آخر الأخبار

ماذا نعرف عن "جبل الشيخ" الذي سيطرت عليه إسرائيل؟

شارك الخبر
مصدر الصورة

قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر منصة إكس إن جبل الشيخ على الحدود السورية-الإسرائيلية "عاد للسيطرة الإسرائيلية" بعد 51 عاماً "في لحظة تاريخية مؤثرة".

وكانت القوات الإسرائيلية قد سيطرت، الثلاثاء، على مواقع في الجولان، بما في ذلك قمة جبل الشيخ، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.

فماذا نعرف عنه؟

جبل الشيخ أو "جبل حرمون" هو جبل يقع بين سوريا ولبنان.

تمتد السلسلة الجبلية من بانياس السورية وسهل الحولة في الجهة الجنوبية الغربية إلى وادي القرن في الجانب الشمالي الشرقي، وتشكل جزءاً مهماً من سلسلة جبل لبنان الشرقية التي تمتد بين لبنان وسوريا.

يحد الجبل من الشرق والجنوب منطقة وادي العجم وإقليم البلان وقرى الريف الغربي لدمشق والجولان المحتل، ومن الشمال والغرب القسم الجنوبي من سهل البقاع ووادي التيم في لبنان.

لجبل الشيخ أربعة قمم، الأعلى 2814 متراً، والثانية إلى الغرب 2294 متراً، والثالثة إلى الجنوب 2236 متراً، والرابعة إلى الشرق 2145 متراً.

يسمى بجبل الشيخ كناية إلى الرأس المكلل بالثلج، كما يكلل الشيب رأس الإنسان. وأطلق المؤرخون العرب عليه اسم "جبل الثلج"، ويُطلق على جبل الشيخ أيضاً اسم "جبل حرمون".

جبل الشيخ هو أشهر جبال "بلاد الشام"، إذ يقع بين سوريا ولبنان، ويطل على إسرائيل ويمكن رؤيته من الأردن. واسم "حرمون" كنعاني ومعناه في اللغة العربية "حرم" أو "مُقدّس".

مصدر الصورة

"عيون الأمة"

مصدر الصورة

قال وزير الخارجية الإسرائيلية إنه أمر الجيش بالاستعداد للبقاء في قمة جبل الشيخ طيلة فصل الشتاء، مضيفاً أن ثمة أهمية أمنية كبيرة لسيطرة الجيش الإسرائيلي على قمة جبل الشيخ، وسط ما يجري من أحداث في سوريا.

وصرّح مصدر مطلع أن هذه الخطوة تهدف إلى منع "جهات أخرى من استغلال الفراغ الأمني الذي تشهده المنطقة"، مع احتمال توسيع هذه المناطق في المستقبل بناء على التطورات.

يسمى الجبل أيضاً "عيون الأمة" في إسرائيل، لأن ارتفاعه يجعله مكاناً استراتيجياً لوضع نظام الإنذار المبكر الاستراتيجي الأساسي لإسرائيل على علو 2280 متراً.

يقول الخبير الاستراتيجي علاء الأصفري لبي بي سي، إن جبل الشيخ يُعتبر أعلى نقطة في سوريا، ما يجعله موقعاً استراتيجياً مهماً لمراقبة المناطق المحيطة - كونه يطل على أجزاء شاسعة من لبنان وسوريا وإسرائيل.

يضيف الخبير أن إسرائيل سيطرت على المنطقة لخلق "منطقة آمنة" لها، وصولاً إلى القنيطرة وريف دمشق.

"سيطرة إسرائيل على المنطقة يعني أنها ستُشرف على كل المواقع وستمكنها من تركيب أجهزة المراقبة الحديثة من رادارات وكاميرات لمسح المنطقة بشكل دائم"، يقول الأصفري.

كما تُعتبر منطقة جبل الشيخ "الخاصرة الدفاعية الجنوبية" في سوريا، التي لها أهمية أمنية أيضاً، وذلك بعد أوامر الوزير كاتس ببقاء الجيش طوال فصل الشتاء هناك، وقد تطمح إسرائيل لأن تصبح المنطقة جزءاً منها بعد حين.

يرى الخبير الأصفري أن المعارضة المسلحة في سوريا اليوم يبدو أنها تتجنب الاحتكاك مع أي من جيرانها. لكن يلاحظ بعد سيطرة إسرائيل أن مفهوم الأمن القومي السوري ربما سيُفقد ويتم توسيع الأراضي الإسرائيلية وتحقيق خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ"شرق أوسط جديد" من خلال تقسيم سوريا.

يطل الجبل على مواقع ذات أهمية عسكرية بالغة الأهمية، فأهمها أنها مُطلة على كامل الجغرافيا السورية وأجزاء واسعة من لبنان وبانياس الساحلية وهو أيضاً "المفتاح" للحدود السورية اللبنانية الإسرائيلية، وفقاً للخبير.

يضيف: "المثلث الحدودي ستشرف عليه إسرائيل بشكل كامل وينعكس ذلك على أمن المنطقة، وهو ما يرى أن "الاحتلال المستدام" للمنطقة سيؤدي إلى زعزعة استقرار سوريا والحكومة الجديدة".

ويشرف الجبل على دمشق وبادية الشام والجولان وسهول حوران في سوريا، بالإضافة إلى جبال الخليل وبحيرة طبريا وسهل الحولة وجزء من محافظة إربد، إلى جانب جنوب لبنان وسلسلة جبال لبنان الغربية وسهل البقاع.

يبعد الجبل حوالي 39 كيلومتراً عن العاصمة السورية، ما يجعله عرضة للاستهداف الإسرائيلي بعد وقوعه تحت الاحتلال، بحسب القانون الدولي.

الموارد الطبيعية

مصدر الصورة

يشكل جبل الشيخ أحد أكبر الموارد الجغرافية في المنطقة. نظراً لارتفاعه، يُعتبر مصدر مهم للأمطار.

يقول أستاذ علوم المياه إلياس سلامة إن المنطقة التي يقع بها جبل الشيخ تمتاز بكونها من أعلى المناطق في سوريا الطبيعية وتتلقى كميات كبيرة من الأمطار والثلوج على الجبل والمنطقة المحيطة ككل وتزود المياه الجوفية والينابيع المحيطة (الحاصباني وبانياس).

السيطرة على الموقع تمكن أي جهة من التحكم بالمياه السطحية والجوفية، كما يقول سلامة.

لكنه يرفد بالقول إنه وبحسب التصريحات الرسمية، فإن السيطرة الإسرائيلية ستكون مؤقتة ولأمور عسكرية، وليس بهدف السيطرة على مصادر مياه إضافية.

يقول سلامة إن المياه الذائبة من قمم الجبل المغطى بالثلوج تنزل إلى القنوات والشقوق الصخرية وتغذي الينابيع عند قاعدة الجبل، حيث تتشكل الأنهارالتي تصب في نهر الأردن، وهي نهر الحاصباني القادم من جنوب لبنان، ونهر بانياس الذي ينبع من الجبل في الجولان السوري، ونهر دان الذي يتدفق من تل دان في شمال فلسطين التاريخية، وفقاً للباحث سلامة.

ويمتاز الجبل بشتاء موسمي وتساقط ثلوج في الربيع، والتي تغطي قممه معظم أيام السنة. كما أن الحياة النباتية هناك تتميز بالخصوبة تحت خط الثلج، حيث تكثر كروم العنب وأشجار الصنوبر والبلوط والحور.

خلفية تاريخية

يقول أنس القصاص، خبير الشؤون الدولية والاستراتيجية إن هذه القمة المرتفعة تعزز من إمكانية المراقبة والرصد والاعتراض والتشويش للقوة المسيطرة عليه على مساحة تتجاوز 300 كيلومتر في جميع الاتجاهات، وهو ما يشكل تهديداً للدول المحيطة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية (سوريا - لبنان - إسرائيل - الأردن).

وقد احتلت القوات الإسرائيلية قمة جبل الشيخ في حرب يونيو / حزيران عام 1967 ودشنت عليه وحدة للإنذار المبكر لكشف واعتراض الأعمال الالكترونية والإشارية خصوصاً الصادرة والواردة إلى دمشق، بحسب الخبير.

لكنه يقول إنه ومع حرب أكتوبر 1973، استعادت القوات السورية السيطرة عليه وفكك السوفييت أجهزة الإنذار المبكر أعلى الجبل ونقلوها إلى موسكو. لكن القوات الإسرائيلية استعادت السيطرة على قمة جبل الشيخ فيما عُرف بـ"حرب جبل الشيخ الثانية" حتى تم تسليمها بموجب اتفاقية فك الاشتباك السورية الإسرائيلية الموقعة في مايو أيار عام 1974.

ووفقاً لهذه الاتفاقية، يقوم الجانب السوري بالسيطرة على الأراضي الواقعة في المنطقة (أ) والتي يقع في شمالها قمة جبل الشيخ وجنوبا حتى الرقاد على الحدود السورية الأردنية. وتوجد كذلك مناطق (ب) و(ج) تحدد مناطق انتشار قوات مراقبة فك الاشتباك التابع للأمم المتحدة وانتشار القوات الإسرائيلية بالإضافة لتحديد الوضع الخاص بمزارع شبعا الحدودية.

هذه الاتفاقية تم خرقها عدة مرات "خروقات بسيطة"، مثل رفع معدلات التسلح أو اختراق حدود المناطق المنصوص عليها مئات المترات خلال السنوات الماضية.

يقول الخبير القصاص، وهو عضو لجنة الشؤون الجيوسياسية بالجمعية الدولية للعلوم السياسية، إن هذه المرة مختلفة.

فمع سقوط نظام الأسد، اخترقت القوات الإسرائيلية تلك الاتفاقية وسيطرت على كافة أراضي المنطقة (أ) بل وتخطتها حتى وصلت إلى ريف دمشق الجنوبي، ناهيك عن قصف كافة معدات الجيش السوري على المناطق العازلة التي أصبحت كأن لم تكن، وعاد المشهد الميداني حتى أوضاع 21 أكتوبر تشرين الأول 1973 بل وربما أشد سوءاً مع عدم وجود جيش مناوئ.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

أخبار ذات صلة


الأكثر تداولا سوريا اسرائيل أمريكا لبنان

إقرأ أيضا