آخر الأخبار

ترامب يصف زيلينسكي بالديكتاتور.. هل تتغير معادلة أوكرانيا؟

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

بوتين يشيد بالمحادثات وترامب يصف زيلينسكي بالديكتاتور

في موقف أثار جدلًا واسعًا على الساحة الدولية، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه "ديكتاتور"، منتقدًا استمراره في قيادة البلاد دون انتخابات، ومتهماً إياه بارتكاب "أخطاء كارثية" في إدارة الحرب مع روسيا.

تصريحات ترامب جاءت ضمن منشور على منصته "تروث سوشيال"، حيث شدد على ضرورة أن تتحرك أوكرانيا بسرعة لإنقاذ نفسها من "الضياع"، في إشارة إلى ضرورة القبول بتسوية مع موسكو لإنهاء الحرب المستمرة منذ 3 سنوات.

لكن رد الفعل الأوكراني كان حاسمًا وسريعًا، إذ رفض زيلينسكي تصريحات ترامب، متهمًا إياه بأنه يعيش في "فضاء من المعلومات المغلوطة"، ومحذرًا من أن أي صفقة مع روسيا ستؤدي إلى تقويض استقلال أوكرانيا على المدى الطويل.

أما وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، فقد أكد أن "لا أحد يمكنه إجبار أوكرانيا على الاستسلام"، في رد مباشر على ما يراه محاولة أميركية لإعادة ترتيب أولويات الصراع بما يخدم مصالح واشنطن لا كييف.

ترامب يعيد تشكيل سياسة واشنطن تجاه أوكرانيا

منذ عودته إلى البيت الأبيض، تبنى ترامب نهجا مغايرا في التعامل مع الملف الأوكراني، محاولًا إعادة صياغة استراتيجية الولايات المتحدة حيال الصراع، بما يتماشى مع رؤيته القائمة على خفض الالتزامات العسكرية الخارجية والتركيز على المصالح الاقتصادية الأميركية.

في هذا السياق، تشير مصادر مطلعة إلى أن إدارة ترامب قد تكون منخرطة في مفاوضات غير معلنة مع موسكو تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا بشروط جديدة، وهو ما يثير قلق القادة الأوروبيين الذين يخشون أن يأتي هذا التوجه على حساب أمن القارة واستقرارها.

وفي ظل هذا التوجه، كان لافتًا تزامن تصريحات ترامب مع أول زيارة لموفده إلى أوكرانيا، كيث كيلوغ، الذي التقى زيلينسكي والقادة العسكريين، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة "تتفهم حاجة كييف إلى ضمانات أمنية، لكنها ترى أيضًا ضرورة البحث عن حل دبلوماسي مستدام".

أوكرانيا ليست ديكتاتورية.. وترامب يجهل الواقع

داخل أوكرانيا، أثارت تصريحات ترامب غضب المسؤولين، خاصة في البرلمان، حيث ردت إيفانا كليمبوش، رئيسة اللجنة البرلمانية خلال مداخلتها على سكاي نيوز عربية حول اندماج أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، بتصريحات حادة، قائلة انه لا توجد أزمة سياسية في أوكرانيا، بل حرب شنتها روسيا منذ 11 عامًا بهدف إخضاع الأوكرانيين. كيف يمكن أن تُجرى انتخابات بينما ملايين المواطنين نازحون بسبب العدوان الروسي؟ إن من يتحدث عن الديمقراطية يجب أن يفهم أن بلدنا قاوم الديكتاتورية الروسية لعقود".

كليمبوش وجهت انتقادات مباشرة لترامب، مشيرة إلى أن تصوره عن الوضع في أوكرانيا يعكس "فهمًا سطحيًا" للأحداث.

وأضافت: "إذا كان الرئيس الأميركي يتحدث عن الديمقراطية، فعليه أن يتذكر أن روسيا لم تحكمها سوى مجموعة صغيرة من القادة الذين تبادلوا الأدوار منذ أكثر من عقدين، بينما شهدت أوكرانيا تغييرات ديمقراطية متكررة".

معادن أوكرانيا.. بين الاستقلال الاقتصادي والمصالح الأميركية

واحدة من القضايا التي زادت التوتر بين كييف وواشنطن هي ملف الموارد الطبيعية الأوكرانية، إذ يرى ترامب أن على أوكرانيا تقديم تنازلات اقتصادية مقابل استمرار الدعم العسكري. هذا الطرح قوبل برفض قاطع من كليمبوش، التي شددت على أن زيلينسكي "لا يمكنه اتخاذ أي قرار بشأن المعادن النادرة دون موافقة البرلمان الأوكراني، لأن هذه الموارد ملك للشعب الأوكراني".

هذا الملف بات يشكل محورًا أساسيًا في المفاوضات غير المعلنة، حيث تسعى واشنطن إلى تأمين وصول الشركات الأميركية إلى الثروات المعدنية الأوكرانية، فيما تصر كييف على أن أي اتفاق يجب أن يتم وفق أطر قانونية تضمن سيادتها الاقتصادية.

هل تغيرت الأولويات الأميركية؟.. أوروبا تراقب بقلق

التغير في نهج واشنطن تجاه أوكرانيا لم يمر دون رد فعل أوروبي. فبعد مؤتمر ميونيخ للأمن، بدت العواصم الأوروبية أكثر تحفظًا في التعامل مع إدارة ترامب، حيث عقد القادة الأوروبيون قمة في باريس بعيدًا عن واشنطن، في خطوة اعتُبرت مؤشرًا على قلقهم من تحولات السياسة الأميركية.

في ظل هذا الواقع، تجد أوكرانيا نفسها أمام مفترق طرق: هل تواصل الاعتماد على الدعم الأميركي رغم تغير أولوياته، أم تتجه نحو تعميق تحالفها مع أوروبا التي بدأت تبحث عن بدائل لاستراتيجية واشنطن؟.

هل أوكرانيا على أعتاب صفقة غير متوازنة؟

تصريحات ترامب الأخيرة ليست مجرد موقف سياسي عابر، بل تعكس تحولًا جوهريًا في استراتيجية الولايات المتحدة تجاه أوكرانيا، حيث يبدو أن واشنطن، بقيادة ترامب، تسعى إلى إنهاء الحرب وفق شروط جديدة قد لا تكون في صالح كييف.

في المقابل، تبقى أوكرانيا مصرة على الاحتفاظ بقرارها السيادي، رافضة الضغوط الخارجية التي قد تدفعها إلى تقديم تنازلات تعتبرها خطًا أحمر.

ومع استمرار التوتر بين كييف وواشنطن، يبقى السؤال الأهم: هل نحن أمام إعادة رسم لخريطة التحالفات الدولية في الحرب الأوكرانية، أم أن هذه مجرد بداية لمفاوضات أكثر تعقيدًا ستحدد مستقبل الصراع؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة.

سكاي نيوز المصدر: سكاي نيوز
شارك

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا