في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
اتهمت بولندا أمس الأربعاء القوات الروسية بانتهاك مجالها الجوي عبر اقتحام طائرات مسيرة أجواءها، وفعّلت المادة الرابعة من معاهدة حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقد زاد هذا الحادث من حدة التوترات بين روسيا وحلف الناتو، الذي تُعد بولندا عضوًا فيه.
بدوره عدّل مجلس شمال الأطلسي، الهيئة السياسية الرئيسية المُختصة بصنع القرار في الحلف، صيغة اجتماعه الأسبوعي في اليوم نفسه، بما يتوافق مع المادة الرابعة من المعاهدة التأسيسية للمنظمة والتي طالبت وارسو بتفعيلها.
تنص هذه المادة على أن "تتشاور الأطراف في ما بينها كلما رأى أحدها أن سلامة أراضيه أو استقلاله السياسي أو أمنه مهدد".
فبموجب المعاهدة التأسيسية لحلف الناتو، يحق لأي عضو اللجوء منفردًا إلى المادة الرابعة، التي تسمح للحلفاء بتسجيل مخاوفهم.
لكنها لا تصل إلى حد طلب المساعدة رسميًا، ولا تُلزم الأعضاء الآخرين باتخاذ أي إجراء.
بدلًا من ذلك، تُفعّل المادة آلية تشاور، تتيح للأعضاء فرصة "لتبادل الآراء والمعلومات، ومناقشة القضايا قبل التوصل إلى اتفاق واتخاذ الإجراءات اللازمة". ما قد يُمهّد الطريق لعمل مشترك لحلف الناتو، لكنه لا يُلزمه بالضرورة.
وهذه المرة الثامنة التي تُفعّل فيها المادة الرابعة منذ تأسيس الناتو عام ١٩٤٩. ففي 2022، فعّلتها عدة دول من أوروبا الشرقية، بما فيها بولندا، بعد غزو روسيا لأوكرانيا.
كما فعّلت بولندا المادة الرابعة في مارس 2014، بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية بشكل غير قانوني.
لكن القرار البولندي هذه المرة بتفعيل المادة الرابعة مختلف عن المرات السابقة.
إذ رصدت رومانيا بدورها، وهي عضو آخر في الناتو، طائرات مسيرة روسية مشتبه بها داخل حدودها أيضاً.
وكان الأمين العام للحلف مارك روته شدد أمس على أن الناتو تعامل "بفعالية كبيرة" في مواجهة هذا التدخل "الخطير"، "سواء كان متعمدا أم لا"، مضيفا في تحذير لموسكو "سندافع عن كل شبر من أراضي حلف شمال الأطلسي".
أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فقد نشر بيانا مقتضبا لكنه أكد صحة الاتهام الموجه لموسكو. وقال "ما قصة روسيا وانتهاكها المجال الجوي البولندي بطائرات مسيّرة؟ ها نحن نبدأ من جديد!".
جاء ذلك، بعدما أكد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن 19 طائرة مسيّرة على الأقل خرقت أجواء بلاده ليل الثلاثاء الأربعاء، ما استلزم إقلاع طائرات مقاتلة بولندية، فضلا عن تدخل طائرات من الناتو.
في المقابل، نفت روسيا قطعيا الاتهامات، وقالت عبر وزارة الدفاع إنها لم تضع أي خطط "لمهاجمة أهداف" على الأراضي البولندية خلال موجة الغارات الجوية الليلية على الأراضي الأوكرانية.
كما أشارت السفارة الروسية في وارسو إلى أن بولندا لم تقدم "دليلا" على مزاعمها. واتهمت الخارجية الروسية بولندا بالسعي إلى "مفاقمة" الوضع باتهامات لا أساس لها.