره لدى إسرائيل مايك هاكابي ، متحدثا الشهر الماضي، إن الدولة الفلسطينية "ليست أولوية لإدارة ترامب".

لماذا رفضت واشنطن منح عباس تأشيرة لحضور أعمال الجمعية العامة؟

جاء إعلان واشنطن بأنها "ترفض وتلغي التأشيرات لأعضاء منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية" قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول الجاري.

وعلى الرغم من أن البيان جاء فيه أن "بعثة السلطة الفلسطينية لدى الأمم المتحدة ستحصل على إعفاءات بموجب اتفاق مقر الأمم المتحدة" إلا أن القيود ستمنع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس و80 مسؤولا آخر من دخول الولايات المتحدة لحضور الجمعية.

وأكدت الخارجية أنه "قبل اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية شريكين للسلام، يجب عليهما باستمرار التنصل من الإرهاب -بما في ذلك مذبحة 7 أكتوبر/تشرين الأول- وإنهاء التحريض على الإرهاب في مجال التعليم، كما يقتضي القانون الأميركي وكما وعدت منظمة التحرير الفلسطينية".

ماذا يعني رفض الولايات المتحدة إعلان نيويورك؟

يؤكد تصويت الولايات المتحدة ضد قرار الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين الضوء على استمرار اصطفاف الولايات المتحدة مع إسرائيل في لحظة يشهد فيها الجانب الفلسطيني دعما دوليا متزايدا بشأن الصراع. وفي حين أن القرار غير ملزم، إلا أن الدعم الدولي الساحق يؤكد العزلة المتزايدة للولايات المتحدة وحفنة من حلفائها بشأن هذه القضية.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا