قال موقع أكسيوس إن القائمين على تطوير الذكاء الاصطناعي يرون أن التكنولوجيا تتقدم بوتيرة أسرع مما يدركه معظم الناس، ولن نعرف كيف وإلى أي مدى سيغير طريقة عيشنا وعملنا ولعبنا إلا بعد أن يحدث ذلك بالفعل.
ويقول أنطون كورينك، الخبير الاقتصادي في جامعة فرجينيا لأكسيوس: "كان الإنترنت بمثابة نسيم خفيف مقارنة بالعواصف العاتية التي ستضربنا. إذا تطورت هذه التكنولوجيا بالوتيرة التي يتوقعها قادة المختبر، فسنكون غير مستعدين على الإطلاق".
ونقل الموقع عن سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة " أوبن إيه آي "، قوله في منشور حديث على مدونته: "من المرجح أن يكون عقد الثلاثينيات مختلفا تماما عن أي وقت مضى. لا نعرف إلى أي مدى يمكننا تجاوز مستوى الذكاء البشري، لكننا نوشك أن نكتشف ذلك".
وصرح داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك، لأكسيوس بأن الذكاء الاصطناعي قد يقضي على نصف الوظائف الإدارية المبتدئة، وقال جيفري هينتون، وهو أحد عرابي الذكاء الاصطناعي، إن التكنولوجيا تتطور "بسرعة فائقة، أسرع بكثير مما توقعت".
وفي هذا السياق، أشار الموقع إلى أن برنامج " شات جي بي تي " استغرق 5 أيام بعد إطلاقه ليصل عدد مستخدميه إلى مليون، في حين استغرق فيسبوك 10 أشهر للوصول إلى مليون مستخدم، واستغرق إكس (تويتر سابقا)، عامين للوصول إلى نفس العدد.
وأشار الموقع إلى أن هناك دلائل على أن التغيير قادم سريعا، واستدل بأن الرؤساء التنفيذيين يتحدثون "بشكل هادئ" عن تأثير الذكاء الاصطناعي على التوظيف، فقد صرح آندي جاسي، الرئيس التنفيذي لشركة أمازون، للموظفين بأنه يتوقع انكماش القوى العاملة في عملاق التكنولوجيا.
الحقيقة الأشد غرابة ورعبا، والتي لا جدال فيها حول نماذج اللغات الكبيرة للذكاء الاصطناعي هي أن الشركات التي تبنيها لا تعرف بالضبط سبب أو كيفية عملها
وقال الرئيس التنفيذي لشركة فورد جيم فارلي إن "الذكاء الاصطناعي سيحل محل نصف جميع العاملين ذوي الياقات البيضاء (عمال المكاتب) في الولايات المتحدة"، وصرح توبي لوتكي، الرئيس التنفيذي لشركة شوبيفاي للموظفين بأنه عليهم قبل طلب فتح وظيفة جديدة، إثبات أن الوظيفة لا يمكن إنجازها باستخدام الذكاء الاصطناعي.
ومع أن الرؤساء التنفيذيين لديهم مصلحة في إطلاق ادعاءات جريئة حول الذكاء الاصطناعي وتأثيره، كإشارة للمستثمرين بأنهم يقودون الموجة التالية من التكنولوجيا، فإن الذكاء الاصطناعي، حتى لو تجمد في مكانه الآن -وهو أمر يكاد يكون مستحيلا- فإن قدراته متقدمة بما يكفي لإحداث تغيير جذري في وظائفنا وحياتنا، يوضح أكسيوس.
ووسط المخاوف من اختفاء الوظائف وفشل المدارس، لا يزال هناك مجال للتفاؤل -حسب الموقع- إذ تكيَّف البشر مع التغير التكنولوجي لمدة طويلة، ويمكنهم فعل ذلك مرة أخرى، يقول كورينك من جامعة فيرجينيا: "يمكننا تحقيق مكاسب إنتاجية هائلة، يمكن لاقتصادنا أن ينتج أكثر بكثير. هذه التكنولوجيا لديها القدرة على تحقيق ازدهار مشترك أوسع نطاقا".
ورغم التحذيرات الكثيرة من تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف، توجد أدلة تظهر أن العديد من العاملين يستخدمون الذكاء الاصطناعي التوليدي حاليا لزيادة فرصهم في الحصول على عمل وزيادة رواتبهم.
بَيد أن الحقيقة الأشد غرابة ورعبا -حسب الموقع- والتي لا جدال فيها حول نماذج اللغات الكبيرة للذكاء الاصطناعي هي أن الشركات التي تبنيها لا تعرف بالضبط سبب أو كيفية عملها، فأقوى الشركات التي تتسابق لبناء أقوى قدرات الذكاء الاصطناعي الخارقة لا تعرف لماذا تفعل آلاتها ما تفعله.