في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
قال تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز إن مسألة خلافة الرئيس الصيني شي جين بينغ لا تزال إحدى القضايا الغامضة في الحزب الشيوعي الصيني.
وأشار التقرير -بقلم جو ليهي مدير مكتب فايننشال تايمز في بكين وإدوارد وايت مراسل الصحيفة في الصين- إلى أن النظام الصيني يعتمد على عمليات سرية في اختيار القادة، عكس الأنظمة الغربية التي تمتلك آليات معروفة لانتقال السلطة، ويجعل ذلك أي حديث عن الخلافة حساسا للغاية.
وأصبح سؤال القيادة القادمة أكثر إلحاحا -وفق التقرير- مع استمرار شي في تعزيز قبضته على السلطة، مع اقتراب ولايته الرابعة كزعيم للحزب، والتي قد تكون من عام 2027 إلى 2032.
ويزعم التقرير أن غياب خليفة واضح لشي قد يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار.
وأكد التقرير أن تجربة الحزب الشيوعي الصيني مع عمليات انتقال السلطة لم تكن سلسة دائما، إذ شهدت الصين صراعات داخلية حادة بعد وفاة مؤسس جمهورية الصين الحديثة ماو تسي تونغ في 1976، ودفع ذلك دينغ شياو بينغ (زعيم الصين من 1978-1992) إلى تأسيس مبدأ القيادة الثنائية (أو الجماعية) الذي ينص على تقاسم السلطة بين رئيس ورئيس وزراء قوي يمكن أن يخلفه.
إلا أن شي جين بينغ -حسب التقرير- كسر هذا النهج وأعاد تركيز السلطة في يده بشكل غير مسبوق منذ عهد ماو، ولم يكن لرئيس الوزراء الراحل لي كه تشيانغ دور يماثل من سبقوه، إذ أصبحت مكانته مهمشة مقارنة بالرئيس.
وقال التقرير إن شي استطاع إحكام قبضته على السلطة عبر إقصاء خصومه تحت غطاء مكافحة الفساد، مما أدى إلى تفكيك الفصائل السياسية الأخرى داخل الحزب، وعدم وجود أي زعيم صيني يمكن اعتباره خليفة محتملا لشي.
واستعرض التقرير، بناء على آراء عدة محللين سياسيين ومؤرخين وخبراء، قائمة تضم المرشحين المحتملين للرئاسة بعد شي والأشخاص الذين من المتوقع أن يكون لهم تأثير على اختيار المرشح.
وأشار التقرير إلى أن الخبراء استخدموا أساليب تحليلية شبيهة بالتي استخدمت في تحليل قيادة الاتحاد السوفياتي أثناء الحرب الباردة، لمحاولة التنبؤ بالخليفة المحتمل، ومن ذلك تفحص خطابات الحزب ونسبة ظهور الشخصيات المحتملة إلى جانب شي في المقابلات الرسمية.
وفيما يلي القائمة:
ووفق التقرير، فإن أحد السيناريوهات المطروحة في حال غياب شي من دون وجود خليفة واضح هو حدوث صراع داخلي داخل الحزب، وفي هذا السياق، قد يكون للجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب وأفرادها السبع دور رئيس في اختيار القائد الجديد.
وأضاف التقرير أن أي قائد جديد سيحتاج إلى الحصول على موافقة الجيش، الذي يعد أحد القوى الأساسية التي تضمن استقرار الحزب والنظام السياسي، ونظرا لحملة التطهير التي شنها الرئيس على قيادات الجيش في السنوات الماضية، فمن المرجح أن يكون مرشح الجيش مواليا لنهج السلطة الحالي.
ويدّعي التقرير أن استقرار الصين في عهد شي كان مرتبطا بشخصه أكثر منه بمؤسسات الحزب.
وأوضح أن الرئيس شي يواجه معضلة معقدة، فمن ناحية يضمن له تأخير الحديث عن الخلافة البقاء في السلطة من دون منازع، وقد تؤدي تسمية خليفة لرئاسة الصين إلى ظهور انقسامات داخلية أو محاولة بعض القيادات الصعود إلى السلطة قبل الأوان، ولكن الغموض في المقابل يزعزع استقرار الحزب المستقبلي.