آخر الأخبار

استقالة سياسي كيني بارز تثير تكهنات حول إعادة تشكيل المشهد الانتخابي

شارك

في تطور سياسي لافت، أعلن موسى كوريا، السياسي الكيني البارز، استقالته من منصبه كمستشار اقتصادي أول للرئيس وليام روتو، مشيرا إلى رغبته في "متابعة مصالح شخصية".

وتأتي هذه الخطوة في وقت تتزايد فيه التكهنات بشأن إمكانية عودته إلى الساحة السياسية عبر بوابة انتخابات عام 2027.

وكان كوريا، الذي تولى عدة مناصب وزارية في حكومة روتو، من بينها وزارة التجارة والصناعة، ثم وزارة الخدمة العامة عقب تعديل وزاري في أكتوبر/تشرين الأول 2024، قد ألمح في تصريح علني بمحافظة كيامبو إلى احتمال ترشحه للرئاسة، قائلا "هناك احتمال أن أترشح للرئاسة في 2027، إذ أمتلك كل المؤهلات المطلوبة".

طموحات سياسية أم إعادة تموضع؟

أوضح كوريا، المعروف بخطابه الحاد ومواقفه المثيرة للجدل، أن استقالته جاءت نتيجة "اتجاه البلاد نحو مسار خاطئ"، مؤكدا أنه بات أكثر حرية في التعبير عن آرائه.

ويقود كوريا حزبا سياسيا صغيرا يُدعى "تشاما تشا كازي"، كان قد دعم الرئيس روتو في انتخابات 2022، لكنه خسر سباق محافظة كيامبو أمام مرشح حزب "التحالف الديمقراطي الموحد" الحاكم.

ورغم حديثه عن "إنقاذ البلاد"، تشير تقارير محلية إلى أن الرجل أعاد فتح قنوات التواصل مع حزب "اليوبيل" المعارض، الذي كان يقوده الرئيس السابق أوهورو كينياتا.

ويُعتقد أنه يسعى لتولي منصب الأمين العام فيه، رغم تأكيد قيادة الحزب الحالية أن المنصب لن يشغر قبل عام 2028.

مصدر الصورة موسى كوريا (يمين) أثناء مصافحة الرئيس الكيني وليام روتو (الحساب الرسمي لموسى كوريا على إكس)

حسابات انتخابية بجبل كينيا

يرى محللون أن تحركات كوريا قد تندرج ضمن إستراتيجية تهدف إلى إعادة توزيع الأصوات في منطقة جبل كينيا، التي تُعد من أبرز الكتل التصويتية في البلاد.

ويقول المحلل السياسي كلفن أوتشول إن "كوريا قد يكون مرشحا رئاسيا مدعوما من الرئيس روتو، في محاولة لتفكيك الكتلة التصويتية في الجبل، ومنع خصومه من تحقيق فوز حاسم".

إعلان

ويضيف أن الرئيس روتو، الذي يواجه تحديات متزايدة على خلفية ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، يسعى إلى منع توحد المعارضة في المنطقة، التي لم تشهد ترشح شخصية رئاسية بارزة من أبنائها في انتخابات 2022، للمرة الأولى منذ بداية التعددية الحزبية في التسعينيات.

تنافس داخلي يلوح في الأفق

في المقابل، يبرز نائب الرئيس السابق ريغاثي غاتشاغوا كأحد المنافسين المحتملين لكوريا، إذ أعلن مؤخرا عن تأسيس حزب جديد تحت اسم "الديمقراطية من أجل المواطنين"، ويقود حملة سياسية في الولايات المتحدة ، حيث اتهم كوريا بتنفيذ "استقالة منسقة" بالتعاون مع الحكومة.

ويقول النائب إدوارد ميرو، أحد حلفاء غاتشاغوا، إن "كوريا لا يزال من أبرز الشخصيات المقربة من الرئيس روتو، ويُعتقد أن دوره يتمثل في تقليص نفوذ غاتشاغوا المتنامي في منطقة جبل كينيا".

من جهتها، ترى الناشطة الشبابية ميرسي نجيري أن كوريا يسعى إلى تعزيز حضوره السياسي عبر كسب دعم الشباب، الذين يعبّرون عن استيائهم من أداء الحكومة، خاصة فيما يتعلق بملف التوظيف.

وقد انتقد كوريا علنا تعامل السلطات مع احتجاجات "جيل زد"، متحدثا عن تورط بعض المسؤولين -دون تسميتهم- في أعمال تخريب طالت مظاهرات سلمية.

مصدر الصورة خريطة كينيا (الجزيرة)

هل يعيد التاريخ نفسه؟

في ظل الحديث عن ترشح كل من كوريا وغاتشاغوا للرئاسة، يرى مراقبون أن الرئيس روتو قد يستفيد من انقسام الأصوات في جبل كينيا، على غرار ما حدث في انتخابات عام 1992، حينما أدى ترشح كل من مواي كيباكي وكينيث ماتييبا إلى فوز الرئيس دانيال أراب موي، الذي استمر في الحكم حتى عام 2002.

ومع إعلان حزب "اليوبيل" عن تفضيله للوزير السابق فريد ماتيانغي كمرشح رئاسي في انتخابات 2027، يبدو أن المشهد السياسي في جبل كينيا يتجه نحو مزيد من التعقيد، وسط تنافس داخلي قد يصب في نهاية المطاف في مصلحة الرئيس الحالي، إذا ما استمر الانقسام داخل الكتلة التصويتية الأهم في البلاد.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا