في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في خطوة مفاجئة ومقلقة لموظفي جمعيات عدة، إضافة إلى طلاب في الجامعات الخاصة في لبنان، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قبل أيام قليلة، تعليق جميع المساعدات الأميركية المقدمة إلى الدول النامية عبر برنامج USAID.
وأتى القرار تنفيذاً لتوجيهات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي تبنى سياسة "الولايات المتحدة أولاً"، لكنه أدى حسب معلومات خاصة حصلت عليها العربية.نت/الحدث.نت إلى تجميد أموال كانت قد وصلت إلى عدد من الجمعيات في لبنان، وتم إبلاغ موظفيها بإيقاف العمل حتى إشعار آخر.
غير أن الطلاب المستفيدين من برنامج USAID لم يتلقوا حتى الساعة أي أخبار عن إيقاف المنح المقدمة لهم، لكنهم رغم ذلك باتوا يشعرون بالقلق.
وفي السياق، قال الطالب علي داود سنة ثانية معلوماتية (اسم مستعار) في الجامعة الأميركية في بيروت، إنه لم يتلق أي معلومة حول إيقاف المنحة المقدمة له، مشيراً إلى أنه لم يسمع هذا الخبر سوى من مواقع التواصل الاجتماعي وزملاء له في الكلية.
أما الطالبة نور حايك (اسم مستعار) سنة ثانية إدارة أعمال من الجامعة ذاتها، فأوضحت أنه على الرغم من أن المنحة لا تزال سارية هذا الفصل إلا أنها متخوفة من إيقافها، خصوصاً أنها لم تلقَ جواباً واضحاً من الإدارة حول الموضوع.
ولفتت مصادر مطلعة للعربية.نت إلى أن إدارة الجامعات الخاصة تبلغت فعلاً قرار وقف التمويل، لكن بعضها لم يخبر الطلاب بالقرار كالجامعة الأميركية، في محاولة منها لتأمين تمويل المنح من جهات ثانية. علماً أن الطلاب الذين تخوفوا من ذكر أسمائهم الكاملة برروا ذلك بأنهم سمعوا أخباراً مفادها أنه في حال معرفة الجهة الممولة بتوجيه انتقادات لها عبر الإعلام فسيتم إقصاؤهم من أسماء المشمولين بالمنح إذا استمر الدفع.
في المقابل، كشف طالب في الجامعة اللبنانية الأميركية lau أنه تلقى وزملاؤه في الكلية الذين يستفيدون من برنامج usaid بريدا إلكترونيا مفاده أن المنحة ستتوقف بعد 3 أشهر.
كما أشار مضمون البريد إلى أنه ابتداء من الفصل الدراسي المقبل ستتوقف تغطية جميع النفقات التي كانت تغطيها الـ usaid بما فيها قسط الجامعة الكامل، إضافة إلى المبلغ الذي كان مخصصاً للسكن الجامعي والمصروف الشهري لكل طالب.
فيما أعربت طالبة سنة ثانية هندسة في الجامعة اللبنانية الأميركية، عن قلقها حول مصير مستقبلها، إذ قالت "من وين بدي جيب أكتر من 10 آلاف دولار بالسنة"، لاسيما أن والدها عسكري في الدولة اللبنانية ولا يستطيع تغطية تكاليف الدراسة في حال توقف المنحة المقدمة لها.
ولا شك أن حال هذه الطالبة كوضع العشرات الذين سيصبح مستقبلهم الجامعي على المحك، فيما يأمل هؤلاء إيجاد حلول للموضوع خلال الأيام المقبلة.
وتعتبر هذه الخطوة بمثابة صدمة كبيرة للطلاب المستفيدين من هذه المنح في عدد من الجامعات، مثل الجامعة الأميركية، الجامعة اللبنانية الأميركية، جامعة هايكازيان، وجامعة سيدة اللويزة.
في حين أن العديد منهم يعتمدون على الدعم المالي الذي يقدمه برنامج USAID لتأمين تكاليف دراستهم وإقامتهم الجامعية، ما يثير القلق حول الآثار التي سيترتب عليها هذا القرار على مستوى حياة الطلاب الأكاديمية والاجتماعية، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الكثير منهم.
يذكر أنه بحسب آخر تقرير صادر عن الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، تم تخصيص حوالي 123 مليون دولار عام 2023 لدعم الأنشطة الإنسانية والتنموية في لبنان، خصوصاً في قطاعات التعليم والمياه.
في حين كان من المتوقع أن تواصل الوكالة دورها المهم في تعزيز الحوكمة الرشيدة وتحقيق فرص اقتصادية للمواطنين ذوي الدخل المحدود، من خلال تمويل مشاريع لتحسين البنية التحتية والخدمات الأساسية.
وكان الملياردير الأميركي إيلون ماسك اتهم (USAID) بأنها "منظمة إجرامية" في تغريدة على منصة "أكس" في الثاني من فبراير الحالي، فيما أعلن لاحقاً عن خطط لإغلاقها نهائياً وتسريح جميع العاملين فيها، بمن فيهم الموظفون والمتعاقدون.
جاء هذا الاتهام في ظل توجهات لإعادة هيكلة الوكالة، بعدما أصدر ترامب قراراً بإغلاقها كوكالة مستقلة، واصفاً إياها بأنها "منظمة يديرها مجموعة من المجانين المتطرفين".