آخر الأخبار

الأديب الغزي محمود عساف يوثق أهوال الحرب في "كم موتًا يريدنا"

شارك الخبر

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

بين أهوال الحرب العديدة، أطل الكاتب الفلسطيني الدكتور محمود عساف بعملين أدبيين جديدين يمثل، كلٌ منهما بطريقته شهادة حية على معاناة الفلسطيني بين القتل والنزوح، وتأكيدا على دور الأدب في حمل أوجاع الحقيقة. ففي الكتاب الأول يفتح السؤال على مصراعيه "كم موتا يريدنا؟" ثم يجيب في الثاني "عُمرٌ = صفر".

أولهما عنونه عساف "وصايا من الحرب الكونية على غزة" وهو كتاب خطته يداه تحت وطأة الحرب المستمرة، يروي قصص من تبقوا وسط الدمار، ويوثق مشاعر الشوق للذكريات المفقودة، والهوان الذي يثقل كاهل سكان القطاع المحاصر، بأسلوب أدبي يجمع بين العمق والوجدان المتقد.

ويقول عساف للجزيرة نت إن الجزء الأول من الكتاب "كم موتًا يريدنا" يمثل رحلةً أدبية تستعرض حكايات أولئك الذين بقوا في ظل الحرب، ويفتش في مشاعر الحنين إلى الذكريات والكرامة المهدورة.

وبحسب المؤلف، يعبر الكتاب عن فكرة الانتماء إلى "الطهر المهمش" الذي يكاد يغيب في هذا الزمان، مشددًا على أن الكتابة هنا ليست مجرد تعبير عن الألم، بل فعل مقاومة، وكأن الكلمات أصبحت وسيلة لرش "الملح على الجرح" وتحفيز الوعي بالمعاناة والواقع الذي يعيشه أهل غزة.

مصدر الصورة المؤلف خطته يد الكاتب الفلسطيني عساف تحت وطأة الحرب في غزة (الجزيرة)

ويركز الكتاب على تصوير الأبعاد العاطفية والشخصية للمأساة، مسلطًا الضوء على التناقض بين الذكريات النقية والواقع القاسي.

إعلان

ويحمل الكتاب الثاني عنوان "عُمرٌ = صفر" وينطلق من تصوير التفاصيل الصغيرة والمؤلمة لحياة الناس منذ بداية الحرب. ويتناول التحولات الجسدية والنفسية التي عصفت بالسكان نتيجة الجوع وفقدان الأحبة، وكذلك مشاعر الحنين إلى الذات القديمة، والمنازل التي أصبحت أنقاضًا، والشوارع التي تحولت إلى أماكن مهجورة، وحالة الحداد الجماعية في غزة. ويحاول بالكلمة تفسير الحزن العميق الذي تعجز الصور وحدها عن نقله، كما يقول المؤلف.

مصدر الصورة هذا الكتاب ينطلق من تصوير التفاصيل الصغيرة والمؤلمة لحياة الناس منذ بداية الحرب (الجزيرة)

ويبرز الكتاب هشاشة البشر في وجه المحن، وكيف بات البكاء سريعًا والموت متجزئًا، حيث يعيش الناس حالة من الضياع واندثار الأمل، كأنما تساءلوا في صمت "كيف استطاع هؤلاء المجرمون حجز مقاعدنا في درب الردى إلى الأبد؟".

وفي تلك النصوص الأدبية، يبرز عساف الانعكاسات الوجدانية للحرب على سكان غزة، متناولًا تفاصيل يومياتهم، بدءًا من فقد الأحبة، مرورًا بالنزوح والتشرد، ووصولًا إلى الحنين للماضي الذي صار بعيد المنال. ويتجلى الحزن في كل صفحة من صفحات الكتاب، حيث يرسم المؤلف لوحات أدبية تصور المعاناة في منتهى صورها الممكنة وغير الممكنة.

ويتحدث عساف عن رمزية الخيمة التي أصبحت حلمًا لآلاف الأسر المشردة في غزة، واصفًا إياها بأنها "رمز للنكبة المتجددة" ويروي كيف كان الكتاب بمثابة صراع وجودي بين الألم والأمل، مشيرًا إلى أن كتابته جاءت في لحظات مؤلمة لكنها مليئة بالإصرار على توثيق الحقيقة.

ويحمل الكتاب بين دفتيه مزيجا من مشاعر الحزن والخذلان تتخللها إشارات للصمود الذي ميز أهل غزة على مر العقود.

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك الخبر


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا