في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
مع انتهاء الهدنة الهشة في قطاع غزة، استأنفت إسرائيل هجماتها المكثفة وسط تقارير تفيد بأنها تخطط لعملية برية واسعة قد تمتد لعدة أشهر.
وفقًا لما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وفريقه الأمني يسعون لشن هجوم بري شامل على القطاع، معتمدين على دعم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تعتقد أن احتلال مناطق داخل غزة والسيطرة عليها سيمكنها من هزيمة حركة حماس عسكريا قبل التقدم بأي حلول سياسية مستقبلية.
كما نقلت صحيفة واشنطن بوست أن الخطة الإسرائيلية قد تشمل السيطرة على المساعدات الإنسانية القادمة إلى القطاع، واستهداف المزيد من القيادات الميدانية لحركة حماس، بالإضافة إلى فرض حصار محكم على من تبقى من السكان.
وفي هذا السياق، قال الكاتب والباحث السياسي من القدس، يوني بن مناحم، في حديثه لسكاي نيوز عربية: "إسرائيل لا تزال تترك الباب مفتوحا أمام إمكانية العودة إلى المفاوضات، لكنها في حال لم تجد تجاوبا من حماس، فإنها ستتجه نحو الحرب الشاملة والسيطرة على القطاع بالكامل".
وأكد أن التحركات العسكرية الإسرائيلية تهدف إلى تدمير القدرات العسكرية لحماس، مشيرا إلى أن "نتنياهو لا يستطيع البقاء في الحكم دون تحقيق هذا الهدف الذي أعلنه منذ بداية الحرب".
من جانبه، يرى الخبير في الشؤون الأمنية والسياسية، عدنان الضميري أن ما يجري في غزة ليس مجرد حرب بين طرفين، بل هو عدوان إسرائيلي يستهدف المدنيين العزل.
وقال في تصريحاته لـسكاي نيوز عربية: "الضحايا في هذه الحرب هم في الغالب من النساء والأطفال. إسرائيل انتقلت من حرب انتقامية إلى حرب أيديولوجية تهدف إلى تهجير الفلسطينيين وفرض واقع جديد بالقوة".
وأشار الضميري إلى أن الحكومة الإسرائيلية تقود المجتمع نحو المزيد من التطرف والعنف، وهو ما قد يرتد عليها داخليا.
مصر تقترح هدنة جديدة لوقف إطلاق النار
في ظل التصعيد الإسرائيلي، تواصل مصر جهودها الدبلوماسية لوقف إطلاق النار وإعادة التهدئة إلى مسارها. فقد نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين مصريين أن القاهرة قدمت مقترحا جديدا يشمل الإفراج عن 5 رهائن إسرائيليين مقابل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وهدنة إنسانية لمدة أسبوع.
ووفقًا لما ذكرته رويترز، فإن المبادرة المصرية تتضمن جدولا زمنيا لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل انسحاب إسرائيلي كامل، بضمانات أميركية. كما يشمل المقترح انسحاب القوات الإسرائيلية من محور نيتساريم، الذي أعادت إسرائيل الانتشار فيه بعد رفضها الالتزام بالاتفاق السابق.
وعلق بن مناحم على المقترح المصري قائلًا: "إسرائيل لن تقبل بأي اتفاق يسمح لحماس بالبقاء كقوة عسكرية في غزة، فهي ترى أن ذلك يعني مزيدا من المجازر في المستقبل".
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية تصر على تدمير القدرات العسكرية لحماس قبل أي حديث عن وقف إطلاق النار.
في المقابل، يرى الضميري أن مصر والدول العربية ترفض بقاء حماس كسلطة حاكمة في غزة، لكنه يؤكد أن التهجير هو الهدف الإسرائيلي الرئيسي، بغض النظر عن موقف حماس.
وقال: "حتى لو وافقت حماس على تسليم جميع الأسرى الإسرائيليين وسلاحها، فإن حكومة نتنياهو ووزرائه المتطرفين لن يتخلوا عن مخطط تهجير غزة".
وأشار إلى أن موقف الإدارة الأميركية يدعم الاحتلال الإسرائيلي، مضيفا: "إسرائيل الآن يقودها بن غفير وسموتريتش.. المساعدات الإنسانية تتحكم فيها إسرائيل وتستخدمها كأداة ضغط سياسي وعسكري".
المأزق السياسي والمستقبل الغامض
مع استمرار الهجمات الإسرائيلية وسعيها للسيطرة على المزيد من الأراضي داخل قطاع غزة، ومع تقديم مصر لمقترحات تهدف إلى تهدئة الأوضاع، يبقى المشهد ضبابيا.
فبينما تصر إسرائيل على القضاء على حماس عسكريا وفرض سيطرتها على القطاع، تسعى القاهرة لخلق مسار تفاوضي يمنع تصعيدا جديدا ويجنب غزة مزيدا من الدمار.
ومع تصاعد العنف، وتحذيرات المراقبين من تداعياته على الأوضاع في المنطقة، يبقى السؤال الأهم: هل ستنجح الجهود الدبلوماسية في منع حرب شاملة، أم أن قطاع غزة سيشهد جولة جديدة من الدمار والمعاناة؟.