تولي دول غربية أهمية كبيرة للجيش اللبناني كعنصر أساسي في تأمين الحدود، في سياق المناقشات الجارية حول اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، وفق ما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، علما أن الجيش اللبناني يعد ركيزة استراتيجية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701.
فمنذ أن اندلعت شرارة الحرب بين إسرائيل وحزب الله لأول مرة منذ عقدين ودخول قوات إسرائيلية الأراضي اللبنانية في الجنوب كان هناك طرف غائب عن المشهد بشكل ملحوظ وهو الجيش اللبناني.
دول غربية تعتبر الجيش اللبناني ركيزة استراتيجية لتنفيذ القرار 1701.. ما قدراته وتحدياته الحالية؟#لبنان #قناة_العربية pic.twitter.com/Lg6kE2klFb
— العربية (@AlArabiya) November 1, 2024
ورغم ضخ الولايات المتحدة تمويلات تجاوزت 3 مليارات دولار منذ عام 2006 لصالح الجيش اللبناني وفق صحيفة "وول ستريت جورنال"، بالكاد يستطيع الجيش القتال مثقلا بواقع سياسي هش وموارد وتجهيزات محدودة حالت دون تمكنه من تأمين الحدود أو السيطرة على طموحات حزب الله
أمل سعد، المحاضرة في السياسة في جامعة كارديف والخبيرة في الشؤون اللبنانية قالت "إنه أحد أضعف الجيوش في الشرق الأوسط. هذا جزء من سبب ظهور حزب الله في الثمانينيات - لم يكن الجيش اللبناني قادراً على الوقوف في وجه إسرائيل".
ويعاني الجيش اللبناني نقصا في العدد والعتاد تضم قواته ما يقرب من 70 إلى 80 ألف جندي في الخدمة الفعلية مقارنة بتقديرات تصل إلى 100 ألف جندي لحزب الله، كما يفتقر إلى أنظمة الدفاع الجوي المتطورة ولا يمتلك سوى حوالي خمس مقاتلات نفاثة عاملة وقدرات صاروخية محدودة، وفقاً للقوات المسلحة اللبنانية.
في حين يتوفر لدى حزب الله، الذي يمتلك قوة عسكرية تفوق بكثير إمكانيات الجيش اللبناني، عشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار.
رندة سليم، مديرة برنامج حل النزاعات وحوارات المسار الثاني في معهد الشرق الأوسط قالت "على الرغم من إخفاقات الجيش في الماضي، إلا أن هذه المرة قد تكون مختلفة. حزب الله في حالة ضعف اليوم، حيث تم القضاء على معظم قيادته، وفقد جزء كبير من ترسانته العسكرية، والجيش اللبناني مختلف أيضا، فهو أكثر قدرة وأفضل تدريبا بفضل سنوات من الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".
ويعود الجيش اللبناني وقدراته إلى الواجهة مجددا في ظل الحديث عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، وتأمل الدول الغربية أن يلعب الجيش اللبناني دور صمام الأمان ليكون القوة الوطنية التي تقف على الحدود بدلا من قوات حزب الله وتكون له الكلمة العليا في فرض الأمن، لاسيما أن الجيش الللبناني هو أحد أهم العناوين لقرار مجلس الأمن رقم 1701 فبدون جيش قوي لا يمكن تنفيذ هذا القرار ولا يمكن وقف الحرب.