( CNN )-- تصدر المصري محمد صبري سليمان عناوين الأخبار لأنه المشتبه به في الهجوم الذي شهدته منطقة بولدر، بولاية كولورادو الأمريكية، الأحد، على مسيرة مؤيدة للرهائن الإسرائيليين في غزة، حيث ألقى زجاجات حارقة (قنابل مولوتوف)على المشاركين في المسيرة.
وأبلغ سليمان السلطات أنه خطط لمدة عام كامل لتنفيذ الاعتداء العنيف مدفوعًا بغضبه الشديد تجاه إسرائيل وكراهيته "للصهاينة ".
وكان سليمان (45 عاما) ترك على هاتفه المحمول الآيفون رسائل لزوجته وأطفاله الخمسة في منزله، وقاد سيارته إلى وسط مدينة بولدر "حاملاً قاذف لهب محلي الصنع وقنابل مولوتوف، وهاجم المتظاهرين في فعالية يهودية سلمية لدعم الرهائن في غزة"، وفقًا لوثائق الاتهام المتعلقة بجرائم الكراهية .
وأصيب 12 شخصًا في الهجوم، الذي هتف فيه سليمان "الحرية لفلسطين"، وفقًا لمكتب التحقيقات الفيدرالي ( FBI ).
وأخبر سليمان السلطات لاحقًا أنه "أراد قتل جميع الصهاينة وتمنى لو كانوا جميعًا أمواتًا " ، وفقا لبيان رسمي.
وقال سليمان للسلطات إن ما منعه من الاعتداء مبكرًا هو انتظار تخرج ابنته من المدرسة الثانوية .
وتناول مقال في صحيفة كولورادو سبرينغز جازيت نُشر في إبريل/نيسان قصة طالبةٍ تتطابق أوصافها مع وصف ابنته، حيثُ حصلت على منحة دراسية.
ووفقًا للمقال، وصفت الطالبة في طلب المنحة كيف هاجرت عائلتها إلى الولايات المتحدة بعد أن عاشت في الكويت، مشيرةً إلى أن والدها خضع "لعملية جراحية صعبة" عندما كانت صغيرة "أعادت قدرته على المشي " .
وقالت الفتاة إن الحادث ألهمها لمتابعة دراستها في كلية الطب - وهو حلمٌ كان مستحيلًا في الكويت ولكنه متاح في أمريكا .
ويواجه محمد صبري سليمان الآن تهمتي ارتكاب جريمة كراهية، والشروع في القتل .
وكان سليمان وُلد في مصر، وعاش في الكويت لمدة 17 عامًا قبل أن ينتقل إلى كولورادو، وفقًا لمذكرة اعتقالٍ من الولاية .
وراجعت شبكة CNN حسابًا على فيسبوك يُطابق اسمه وتاريخ ميلاده، وعلى صفحة الحساب، التي حُدِّثت آخر مرة قبل نحو عشر سنوات، قال سليمان إنه درس المرحلة الثانوية والجامعية في مصر، ثم انتقل لاحقًا إلى الكويت، حيث عمل محاسبًا.
وتضمن الحساب صورًا للرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، الذي كان قياديا في جماعة "الإخوان المسلمين".
وعبّرت المنشورات على صفحة فيسبوك عن دعمها لاحتجاجات الإخوان المسلمين ضد عزل مرسي في 30 يونيو/ حزيران 2013.
وظهر في أحد المنشورات، الذي يعود تاريخه إلى أغسطس/ آب 2013، إشارة "الأصابع الأربعة" على خلفية صفراء، التي ترمز لاعتصام ميدان رابعة العدوية الذي فضته قوات الأمن.
وفقًا للمقال الصحفي عن الطالبة الذي تتطابق بياناته الشخصية مع بيانات ابنة سليمان، فقد خضع والدها في مرحلة ما لعملية جراحية خطيرة في ساقيه - وصفتها في طلب المنحة الدراسية بأنها "سحرية ".
وذكرت الابنة أن نجاح العملية ألهمها لدراسة الطب عندما كانت العائلة تعيش في الكويت لكن "احتمال الالتحاق بكلية الطب هناك لم يكن واردًا" لكونها غير كويتية.
وجاء في المقال: "الانتقال إلى الولايات المتحدة يوفر لها فرصة لتحقيق حلمها " ، وكتبت: "لقد غيّرتني المجيء إلى الولايات المتحدة بشكل جذري، والأهم من ذلك، أصبحت أُقدّر أن العائلة هي الدعم الدائم " .
وذكرت مصادر إنفاذ القانون لشبكة CNN أن سليمان حاول القدوم إلى الولايات المتحدة لأول مرة في 2005، لكن تم رفض منحه تأشيرة ولكنه دخل الولايات المتحدة في أغسطس 2022 كزائر غير مهاجر، وفي 2023 حصل على تصريح عمل لمدة عامين انتهى في مارس، وفقًا لمسؤول في وزارة الأمن الداخلي، الاثنين .
وانتقل مع زوجته وأطفاله إلى منزل من طابقين في أقصى شرق مدينة كولورادو سبرينغز، ووجد عملاً، ولو لفترة وجيزة، كمحاسب.
وذكرت شركة "فروس هيلث" للرعاية الصحية في بيان أنه كان موظفًا لديها ابتداءً من مايو/ أيار 2023، لكنه غادرها بعد 3 أشهر. ولم ترد الشركة على أسئلة حول رحيله .
وكان سليمان يعمل أيضًا سائقًا بشركة أوبر، وفقًا للشركة، التي أشارت إلى ضرورة اجتياز جميع السائقين لفحص جنائي وفحص سجل القيادة، وامتلاك رقم ضمان اجتماعي ساري المفعول.
وذكرت الشركة أنه تم الآن حظر حسابه .
وقال الجيران الذين تحدثوا لفترة وجيزة مع CNN إنهم رأوا أطفال سليمان يلعبون بالقرب من منزله، لكنهم لم يكونوا على دراية بالعائلة.
وأوضحت إحدى الجارات أنها لم تكن على اتصال مباشر مع سليمان، لكنها وصفت زوجته بأنها ودودة .
وأخبر سليمان السلطات أنه عندما بدأ التخطيط لهجوم، بحث عن كيفية صنع زجاجات المولوتوف على يوتيوب، كما علم عبر الإنترنت عن المجموعة التي أصبحت هدفه في النهاية – وهي التي تخرج في مظاهرة أسبوعية في بولدر تحث حركة "حماس" على إعادة الرهائن المتبقين من غزة.
ووفقًا لإفادة رسمية، قال سليمان إنه التحق بدورة حمل سلاح مخفي وتعلم إطلاق النار، لكن كونه غير مواطن مُنع من شراء سلاح، فاتجه إلى قنابل المولوتوف.
وأخبر سليمان السلطات أنه اشترى مكونات لتصنيع القنابل مثل البنزين من محطة وقود في طريقه إلى بولدر، كما ملأ مبيد أعشاب يحمله على ظهره بالبنزين .
وذكر أنه قبل مغادرته لتنفيذ الهجوم، ترك هاتف آيفون مخفيًا في درج مكتبه في المنزل يحمل رسائل لعائلته بالإضافة إلى دفتر يوميات .
وبينما كانت المجموعة تسير حاملة لافتات يوم الأحد، انتظر سليمان في مكان قريب مرتديًا سترة واقية فوق قميصه؛ وذكرت مصادر في جهات إنفاذ القانون أن بعض الشهود اعتقدوا أنه يشبه البستاني، فيما تشير إفادة الولاية إلى أنه اشترى زهورًا من متجر هوم ديبوت .
ووفقًا للسلطات، هاجم سليمان وأصاب العديد من المتظاهرين بحروق بالغة.
وقد تم تصوير سليمان بالفيديو من قبل المارة الذين وقفوا عاري الصدر وهم يهتفون بعبارات من بينها "فلسطين حرة" و"أوقفوا الصهاينة" قبل وصول الشرطة واعتقاله.
وذكرت الإفادة أن الشرطة عثرت على ما لا يقل عن 14 زجاجة مولوتوف غير مشتعلة .
بعد إلقاء القبض عليه، أحضرت زوجة سليمان هاتف آيفون قالت إنه ملك له إلى مكتب شرطة كولورادو سبرينغز.
وأعلنت السلطات في مؤتمر صحفي أن سليمان لم يكن تحت رقابة الشرطة سابقًا .
ولا يبدو أن سليمان لديه سجل جنائي سابق في كولورادو، وفقًا لبحث في سجلات الولاية.
وقال قائد شرطة مقاطعة إل باسو بكولورادو، إنه باستثناء بعض مخالفات إيقاف حركة المرور، تلقى مكتبه ثلاث مكالمات من عنوان مرتبط بسليمان منذ أواخر عام 2022، وصفها قائد الشرطة بأنها مكالمات "غير جنائية" تتعلق بـ"اتصال مع قاصر" ومكالمتين لإنهاء مكالمة الطوارئ 911.
كما تواصل سليمان مع شرطة كولورادو سبرينغز بشأن مخالفتين مروريتين بسيطتين في عام 2023، وفقًا لمتحدث باسم الإدارة .
وخلال مقابلته مع جهات إنفاذ القانون، قال سليمان إنه "يكره الجماعة الصهيونية ويفعل هذا لأنه يكره هذه الجماعة ويريد منعهم من الاستيلاء على أرضنا، التي أوضح أنها فلسطين".
وتشير لائحة الاتهامات إلى أن سليمان مُتهم بارتكاب "جريمة كراهية تتعلق بالعرق أو الدين أو الأصل القومي، سواءً كان حقيقيًا أو مُفترضًا ".
ودعا قادة الجالية اليهودية إلى اتخاذ إجراءات في أعقاب تصاعد العنف المعادي للسامية، حيث قُتل موظفان في السفارة الإسرائيلية الشهر الماضي على يد مسلح، قالت السلطات إنه صرخ لاحقًا "الحرية لفلسطين".
ومن جانبه، أدان المركز الإسلامي في بولدر "الهجوم العنيف".