يدخل قطاع غزة اليوم الثاني بعد القرار الإسرائيلي بتعليق إدخال المساعدات إلى القطاع.
بدروه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي، الإثنين، إن إسرائيل تستعد للمراحل التالية لما يسميها "حرب النهضة"، وإنه لن يكون هناك توقف قبل تحقيق جميع الأهداف، وعودة الرهائن كافة، وتدمير حماس، وضمان أن غزة لن تشكّل تهديداً.
ونفى نتنياهو أن تكون الحكومة الإسرائيلية تعمل على "تخريب" صفقة تبادل الرهائن والسجناء، واصفاً تلك الاتهامات بـ "الكذب المحض"، مشيراً إلى أن إسرائيل تمكنت في الصفقة الأخيرة من إعادة 25 من الرهائن أحياء، وهو "ضعف العدد الذي حددته حماس في المفاوضات السابقة"، على حد قوله.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي حماس بعواقب "لا يمكن أن تتصوّرها" ما لم تفرج عن الرهائن في قطاع غزة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أن نتنياهو ينوي ممارسة "ضغوط قصوى" على حركة حماس لإرغامها على قبول تمديد الهدنة في غزة بشروط وضعتها إسرائيل.
وفيما يتعلق بخطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بشأن غزة، اعتبر نتنياهو أن الوقت قد حان لـ "إعطاء سكان غزة حرية المغادرة"، مشيداً بخطة ترامب "المبتكرة" لنقل الفلسطينيين إلى خارج القطاع.
وقال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الإثنين، إن الخطوة التالية بعد وقف دخول المساعدات إلى قطاع غزة، ستكون "قطع الكهرباء والمياه عن القطاع".
وأضاف سموتريتش أن المساعدات ستتوقف "ما دامت حماس لم تطلق سراح الرهائن وتستسلم وتترك غزة".
وتابع الوزير الإسرائيلي بالقول إن هذه "مجرد البداية، ونحن نستعد لفتح أبواب الجحيم".
وتوصلت إسرائيل وحماس لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، في يناير/كانون الثاني الماضي، وقُسم الاتفاق إلى ثلاث مراحل، تستمر المرحلة الأولى فيه على مدار 42 يوماً، على أن تشهد المرحلة الثانية وقفاً دائماً للعمليات الحربية في القطاع.
ويوم السبت الماضي، انتهت المرحلة الأولى من الاتفاق، وتسعى إسرائيل إلى تمديد المرحلة الأولى لمدة إضافية، فيما تطالب حماس بالانتقال إلى المرحلة الثانية.
وأعلنت إسرائيل، فجر الأحد، موافقتها على اقتراح أمريكي بتمديد الهدنة في غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي.
ويكتنف الغموض مستقبل الاتفاق، بين التمديد أو الانتقال إلى المرحلة الثانية، مع بوادر تشير إلى وصول المفاوضات بشأن ذلك إلى طريق مسدود.
ويوم أمس الأحد، أعلنت إسرائيل منع تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بعدما أتاح اتفاق وقف إطلاق النار دخول مواد غذائية وصحية أساسية إلى القطاع المدمر لستة أسابيع.
وقال مكتب نتنياهو إن القرار اتُخذ، لأن حماس "رفضت" قبول الاقتراح الأمريكي بتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، التي انتهت السبت.
وهددت إسرائيل حماس بـ"عواقب أخرى" إذا أصرت على رفضها، مضيفة أنها لن تقبل وقف إطلاق النار دون إطلاق سراح الرهائن.
من جهته، اتهم القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، إسرائيل بالسعي لـ "انهيار" اتفاق وقف إطلاق النار والعمل "بجهد" لتحقيق ذلك.
وقال حمدان إن تبني نتنياهو للمقترح الأمريكي بتمديد المرحلة الأولى وفق ترتيبات "مخالفة للاتفاق" وأضاف أنها "محاولة مفضوحة للتنصل من الاتفاق والتهرب من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية".
واستعرض حمدان، في كلمة متلفزة، ما وصفها بـ "الخروقات الإسرائيلية" خلال المرحلة الأولى من الاتفاق، شملت بحسب ما جاء في كلمته، خروقات متعلقة بالإغاثة والإيواء، وخروقات ميدانية وسياسية، وأخرى متعلقة بمعبر رفح ومحور فيلادلفيا، متهماً إسرائيل بـ "تأخير بدء مفاوضات المرحلة الثانية بشكل متعمد".
وأضاف حمدان أن حركة حماس "ملتزمة" بالانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن إسرائيل تطالب بـ "بالدخول باتفاق جديد مخالف لكل ما تم الاتفاق عليه قبل ذلك"، على حد قوله.
واجتمع وزراء الخارجية العرب، خلف أبواب مغلقة، في القاهرة، الإثنين، قبيل قمة استثنائية لجامعة الدول العربية، الثلاثاء، تركز على "خطة ردٍ" على اقتراح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بالسيطرة على غزة وإخراج سكانها.
ووفقاً لما نقلت وكالة فرانس برس، عن مصدر اشترط عدم الكشف عن هويته، فإن الوزراء عقدوا جلسة "تحضيرية واستشارية"، ركزت على خطة عربية لإعادة إعمار القطاع دون تهجير سكانه البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
وأضاف المصدر أن الاجتماع كان مغلقاً أمام الصحافة، وأن الخطة "ستُعرض على القادة العرب في قمة الثلاثاء للموافقة عليها".
وقبل الجلسة، عقد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اجتماعات منفصلة مع نظرائه العرب، بمن فيهم وزراء خارجية الأردن والبحرين وتونس والعراق واليمن.
ودعا عبد العاطي، خلال الاجتماعات، إلى "المضي قدماً في مشاريع التعافي المبكر" في غزة دون تهجير الفلسطينيين، وفقاً لبيان لوزارة الخارجية المصرية.
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أثار غضباً عالمياً عندما طرح خطة تتضمن سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، مع إجبار سكانه الفلسطينيين على الانتقال إلى دول أخرى مثل مصر والأردن.
وتشير أغلبية مواقف الدول العربية إلى معارضة خطة ترامب، إذ استضافت الرياض اجتماعاً تشاورياً للقادة العرب الشهر الماضي لمناقشة "الجهود المشتركة لدعم القضية الفلسطينية".
وقد بدا مؤخراً أن ترامب خفف من تمسكه بخطته حول غزة، إذ قال إنه "لن يفرضها، لكنه سيوصي بها".
وفي مؤتمر صحفي عُقد في القاهرة يوم الأحد الماضي، قال عبد العاطي إن خطة إعادة إعمار غزة جاهزة وستُعرض على القادة العرب في قمة القاهرة للموافقة عليها.
وكشفت وكالة رويترز عن بعض تفاصيل الخطة التي أعدتها مصر بشأن قطاع غزة لعرضها على القادة العرب، غداً الثلاثاء، وذلك بحسب ما جاء في مسوّدة للخطة اطّلعت عليها الوكالة.
وبحسب رويترز، فإن خطة غزة من شأنها أن "تُهمّش" حماس في قطاع غزة، لتحل محلها هيئات مؤقتة مرتبطة بدول عربية وإسلامية وغربية.
ولا توضح مسوّدة الخطة ما إذا كان تطبيقها سيتم قبل أو بعد التوصل لاتفاق سلام دائم يُنهي الحرب.
وبموجب الخطة، ستحل "بعثة مساعدة على الحكم" محل الحكومة التي تديرها حماس في غزة لفترة انتقالية غير محددة، وستكون مسؤولة عن المساعدات الإنسانية وعن بدء إعادة إعمار القطاع الذي دمرته الحرب.
ولا تعالج الخطة، بحسب رويترز، قضايا حاسمة مثل من سيدفع تكاليف إعادة إعمار غزة، كما لم تحدد أي تفاصيل دقيقة بشأن كيفية حكم القطاع، ولا كيف سيتم إبعاد جماعة مسلحة مثل حماس.
وحثت ألمانيا، اليوم الاثنين، إسرائيل على التوقف "فوراً" عن منع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، بعد وصول المحادثات بشأن تمديد الهدنة إلى طريق مسدود.
وقال الناطق باسم الخارجية الألمانية سيباستيان فيشر في مؤتمر صحفي: "يتعيّن في كل الأوقات ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة من دون عراقيل"، مضيفاً أن "السماح بإيصال المساعدات الإنسانية ومنعها ليس وسيلة ضغط مشروعة أثناء المفاوضات".
وقال فيشر إن ألمانيا، وهي حليف قوي لإسرائيل، دعت أيضاً حركة حماس إلى إطلاق سراح الرهائن الذين ما زالت تحتجزهم.
وأضاف: "يجب على حماس أن تضع حداً الآن للمعاناة والإذلال اللذين يتعرّض لهما الرهائن المتبقون وعائلاتهم".