في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، تم الإفراج عن ثماني رهائن آخرين كانوا محتجزين في غزة، وسط مشاهد فوضوية.
وسلمت حركة حماس ثلاثة إسرائيليين وخمسة مواطنين تايلانديين إلى الصليب الأحمر، الذي سلمهم بدوره إلى القوات الإسرائيلية.
وجرى الإفراج عن 110 فلسطينيين في وقت لاحق من السجون الإسرائيلية، بما في ذلك 32 شخصا محكوم عليهم بالسجن المؤبد و30 قاصراً.
وأخّرت إسرائيل إطلاق سراحهم رداً على الطريقة التي عومل بها الرهائن عند تسليمهم.
وتعني عمليات الإفراج يوم الخميس، إطلاق سراح 15 رهينة منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني، ولا يزال لدى حماس 82 رهينة محتجزين.
وكانت المجندة الإسرائيلية أجام برغر، 20 عاماً، أول من أطلق سراحه يوم الخميس، بقيادة مسلحين ملثمين وسط الأنقاض في حدث تم تنظيمه في جباليا، شمالي قطاع غزة.
واحتجز مسلحون من حماس حشوداً من المدنيين عندما ظهرت برغر على منصة وحصلت على شهادة، قبل تسليمها إلى الصليب الأحمر.
وكانت برغر واحدة من سبع نساء من وحدة غير مسلحة من المراقبين اختطفن في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وآخر من بقي في غزة.
وفي ساحة الرهائن في تل أبيب، هتفت الحشود التي كانت تشاهد على شاشة كبيرة.
ويقول ياهيل أورين، الذي خدم في نفس الوحدة التي خدمت فيها برغر قبل عقد من الزمان، لبي بي سي، "أنا سعيد للغاية.. لرؤية وجهها، لرؤيتها تعود إلى عائلتها. إنه أمر مثير".
وأظهرت صور نشرها الجيش الإسرائيلي، المرأة وهي تعانق أربع شابات أخريات من الوحدة تم إطلاق سراحهن في عملية التبادل السابقة يوم السبت.
وفي بيان لها، قالت عائلتها إنها تستطيع الآن "بدء عملية الشفاء"، لكن "الشفاء لن يكتمل إلا بعد عودة جميع الرهائن إلى ديارهم".
وبعد حوالي ساعتين، في خان يونس جنوب غزة، تم إخراج الرهائن السبعة الآخرين وسط مشاهد فوضوية.
وجرى ذلك بشكل رمزي أمام بقايا المنزل الذي قصفته إسرائيل، والذي كان يقطنه زعيم حماس الراحل يحيى السنوار، مهندس هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول. وقُتل السنوار على يد القوات الإسرائيلية في رفح في أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وقال صحفي غطى عملية التسليم لبي بي سي: "كان هناك الكثير من الفوضى، وكان هناك الكثير من الدفع". وقال إن هناك هتافات باسم السنوار وحماس.
وقالت امرأة في الحشد إنها "فخورة برجال غزة ومقاومة غزة".
وفي تل أبيب، كان الناس يراقبون بقلق، وهم يحملون الأعلام الإسرائيلية وصور الرهائن.
وبالإضافة إلى برغر، تم إطلاق سراح المدنيين الإسرائيليين أربيل يهود (29 عاماً) وغادي موسى (80 عاماً) والعمال الزراعيين التايلانديين بونجساك تاينا، وساتيان سواناخام، وواتشارا سرياون، وبناوات سيثاو، وسوراساك لامناو.
وفي إشارة إلى هشاشة وقف إطلاق النار، أوقفت إسرائيل إطلاق سراح الأسرى إلى أن تلقت "ضمانات" بأن المشاهد التي رافقت إطلاق سراح الرهائن في خان يونس لن تتكرر.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "المشاهد المروعة" كانت "دليلاً إضافياً على الوحشية التي لا يمكن تصورها لمنظمة حماس الإرهابية".
وقال مكتب رئيس الوزراء في وقت لاحق، إنه تلقى منذ ذلك الحين من الوسطاء "التزاماً بضمان خروج آمن لرهائننا" الذين لم يتم إطلاق سراحهم بعد.
وكان التأجيل هو أحدث عقبة تضرب الخطوات المتبادلة الدقيقة والمعقدة التي التزمت بها إسرائيل وحماس بموجب شروط وقف إطلاق النار.
وأرجأت إسرائيل لمدة يومين السماح لمئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين بالعودة إلى شمال غزة بعد فشل حماس في إدراج أربيل يهود في الجولة السابقة من إطلاق سراح الرهائن في 25 يناير/كانون الثاني.
وتم أسر 251 شخصاً عندما هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، وأشعل حرباً دمرت غزة.
وأسفر الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي استمر 15 شهراً عن مقتل 47,460 فلسطينياً في القطاع، وفقاً لوزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة.
وقبل يوم الخميس، تم إطلاق سراح 290 سجيناً فلسطينياً، بدءاً من أولئك الذين يقضون أحكاماً طويلة بتهمة التفجيرات والهجمات الأخرى إلى المراهقين المحتجزين دون تهمة، بموجب وقف إطلاق النار.
وعاد معظمهم إلى الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية وغزة، بينما تم ترحيل حوالي 70 من أكثر المفرج عنهم خطورة.