في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
دعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن من دمشق الأربعاء إلى تنظيم انتخابات "حرة وعادلة" بعد الفترة الانتقالية للحكومة السورية المؤقتة، في حين طالبت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية بإعادة النظر في العقوبات الأوروبية على بعض القطاعات لتسهيل إعادة الإعمار في سوريا.
وقال بيدرسون في حديث لصحفيين في دمشق "نرى الآن بداية جديدة لسوريا التي ستتبنى دستورا جديدا يضمن أن يكون بمثابة عقد اجتماعي جديد لجميع السوريين، وأننا سنشهد انتخابات حرة ونزيهة عندما يحين ذلك الوقت، بعد الفترة الانتقالية" بعد نحو 3 أشهر.
وكان الموفد الأممي زار سوريا والتقى القائد العام للإدارة السياسية الجديدة أحمد الشرع الذي تعهد بأن تكون سوريا الجديدة لجميع مكوناتها، كما وعد بدستور جديد وإجراء انتخابات.
واعتبر المبعوث الأممي في الوقت نفسه أن هناك "حاجة إلى مساعدة إنسانية فورية" لسوريا، تمهيدا "للتعافي الاقتصادي" وقال إنه يأمل أن يرى "بداية عملية تنهي العقوبات".
ونوه بيدرسون بأن "الصراع لم ينته بعد في سوريا وهناك بعض التحديات في مناطق أخرى" وقال إنه يأمل "بحلّ سياسي" مع الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق البلاد.
من جهتها، طالبت أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية بإعادة النظر في العقوبات الأوروبية على بعض القطاعات لتسهيل إعادة الإعمار في سوريا، في حين دعا مجلس الأمن الدولي إلى تنفيذ عملية سياسية "جامعة ويقودها السوريون".
وفي كلمة لها أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، قالت فون دير لاين إن سوريا القديمة اختفت لكن سوريا الجديدة لم تولد بعد، معتبرة أن سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد كان تحريرا للسوريين.
وأضافت أن الفترة القادمة ستكون حاسمة لتشكيل سوريا الجديدة، وأن أوروبا ستلعب دورا في ذلك، مؤكدة أن هناك خطوات مشجعة من الإدارة الجديدة في سوريا، لكن هناك أسئلة لا تزال دون إجابات، على حد قولها.
كما قالت إن الاتحاد الأوروبي سيكثف اتصالاته المباشرة مع النظام الجديد وكافة الفصائل في سوريا، وإن من مصلحة الجميع حدوث انتقال سلمي يشمل الجميع في سوريا.
While the old Syria is gone, the new one isn’t born yet.
The coming weeks and months will be crucial to shape it.
Europe will play its role.
Providing humanitarian aid, contributing to recovery and reconstruction ↓
https://t.co/kKlgYkGA9k— Ursula von der Leyen (@vonderleyen) December 18, 2024
وأشارت إلى ضرورة إعادة النظر في عقوبات بعض القطاعات لتسهيل إعادة الإعمار في سوريا، مشددة على أن عودة اللاجئين يجب أن تكون طوعية دون إكراه، وأن الاتحاد الأوروبي مستعد للمشاركة في ترميم البنية التحتية في سوريا بشكل تدريجي.
بدورها قالت إيمي بوب، رئيسة المنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة، إن التعهدات التي سمعتها من الحكومة المؤقتة الجديدة في سوريا، خلال اجتماعات في دمشق، تبعث على طمأنتها، فيما تسعى البلاد إلى إعادة البناء، بعد أكثر من نصف قرن من الحكم، تحت حكم أسرة الأسد.
وأضافت بوب، في مقابلة هاتفية اليوم الأربعاء أن القادة الجدد في سوريا "يدركون أن المهمة التي تنتظرهم هائلة وأنهم يحتاجون إلى دعم المجتمع الدولي".
وتشير تقديرات المنظمة إلى أن حوالي 100 ألف شخص دخلوا سوريا، من دول مجاورة، منذ هروب الرئيس المخلوع بشار الأسد من البلاد في 8 ديسمبر/كانون الأول.
وقالت رئيسة المنظمة الدولية للهجرة "إننا نشهد أيضا نزوح حوالي 85 ألف شخص إلى لبنان، عبر نقاط عبور حدودية ثابتة. إنه رقم تقريبي. هناك بالتأكيد أشخاص يعبرون بشكل غير رسمي، بالتالي لا يتم حسابهم".
وذكرت المنظمة أن بوب كانت واحدة من أوائل رؤساء الوكالة الأممية، التي تزور سوريا منذ الإطاحة بالأسد، والتقت مع أعضاء، لم يتم الكشف عنهم من الحكومة المؤقتة، أمس الثلاثاء بالإضافة إلى مسؤولين من الأمم المتحدة وجماعات مؤيدة.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الألمانية إن محادثات مبعوثها إلى سوريا شتيفان شنيك مع القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تناولت التحول السياسي في سوريا وحقوق الإنسان.
وفي فيديو له من قلب أحياء دمشق القديمة نشره عبر حسابه في منصة إكس، جدد شنيك دعم بلاده للعدالة والمصالحة والسلام في سوريا.
من مدينة دمشق القديمة التاريخية، نؤكد من جديد دعم ألمانيا للعدالة والمصالحة والسلام في سوريا، التي تحترم كرامة شعبها وتنوعه.
لقد شهدت سوريا الحرب والسلام، ومعا يمكننا العمل من أجل بلد مزدهر! pic.twitter.com/iEf74HcK68— Stefan Schneck (@GERonSyria) December 18, 2024
وفي السياق، دعا مجلس الأمن الدولي -في ختام جلسة حضرها بيدرسون- إلى تنفيذ عملية سياسية "جامعة ويقودها السوريون"، مشددا أيضا على وجوب تمكين الشعب السوري من "تحديد مستقبله".
وفي بيان صدر بإجماع أعضائه الـ15، من بينهم روسيا والولايات المتحدة، ناشد المجلس سوريا وجيرانها الامتناع عن أية أعمال من شأنها أن تقوّض الأمن الإقليمي.
وحث على تقديم دعم دولي إضافي لزيادة الدعم الإنساني للمدنيين المحتاجين في جميع أنحاء سوريا، كما أكد "أهمية منع تنظيم الدولة والجماعات الإرهابية الأخرى من إعادة تأسيس قدراتها في سوريا".
وفي السياق، قال منسق المساعدات الإنسانية بالأمم المتحدة توم فليتشر إن العالم "خذل الشعب السوري لأكثر من عقد من الزمن"، ولكنه الآن لديه "فرصة تاريخية لتصحيح ذلك ودعمه على أمل مستقبل أكثر سلاما".
وفي إحاطة لمجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء عَبْر اتصال مرئي من سوريا، اعتبر فليتشر أن التطورات في سوريا تقدمت "بوتيرة دراماتيكية" خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، مؤكدا أن الأزمة الإنسانية لا تزال في "مستوى خطير".
وفي واشنطن، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، إن بلاده تركز على العمل مع المجتمع الدولي وجماعات المعارضة في داخل سوريا للتأكد من الانتقال السلمي للسلطة.
وأضاف كيربي في لقاء مع شبكة "إم إس إن بي سي" أن من مصلحة الولايات المتحدة أن تصبح سوريا ذات سيادة وتتمتع بالأمن والاستقرار بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وفي الثامن من ديسمبر/كانون الأول الجاري، سيطرت فصائل سورية تتقدمها هيئة تحرير الشام على العاصمة دمشق ومن قبلها على مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث و53 سنة من حكم عائلة الأسد.