تسود أجواء من عدم اليقين عالم الطاقة، حيث يقدم صندوق النقد الدولي في تقريره الأخير لشهر أبريل 2025 توقعات مثيرة حول مستقبل أسعار النفط تحت وقع التطورات الجيوسياسية وتغيرات السوق.
ويتوقع التقرير أن تشهد أسعار النفط انخفاضاً ملحوظاً، مع توقعات بأن يصل متوسط السعر إلى 66.9 دولاراً للبرميل في عام 2025، متراجعاً بنسبة 15.5% عن العام السابق. هذا التقدير يأتي في سياق قلق الأسواق من تأثير النزاعات التجارية المتزايدة، والتي قد تُعيق النمو الاقتصادي العالمي وتخفض الطلب على الطاقة.
وتعود أسباب هذا الانخفاض أساساً إلى زيادة الإنتاج من خارج منظمة أوبك+، حيث ساهمت البلدان غير الأعضاء في أوبك في تعزيز المعروض. ولم تعكس العقوبات المفروضة على روسيا، التي تستهدف صادراتها النفطية، أي تغيرات كبيرة في تدفقات النفط إلى الأسواق الكبرى مثل الصين والهند، مما ساهم في استقرار الإمدادات.
تنبع التحديات التي تواجه أسواق النفط أيضاً من ضعف الطلب المحتمل نتيجة التصاعد في استخدام المركبات الكهربائية والابتكارات في مجال الطاقة المتجددة. خيبة الأمل في زيادة الطلب من الصين، أحد أكبر مستهلكي النفط في العالم، قد تسهم في تقليص التوقعات المستقبلية.
في ظل هذه الظروف، تجد أوبك+ نفسها في موقف حساس. حيث قررت المجموعة البدء في تقليص تخفيضات الإنتاج تدريجياً رغم الغموض السائد في الأسواق. هذا القرار يأتي في وقت حساس حيث كانت الأسعار تتعرض لضغوط من النمو المستمر في الإمدادات الخارجية، والغموض المحيط بالنزاعات التجارية العالمية.
بالنظر إلى المستقبل، يتوقع صندوق النقد الدولي أن تستمر الأسعار في الانخفاض، لتصل إلى 62.4 دولاراً للبرميل في عام 2026. ومع ذلك، تبقى هناك مخاطر متوازنة؛ فرغم التوقعات السلبية، قد تحدث تحولات إيجابية في حالة وقوع أي تطورات جيوسياسية أو دخول لاعبين جدد إلى السوق.