آخر الأخبار

حمدان بلال: الجيش الإسرائيلي يطلق سراح مخرج الفيلم الفلسطيني "لا أرض أخرى" الحائز على جائزة الأوسكار

شارك
مصدر الصورة

أفرج الجيش الإسرائيلي عصر اليوم عن المخرج الفلسطيني حمدان بلال، مخرج فيلم "لا أرض أخرى"، وذلك بعد اعتقاله مساء أمس خلال مواجهات اندلعت بين فلسطينيين ومستوطنين إسرائيليين في قرية سوسيا بمنطقة مسافر يطا، جنوبي الضفة الغربية.

وذكر الناشط في منظمة "بتسيلم"، نصر نواجعة، لـبي بي سي، أن حمدان نُقل إلى مستشفى عالية الحكومي في الخليل لإجراء فحوصات طبية، بعدما أصيب قبل اعتقاله جراء تعرضه للضرب، مما أسفر عن إصابته في الرأس والفك السفلي.

وأضاف نواجعة أن الحالة الصحية لحمدان مستقرة، وأن الأطباء سمحوا له بمغادرة المستشفى بعد استكمال الفحوصات اللازمة.

وكانت قرية سوسيا بمنطقة مسافر يطا، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، قد شهدت يوم الإثنين تجدد اعتداءات مجموعات من المستوطنين، لثلاث مرات طوال اليوم، ووقع أخر اعتداء مع حلول موعد الإفطار في شهر رمضان، إذا اقتحم عشرات المستوطنين أحد المنازل في القرية وألقوا الحجارة على المنازل والمركبات، وانتهى الأمر باعتقال الجيش الإسرائيلي للمخرج الفلسطيني حمدان بلال بعد ضربه وإصابته من قبل المستوطنين.

كما سُجِّل عددٌ من الإصابات بين صفوف الفلسطينيين إثر اعتداء المستوطنين، وفق تأكيد المصادر الطبية الفلسطينية وأهالي قرية سوسيا.

وكان المخرج بلال قد فاز بجائزة الأوسكار عن فيلم "لا أرض أخرى"، مع مخرج فلسطيني وآخر إسرائيلي.

"خطفوا حمدان دون أن نعرف مصيره"

مصدر الصورة

الفلسطيني باسل عدرا، أحد مخرجي فيلم "لا أرض أخرى" كذلك، كان موجوداً في قرية سوسيا لحظة اعتداء المستوطنين الأخير.

وقال باسل لبي بي سي : "بدأ اعتداء المستوطنين بإلقائهم الحجارة على المنازل والمواطنين والمركبات في القرية بينما كنا نستعد لتناول وجبة الإفطار، ثم وصلت قوات من الجيش الإسرائيلي والشرطة ولم يفعلوا شيئا لحمايتنا بل صوبوا أسلحتهم تجاهنا، بينما واصل المستوطنون رشقنا بالحجارة بكثافة".

وأضاف: "عندها تفرقنا وهربنا، وبينما عاد حمدان إلى منزله اعتُدِيَّ عليه بالضرب من المستوطنين والجيش الإسرائيلي، وأطلقوا النيران بكل اتجاه وخطفوا حمدان دون أن نعرف مصيره. وجدنا دماءاً على باب منزله".

وتابع : "كانت هناك خطة من المستوطن الذي اعتدى على حمدان لأنه يعرفه جيدا ويريد الانتقام منه بشكل شخصي خاصة بعد نجاح فيلمنا (لا أرض أخرى) وإيصال قصة سوسيا للعالم".

وأضاف: "منذ حصولنا على جائزة الأوسكار، هناك اعتداء كل يوم إن كان بشكل شخصي ضد حمدان أو بقية المواطنين ومنازل البلدة المستهدفة من قبل المستوطنين والجيش الإسرائيلي منذ سنوات طويلة، فكلما كان لدينا نشاط يسلط الضوء على معاناتنا تتكثف الإعتداءات ضدنا وكأنه انتقام منا جميعاً".

"اعتقلنا حمدان لإلقائه الحجارة "

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له إن منطقة سوسيا شهدت مساء الإثنين مواجهات عنيفة بين إسرائيليين وفلسطينيين تبادلاً التراشق بالحجارة، وتدخلت قوات الجيش والشرطة لتفريق المواجهات واعتقلت ثلاثة فلسطينيين من بينهم حمدان بلال، المشتبه بإلقائه الحجارة بالإضافة الى اعتقال إسرائيلي متورط بالأحداث.

وأشار بيان الجيش الإسرائيلي إلى إصابة إسرائيلي بجروح نقل على إثرها للمستشفى لتلقي العلاج، نافياً إعتقال أي فلسطيني من داخل سيارة إسعاف.

"تهجير أهالي مسافر يطا"

مصدر الصورة

نشر الصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام، وهو أحد منتجي فيلم "لا أرض أخرى"، عبر منصة "إكس" تغريدة قال فيها: "هاجمت مجموعة من المستوطنين بلال وضربته على رأسه وأنحاء جسده وعندما وصلت سيارة الإسعاف لنقله وهو ينزف، اقتحمها الجنود وأعتقلوه ومنذ ذلك الوقت لا نعرف عنه شيئاً، الاعتداء على بلال جزء من حملة عنف ممنهجة تهدف إلى تهجير أهالي مسافر يطا لصالح الاستيطان، الجيش والمستوطنون يعملون بالتنسيق مع بعضهم، أحدهم يهدم المنازل والآخر يهاجم السكان".

من ناحيته قال رئيس المجلس القروي لقرية سوسيا، جهاد نواجعة لبي بي سي : "ما حدث هو محاولة من المستوطنين لسرقة أغنام أحد المواطنين في القرية، واعتداءهم على المواطنين والمنازل والمركبات بإلقاء الحجارة".

وأضاف: "حاول المواطنون ومن بينهم حمدان التصدي للمستوطنين ومنع سرقة الأغنام، وسارعت للاتصال بالشرطة والجيش الإسرائيلي لنجدتنا، لكن ما حدث كان استمرارالاعتداءات بوجود الجيش والشرطة الإسرائيلية التي اعتقلت حمدان بعد الاعتداء عليه بالضرب، ومنعت وصول سيارة الإسعاف للتعامل مع 8 إصابات في صفوف الفلسطينين".

وتابع: "الاعتداءات تتجدد في القرية لدينا صباحاً ومساءاً بشكل يومي".

وأثار ما حدث ردود فعل دولية غاضبة ، إذ عبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس عن قلق إدارتها من الحادثة في قرية سوسيا وقالت في بيان لها : "ندين كل أشكال العنف وسننظر في تفاصيل ما حدث، نحن قلقون بشكل خاص من عنف المستوطنين ونرغب في وضع حد له".

قصة قرية سوسيا

فاز فيلم "لا أرض أخرى" هذا العام بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي، الذي عرض واقع حياة الفلسطينيين في قرية سوسيا في منطقة مسافر يطا من خلال تصوير مطول أعده المخرجان الفلسطينيان حمدان بلال وباسل عدرا والصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام.

عمل فريق الإنتاج لأشهر عديدة عن كثب لتسليط الضوء على هذه القرية، التي تمثل قصتها واقع نحو 12 قرية في منطقة مسافر يطا جنوبي الضفة الغربية المحتلة، المهددة بالهدم والمصادرة بموجب قرارات عسكرية إسرائيلية منذ أكثر من عشرين عاماً.

نصر نواجعة، الباحث في منظمة "بيتسيلم" الإسرائيلية الحقوقية قال لبي بي سي : "منذ بداية العام رصدنا عشرات الإعتداءات من المستوطنين على قرية سوسيا، وكل يوم هناك اعتداء إما على الأراضي أو على الممتلكات أو المواطنين".

وأضاف: "ما حدث بالأمس كان بعد تجدد الإعتداءات لثلاث مرات، الإعتداء الأخير كان الأعنف خلال ساعات الليل. وللأسف، قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية إن حضرت تكون لحماية المستوطنين".

وتابع: "في الآونة الأخيرة، استُحدِثَ أمر من قبل الشرطة والجيش الإسرائيلي في حال اتصالنا بهم للنجدة، إذ يردون علينا بالقول إذا لديكم أوراق رسمية تثبت ملكيتكم للأرض نأتي لنجدتكم، وفي حال عدم وجودها لن نأتي".

وأضاف: "بالإضافة لمنح المستوطنين فرصة لاقتحام الأراضي الملاصقة لمنازلنا. لو أرادات الشرطة والجيش الإسرائيلي منع الاحتكاك بين المستوطنين والفلسطينيين لفعلت ذلك لأنها تستطيع. للأسف نحن نحمل المسؤولية للشرطة والجيش الإسرائيلي عن خطورة الاعتداءات المنظمة للمستوطنين ضد أهالي وأراضي قرية سوسيا".

ويقول فلسطينيون من قرية سوسيا وقرى منطقة مسافر يطا، وجُلُّهم من المزارعين و رعاة الاغنام ويعيشون في الخيام والمغارات :"إننا نخوض أطول معركة قضائية في المحاكم مع السلطات الاسرائيلية لإثبات حقنا في ملكية أراض ورثناها عن آبائنا وأجدادنا، وللحيلولة دون تهجيرنا من أرضنا".

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا