تصاعدت التحذيرات من إخلاء مدينة غزة من الفلسطينيين، مع تزايد المخاوف حول فشل استعادة الرهائن لدى حركة حماس وتزايد مشكلات الصحة العامة.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر أمر إخلاء، الثلاثاء، إلى جميع سكان مدينة غزة في كل أحيائها، وطالبهم بالتوجه عبر محور الرشيد إلى المنطقة الإنسانية في المواصي، قبل الدخول للسيطرة على المدينة الأكبر في القطاع.
وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن على الفلسطينيين، مغادرة مدينة غزة، بعد ساعات من تكثيف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية على المنطقة.
وفي غزة، ناشدت وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لـحماس المجتمع الدولي بالتدخل لمنع كارثة إنسانية تهدد حياة آلاف المرضى والجرحى.
وقالت الوزارة في بيان على صفحتها على فيسبوك، الثلاثاء، إنه على المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية "توفير الحماية الفورية للمستشفيات والطواقم الطبية وفتح طرق آمنة للوصول إليها في محافظة غزة".
وتحدث وسطاء أمريكيون ومصريون وقطريون، عن تغير في موقف حركة حماس في مفاوضات وقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة، إذ تراجعت الحركة عن مطالبها السابقة واقتربت من معايير الوسطاء للتوصل إلى اتفاق جزئي، بعد لقاءات مع مسؤولين في القاهرة، وفق ما نقلته وسائل إعلام مصرية وإسرائيلية.
وجاء هذا التحول عقب جهد أخير بذلته مصر، التي دعت قادة حماس في الخارج، وكذلك "ضغط "ممثلو سبعة فصائل فلسطينية على القيادة السياسية لحماس للمضي قدماً في التوصل إلى اتفاق وحماية قطاع غزة من هجوم عسكري إسرائيلي أوسع، بحسب تقرير لصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.
وبحسب الصحيفة فإن رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية حسن رشاد، وجه رسالة حازمة، مفادها أن القاهرة "لن تتسامح" مع أي مماطلة بعد الآن. وأضاف أن وقف إطلاق النار في غزة ضروري، وأن القيادة المصرية وقيادة حماس ستواصلان دعم هذا التوجه.
ولا يزال تردد نتنياهو عقبة في سبيل التوصل لاتفاق، لكن على الطرف الآخر هناك تردد في القيادة العسكرية لحماس ممثلة في الحداد.
وبحسب التقرير الإسرائيلي فإن حداد حذر من أن كتائب عز الدين القسام، سترفض أي اتفاق يتم التوصل إليه في الدوحة أو القاهرة إذا لم يتضمن تواريخ واضحة وخريطة طريق لإنهاء الوجود العسكري الإسرائيلي في غزة.
تأتي هذه التطورات في غزة، في حين توقف "أسطول الصمود العالمي" المتوجه لكسر الحصار على غزة بحراً، قادماً من إسبانيا، بعد اشتعال النيران في السفينة الرئيسية بالأسطول أمام سواحل تونس فجر الثلاثاء.
والأسطول هو مبادرة دولية تسعى لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى غزة على متن قوارب مدنية وتدعمها وفود من 44 دولة.
وأُثيرت شكوك حول تعرض الأسطول لاستهداف بطائرة مسيرة، بحسب ما نقلته تقارير عن تياغو أفيلا، عضو إدارة الأسطول.
وقال أفيلا في تصريحات صحفية إن السفينة "فاميلي" تعرضت لاستهداف" بمسيرة حارقة" أثناء إبحارها قرب تونس، وكان على متنها عدد من أعضاء الفريق لكنهم لم يصابوا بأذى.
وأضاف الأسطول في بيان أن السفينة كانت ترفع علم البرتغال، وكان على متنها اللجنة التوجيهية للأسطول، واشتعلت النيران على السطح الرئيسي ومساحة التخزين أسفله.
ونشرت اللجنة الإعلامية للأسطول مقطعاً مصوراً على وسائل التواصل الاجتماعي، قالت إنه يوثق لحظة "استهداف" السفينة، لكنها أكدت استمرار الأسطول في رحلته نحو غزة.
ومن جانبها، نفت السلطات التونسية وقوع أي عمل "عدائي"، وأكدت السيطرة على الحريق وأخمدت النيران التي اشتعلت على السفينة، ولم يتم تسجيل أي إصابات.
وقال الناطق باسم الحرس الوطني حسام الدين الجبابلي، الثلاثاء، بحسب المعاينات الأولية فقد نشب حريق في "سترات النجاة" في إحدى السفن الراسية على بُعد 50 ميلاً من ميناء سيدي بوسعيد والقادمة من إسبانيا.
وأضاف: "لا تزال الأبحاث متواصلة ولم يتمّ رصد مسيّرات".
وفي الثقافة وقع مئات من كبار مخرجي الأفلام والممثلين والكتاب الأمريكيين والأجانب تعهداً "بعدم عرض أفلام إسرائيلية أو الظهور أو العمل مع مؤسسات سينمائية إسرائيلية... متورطة في الإبادة الجماعية والفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني".
وأعلنت مجموعة نشطاء تطلق على نفسها "عاملون في مجال السينما من أجل فلسطين"، عن أن توقيع العاملين في السينما على هذا التعهد يأتي في إطار "حملات مقاطعة إسرائيل السابقة للفنون والثقافة".
وأكدت أنه تم بتسمية مؤسسات ثقافية إسرائيلية محددة يقاطعها الموقعون على الرسالة، بحسب ما نقلته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية.
وسيجري مقاطعة مهرجانات سينمائية إسرائيلية رئيسية مثل مهرجان القدس السينمائي، ومهرجان حيفا السينمائي الدولي، ومهرجان دوك أفيف، ومهرجان تل أبيب السينمائي الدولي.
ومن بين الموقعين على الرسالة في الولايات المتحدة نجوم صاعدون منهم الممثلة الأمريكية أيو إدبيري والممثل جوش أوكونور وجو ألوين، وكذلك فنانون مخضرمون، بينهم أوليفيا كولمان وتيلدا سوينتون وجايل جارسيا بيرنال وخافيير بارديم.
ومن المخرجين المشهورين اليوناني يورجوس لانثيموس وآدم ماكاي وأفا دوفيرناي.
يُعدّ هذا التعهد أحدثَ مظاهرَ التأييد للفلسطينيين في عالم الفنون، ففي نهاية الأسبوع، فاز فيلم وثائقي درامي يتناول مقتل الطفلة الغزية هند رجب، البالغة من العمر خمس سنوات، بجائزةٍ كبرى في مهرجان البندقية السينمائي.