توفي أحد المجرمين المتورطين في عملية الاختطاف التي جلبت للعالم مصطلح "متلازمة ستوكهولم" عن عمر ناهز 78 عاماً، حسبما أعلنت عائلته.
توفي كلارك أولوفسون - الذي اكتسب شهرة عالمية في عام 1973 إثر عملية اختطاف وسرقة بنك في العاصمة السويدية - بعد صراع طويل مع المرض، حسبما قالت عائلته لموقع داجينس إي تي سي الإخباري الإلكتروني.
خلال حصار دام ستة أيام، بدأ رهائن أولوفسون بالتعاطف معه ومع شريكه، مدافعين عن أفعالهم، بينما ازدادت عداوتهم للشرطة في الخارج.
تعود هذه الحادثة إلى حالة نفسية مُفترضة، حيث يُكوّن لدى ضحايا الاختطاف عاطفة تجاه خاطفيهم.
كان يان إريك أولسون هو من بدأ حصار البنك الشهير. بعد احتجازه ثلاث نساء ورجل كرهائن.
كانت لأولسن أكثر من مطالب: ثلاثة ملايين كرون (حوالى 700 ألف دولار في ذلك الوقت) وإطلاق سراح كلارك أولوفسن، أحد أشهر سارقي البنوك والذي كان مسجوناً في ذلك الوقت، وإحضاره إلى المصرف.
وفي مسعى لتهدئة الوضع، وافقت الحكومة السويدية على مطالبه. كانت البلاد بأسرها مذهولة بهذا الحدث الاستثنائي الذي نُقل في بث مباشر على الهواء.
ويروي برتيل إريكسن (73 عاماً) المصور الذي غطى الحدث لوكالة فرانس برس، "عندما وصل كلارك أولوفسن، تولى زمام الأمور وأجرى مفاوضات مع الشرطة بطريقته الخاصة".
ويضيف "كان يتمتع بكاريزما. كان متحدثاً جيداً".
بعد سنوات، وفي مقابلة مع صحيفة أفتونبلاديت، ادعى أنه طُلب منه العمل كضابط من داخل البنك للحفاظ على سلامة الرهائن مقابل تخفيف عقوبتهم، لكنه اتهم المسؤولين بعدم الالتزام بالاتفاق.
أقنع أولوفسون الرهينة كريستين إنمارك، بالتحدث إلى رئيس الوزراء السويدي هاتفياً نيابةً عن اللصوص.
توسلت إليه للسماح لها بمغادرة البنك في سيارة مع الخاطفين، قائلةً له: "أثق تماماً بكلارك واللص...لم يفعلوا بنا شيئاً".
وأضافت: "على العكس، كانوا لطفاء للغاية ..صدق أو لا تصدق، قضينا وقتاً ممتعاً للغاية هنا".
خلال مكالمات هاتفية عدة، قالت إنمارك إنها كانت تخشى أن يتعرض خاطفوها للأذى على يد الشرطة، ودافعت مراراً عن أفعالهم.
وفي مذكراتها، قالت عن أولوفسون: "وعدني بأنه سيضمن عدم تعرضي لأي مكروه، فقررت تصديقه. كنت في الثالثة والعشرين من عمري، وكنت أخشى على حياتي".
انتهى احتجاز الرهائن بعد ستة أيام عندما اقتحم رجال الشرطة سقف المبنى واستخدموا الغاز المسيل للدموع للسيطرة على الرجلين.
قال قائد فرقة الشرطة التي أرسلت إلى المصرف آنذاك إريك رونيغارد، بعد سنوات في كتاب "لقد مثلنا تهديداً حقيقياً للرهائن".
وأضاف: "مع محاصرة هذا العدد الكبير من الشرطة للبنك، كان هناك خطر إطلاق النار على الرهائن".
في البداية، رفض الرهائن ترك خاطفيهم خوفاً من إطلاق النار عليهم من قبل الشرطة.
كما رفض الرهائن لاحقاً الإدلاء بشهاداتهم ضد أولوفسون وأولسون.
منذ ذلك الحين، ناقش خبراء ما إذا كانت متلازمة ستوكهولم حالة نفسية فعلية.
يرى بعض الخبراء أنها آلية دفاعية للتعامل مع المواقف الصادمة.
صاغ هذا المصطلح في أعقاب الحصار عالم الجريمة والطبيب النفسي السويدي نيلز بيجيروت لتفسير العاطفة غير المنطقية التي شعر بها بعض الرهائن تجاه خاطفيهم.
انتشر هذا المصطلح على نطاق أوسع في العام التالي عندما اختطف مسلحون ثوريون وريثة إحدى الصحف في كاليفورنيا باتي هيرست.
في 2021 انتقدت إنمارك عبر بي بي سي، بشدة مفهوم متلازمة ستوكهولم.
وقالت إنمارك إنها "طريقة لإلقاء اللوم على الضحية. لقد فعلت ما بوسعي للبقاء على قيد الحياة".
كان أولوفسون مجرماً مُداناً بشكل متكرر، وقضى معظم حياته في السجن.
أُطلق سراحه للمرة الأخيرة عام 2018 بعد قضاء عقوبة في بلجيكا بتهمة المخدرات.
في عام 2022، جسد الممثل بيل سكارسجارد شخصيته في مسلسل "كلارك" الدرامي عبر منصة نتفليكس.