منذ الأول من الشهر الحالي، أعلنت إسرائيل أنها بدأت بتنفيذ ما وصفته بـ "العملية البرية المحدودة" في الجنوب اللبناني، إلا أن جيشها عاد وأعلن الأسبوع الماضي أنه دفع بمزيد من كتائبه للمشاركة في تلك العملية.
ومذاك تشهد الحدود كرا وفرا، بين حاولات التوغل الإسرائيلية والاشتباكات مع حزب الله.
فيما أفاد العديد من المراقبين الإسرائيليين أن الاهتمام العسكري منصب الآن على الجبهة اللبنانية، وفق يديعوت أحرونوت.
غموض حول حجمه
لكن المسؤولين العسكريين الإسرائيليين ما زالوا يلفون طبيعة هذا الهجوم البري وحجمه بشيء من الغموض، تاركين معظم تفاصيله محاطة بضباب الحرب وتوجيهات الرقابة العسكرية الإسرائيلية.
على للرغم من أنهم يشددون على أن العملية "محددة" ومحصورة الأهداف بالتالي، لافتين إلى أن القوات الإسرائيلية لا تزال قريبة نسبيًا من "الخط الأزرق"، الذي رسمته الأمم المتحدة والذي يفصل بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي.
في حين لا تتوفر صور الأقمار الصناعية عالية الدقة للكشف عن التقدم الإسرائيلي على تلك الحدود التي يبلغ طولها 100 كيلومتر، وفق ما أفادت فاينانشيل تايمز.
#عاجل أجرى رئيس الأركان الجنرال هرتسي هاليفي ورئيس جهاز الشاباك رونين بار اليوم تقييمًا مشتركًا للوضع مع القوات المقاتلة في جنوب لبنان، بحضور قائد القيادة الشمالية وقائد الفرقة 91 pic.twitter.com/Pd9QaxiaOB
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) October 10, 2024
لكن بعض المشاهد والصور من بلدة مارون الراس كانت أظهرت الدبابات الإسرائيلية على مسافة داخل الحدود اللبنانية.
دفع حزب الله
يأتي كل ذلك، وسط تأكيد إسرائيل على لسان عدد من مسؤوليها أنها أحد أهداف عمليتها هذه دفع حزب الله خلف نهر الليطاني، الذي يمتد حتى مسافة 30 كيلومتراً شمال الخط الأزرق، على النحو المنصوص عليه في قرار الأمم المتحدة رقم 1701، الذي صدر في نهاية حرب تموز عام 2006 ولم ينفذه أي من الطرفين.
إذ تنوي إسرائيل خلق ما يشبه منطقة عازلة تمتد لنحو 10 كلم على الحدود خالية من حزب الله، بل ربما من السكان أيضا.
إلى ذلك، قال مسؤول غربي "أعتقد أن الإسرائيليين يريدون إلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بحزب الله وتطهير أكبر قدر ممكن من المناطق بين الحدود ونهر الليطاني، لكن خطتهم بعد ذلك غير واضحة".
جنوب الليطاني
في حين رأى ياكوف أميدرور، مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وزميل المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي في واشنطن، أن كيفية تبلور وتطور الهجوم البري ستكون مسألة سياسية وعسكرية.
لكنه قال إن "المنطق العسكري للعملية سيكون تطويق وتدمير أي تواجد لحزب الله جنوب الليطاني، ومن ثم منعه من العودة".
وتساءل: "هل يمكن لإسرائيل تحقيق ذلك في الظروف الحالية، حيث لديها مشاكل على جبهات أخرى؟ ماذا سيكون رد الفعل بالداخل الإسرائيلي على حرب أطول؟ وماذا سيكون رد الفعل في مختلف أنحاء العالم عندما يصبح من الواضح أن إسرائيل تمضي قدماً في خطتها لسحق حزب الله، على الأقل في الجنوب؟".
في المقابل، رأى شلومو موفاز، مسؤول المخابرات السابق في الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الإسرائيلي لا يزال يهدف إلى إضعاف حزب الله وليس القضاء عليه، ومن ثم التوصل إلى اتفاق سياسي - يدعمه لاعبون دوليون مثل الولايات المتحدة وفرنسا - يضمن عدم عودة الجماعة المسلحة إلى جنوب لبنان.
لكنه أضاف أن الحملات الإسرائيلية السابقة أظهرت أن هذا الهدف يمكن أن يتغير. وأضاف: "في الوقت الحالي، عملية إسرائيل في لبنان محدودة". لكنه أردف قائلا: "في لبنان، أنت تعرف أين ومتى تبدأ، لكنك لا تعرف أبدًا متى وأين ستنتهي".
وكان نتنياهو هدد قبل أيام اللبنانيين بنموذج غزة، دافعاً إياهم للاختيار بين الحرب أو نبذ حزب الله.
يذكر أنه منذ تكثيف إسرائيل غاراتها في لبنان يوم 23 سبتمبر الماضي بلغ عدد القتلى أكثر من ألف، في حين ارتفع عدد النازحين إلى مليون و200 ألف.
بينما تسارعت المساعي الفرنسية من أجل وقف إطلاق النار بالتعاون مع أميركا، في مسعى أيدته الحكومة اللبنانية وحزب الله على السواء، ورفضته تل أبيب.