آخر الأخبار

لماذا يواصل الذهب الارتفاع ويستمر العالم في الرهان عليه؟

شارك الخبر

ودَّع الذهب عام 2024 على ارتفاع بنحو 35% مقارنة بما كان عليه في اليوم الأول من العام، وسط استمرار التوترات العالمية وتصاعد الأزمات السياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى حالة من عدم اليقين بشأن أسعار الفائدة على الدولار الأميركي والعملات الرئيسية الأخرى.

وفي ظل تزايد حالة عدم اليقين وتلاشي الثقة في النظام العالمي، تسارعت البنوك المركزية إلى تخزين أصول تقليدية لكنها موثوقة، وعلى رأسها الذهب، فيما يستغل المضاربون هذه الظروف لتحقيق مكاسب كبيرة.

الذهب يستهل 2025 بأداء إيجابي.. والأنظار على "الفيدرالي" وسياسات ترامب

ولا يزال العالم يشهد ما يمكن وصفه بـ"حُمى الذهب"، حيث يواصل المعدن النفيس الحفاظ على مستوياته المرتفعة، مختتمًا عام 2024 عند أكثر من 2600 دولار للأونصة الواحدة، وفقا لتقرير نشرته مجلة "Politico" الأميركية، واطلعت عليه "العربية Business".

وتخزّن البلدان النامية، على وجه الخصوص، كميات كبيرة من السبائك الذهبية استعدادًا لأي انهيار محتمل في النظام المالي العالمي المهيمن عليه من قِبل الولايات المتحدة وأوروبا، حيث قد يُستبدل هذا النظام بآخر جديد في المستقبل.

وأضاف التقرير: "في عام 2024، تسارع هذا الاتجاه الذي بدأ قبل عقد من الزمن، مدفوعًا بعوامل قصيرة الأجل، مثل التراجع في أسعار الفائدة العالمية. ونتيجة لذلك، ارتفعت الأسعار من مستوى قياسي إلى آخر، لتتجاوز 2800 دولار للأوقية للمرة الأولى في الأسبوع الماضي".

وعلى مدار عام 2024، ارتفع الذهب بنسبة 35%، متجاوزًا أداء الأسهم الأميركية التي سجلت نموًا بنسبة 20%، وأكثر من ضعف مكاسب أي مؤشر أسهم أوروبي. وتتوقع لينا توماس من "غولدمان ساكس" أن يتجاوز سعر الذهب 3000 دولار بحلول نهاية عام 2025.

ومنذ بداية حرب أوكرانيا، اشترت الصين 316 طنًا من الذهب، بينما كانت روسيا أيضًا مشتريًا كبيرًا، بالإضافة إلى البنوك المركزية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى والهند.

وفي الآونة الأخيرة، برزت بولندا والمجر كمشترين رئيسيين، حيث سعت بولندا إلى زيادة احتياطياتها الرسمية من الذهب إلى 20%. أما البنك الوطني المجري، فقد استأنف عمليات الشراء للمرة الأولى منذ ثلاث سنوات في سبتمبر الماضي، مبررًا ذلك بالقول: "في ظل حالة عدم اليقين المتزايدة، يلعب الذهب دورًا هامًا كأصل آمن ومخزن للقيمة، مما يعزز الثقة في البلاد ويدعم الاستقرار المالي".

وقال أحد مسؤولي البنوك المركزية الأوروبية إن ارتفاع الذهب يعد "علامة على حروب وشيكة".

ولا يقتصر الأمر على المخاوف من الأعمال العدائية والعقوبات، بل يتعلق أيضًا بفقدان الثقة في الدول التي أسست النظام المالي العالمي بعد الحرب. فقد سلط صندوق النقد الدولي الضوء خلال اجتماعه السنوي على أعباء الديون المتزايدة في الولايات المتحدة وأوروبا، التي تبدو غير مستدامة على المدى البعيد.

ومع ارتفاع الدين الأميركي إلى 124% من الناتج المحلي الإجمالي واستمراره في النمو، أشارت توماس من "غولدمان ساكس" إلى أن العديد من البنوك المركزية تحتفظ بمعظم احتياطياتها في سندات الخزانة الأميركية، مما يثير قلق صناع السياسات من المخاطر المالية المرتبطة بذلك.

وقال المحلل ديفيد أونيجليا من "تي إس لومبارد" إن هذه التحديات لها عواقب بعيدة المدى على العالم النامي، الذي طالما انتقد ما يعتبره "تنمرًا ماليًا أميركيًا".

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك الخبر

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا اسرائيل حماس سوريا نتنياهو

إقرأ أيضا