وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء تهديداً مباشراً لحركة حماس عبر منصته الخاصة "تروث سوشال"، مطالباً بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن وإعادة جثث القتلى، محذراً من "عواقب وخيمة" في حال عدم الامتثال.
وقال ترامب في منشوره: "'شالوم حماس' تعني مرحباً ووداعاً – يمكنكم الاختيار. أطلقوا سراح جميع الرهائن الآن، وليس لاحقاً، وأعيدوا فوراً جثث الأشخاص الذين قتلتموهم، وإلا فسينتهي أمركم. فقط الأشخاص المرضى والمنحرفون يحتفظون بالجثث، وأنتم كذلك!".
وأكد الرئيس الأمريكي أنه سيدعم إسرائيل بكل ما تحتاجه "لإنهاء المهمة"، مضيفاً: "لن يكون أي عضو في حماس بأمان إن لم تفعلوا ما أقول". كما وجه رسالة إلى قيادة الحركة، داعياً إياهم لمغادرة غزة "بينما لا تزال لديهم فرصة".
وفي حديثه إلى سكان غزة، قال ترامب: "مستقبل جميل ينتظركم، لكن ليس إذا احتجزتم الرهائن. إن فعلتم ذلك، فأنتم أموات! اتخذوا قراراً ذكياً. أطلقوا سراح الرهائن الآن، وإلا سيكون هناك ثمن باهظ لاحقًا!".
هذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها ترامب حماس. في ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال إنه سيكون هناك "جحيم يدفع ثمنه" إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن بحلول الوقت الذي تولى فيه منصبه.
وتقول إسرائيل إن 59 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، ويعتقد أن 24 منهم على قيد الحياة، كما يوجد مواطنون أمريكيون بين الرهائن الذين احتجزتهم حماس في هجومها على إسرائيل يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقبل ذلك بساعات، أكد البيت الأبيض أن الولايات المتحدة تجري محادثات مع حركة حماس بشأن الرهائن المحتجزين في غزة.
ولطالما تجنبت واشنطن حتى اللحظة أي تعامل مباشر مع حركة حماس، إذ تتبنى الولايات المتحدة نهجاً راسخاً يحول دون التواصل المباشر مع جماعات تصنّفها ضمن قائمة المنظمات الإرهابية.
وأعلنت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، خلال مؤتمر صحفي، أن واشنطن تشاورت مع إسرائيل قبل إجراء المحادثات.
وأفاد موقع "أكسيوس" الإخباري لأول مرة بأنباء المحادثات، موضحاً أن الجانبين يناقشان إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين إلى جانب اتفاق أوسع يهدف إلى وضع حد للحرب.
وقالت ليفيت: "عندما نتحدث عن المفاوضات التي تشيرون إليها، أود التأكيد أولاً على أن المبعوث الخاص الذي يشارك في تلك المفاوضات يمتلك الصلاحية الكاملة".
وأشارت إلى أن عمل المبعوث الخاص للرهائن، آدم بوهلر، يُعد "جهداً صادقاً لتحقيق ما هو في مصلحة الشعب الأمريكي".
وكانت حركة حماس قد سلّمت إسرائيل 29 رهينة إسرائيلية بينهم أربعة متوفين، منذ بدء الهدنة، مقابل إطلاق سراح أكثر من 1100 سجين فلسطيني.
وفي عملية التبادل الأخيرة التي جرت الشهر الماضي، سلّمت الحركة ستة رهائن لإسرائيل، في حين تراجعت الأخيرة عن الإفراج عن 602 من السجناء الفلسطينيين بينهم 50 محكوماً عليهم بالسجن المؤبد.
وعلّل نتنياهو التراجع عن قرار الإفراج عن الدفعة السابعة من السجناء الفلسطينيين "لحين التزام حماس بضمان إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليون المتبقين دون طقوس مهينة" بحسب رئاسة الوزراء الإسرائيلية.
شدّدت دول أوروبية عدة في أعقاب اجتماع لمجلس الأمن الدولي الأربعاء، على أنّ حركة حماس يجب ألا تؤدي "أي دور" في قطاع غزة مستقبلاً، بموجب الخطة التي قدّمها القادة العرب.
وقال القائم بأعمال البعثة الفرنسية لدى الأمم المتحدة في نيويورك جاي دارماد هيكاري للصحافيين، في بيان باسم فرنسا والدنمارك واليونان وسلوفينيا والمملكة المتحدة، "نحن واضحون في أنّ الخطة المستقبلية يجب ألا تعطي أي دور لحماس، ويجب أن تضمن أمن إسرائيل ويجب ألا تشرد الفلسطينيين من غزة".
وأضاف أنّ الخطّة "يجب أن تدعم وحدة الضفة الغربية (المحتلة) وقطاع غزة في ظل السلطة الفلسطينية".
واعتمد القادة العرب الثلاثاء خطة لإعادة اعمار قطاع غزة وعودة السلطة الفلسطينية إليه، كبديل من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اقترح السيطرة على قطاع غزة وترحيل سكانه وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
ودعت الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية المجتمعة في القاهرة، إلى توحيد الفلسطينيين تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.
وتابع القائم بأعمال البعثة الفرنسية لدى الأمم المتحدة في أعقاب اجتماع مغلق لمجلس الأمن عُقد لمناقشة هذه المسألة الأربعاء، "نرحّب بالجهود الإقليمية الهادفة إلى التوحد حول خطة واحدة للمرحلة المقبلة في غزة، ونحن مستعدون لدعم وتطوير هذه الأفكار".
وحثّت فرنسا والدول الأربع إسرائيل على السماح بدخول المساعدات الإنسانية "غير المشروطة" إلى غزة، مذكّرة بأنّ الأمر "غير قابل للتفاوض".
وعلّقت إسرائيل الأحد دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وسط خلاف مع حركة حماس بشأن كيفية مواصلة تطبيق اتفاق الهدنة الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني، بعد 15 شهراُ من الحرب.