يُعتبر خل التفاح من المواد الغنية بالمنافع للصحة عند حسن الاستعمال، إذ أنه يخفض مستويات السكر في الدم، ويُحسّن الهضم. كما كان يُشاع أيضا أنه يُساعد على انقاص الوزن .
وهو ما أكدته أيضا دراسة نُشرت عام 2024 في مجلة "BMJ Nutrition, Prevention & Health"، قبل أن يتبين فيما بعد أنها دراسة غير دقيقة.
عند نشر نتائجها العام الماضي، لقيت الدراسة المذكورة تفاعلا قويا على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد استعملها مشاهير لإنشاء محتوى لقي انتشارا واسعا، ومنهم الفرنسية جيسي إنشوسبيه، المعروفة بـ "إلهة الغلوكوز" والتي يتابعها أكثر من خمسة ملايين شخص. وقد روجت استنادا عليها فكرة أن خل التفاح فعّال لإنقاص الوزن .
في الوقت ذاته، وفور نشر الدراسة المذكورة، أثيرت العديد من الشكوك حول نتائجها. فحسب تقرير لموقع "تي أولاين" الألماني، شكك الباحثون في صحة القيم والتحليلات الإحصائية المعتمدة، كما تساءل الأخصائيون حول ما إذا كان قد تم توزيع المشاركين عشوائيا على المجموعات، كمعيار أساسي لدراسة سريرية موثوقة.
وفي دراسة جديدة أجرتها المجلة الطبية البريطانية (BMJ)، توصل الخبراء إلى نتيجة أن ما توصلت إليه الدراسة السابقة "غير دقيق"، وذلك بسبب أخطاء منهجية، مما جعل سحب الدراسة أمرًا لا مفر منه. وأقر فريق تحرير المجلة الطبية البريطانية (BMJ) بأن نشر الدراسة "كان خطأً"، وأن على الراغبين في إنقاص الوزن ، اتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة تمارين رياضية كافية، والالتزام بها.
عادة ما تنتشر نصائح إنقاص الوزن بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، غير أن غالبيتها يفتقر إلى أساس علمي متين. لذلك، يحذر الخبراء من الاعتماد حصرا على المؤثرين في الحصول على المعلومة، أو حتى على الدراسات الفردية التي كثيرًا ما تفتقر إلى أدلة علمية.
من ناحية أخرى، فإن الحلول السريعة من الإنترنت غالبا ما تكون مضللة، بل وقد تتسبب في مشاكل صحية أحيانا.
أما ما إذا كان تناول خل التفاح المخمَّر يساعد على إنقاص الوزن ، فهو أمر لم تثبت الأبحاث فيه بشكل قطعي، رغم وجود دراسات قليلة، تؤكد أنه قد يكون عاملا مساعدا على ذلك.
ويمكن استخدام خل التفاح بكميات صغيرة، إذ تشير بعض الدراسات إلى أنه من الممكن تناول ما يصل إلى ملعقتين كبيرتين يوميا. وأظهرت الأبحاث أن بعض الأشخاص قد استخدموه بأمان لمدة تصل إلى 12 أسبوعا. وقد تكون هذه الطريقة أقل تعريضا للإصابة بالآثار الجانبية عند استعماله من إضافته إلى الطعام بدلا من شربه.
ينطوي استخدام خل عصير التفاح المخمر على بعض المخاطر، منها:
خل عصير التفاح شديد الحموضة، فقد يؤدي حسب تقرير لمجلة مايو كلينيك العلمية، إلى تهيّج حلقك إذا شربته كثيرا أو بكميات كبيرة.
ومع مرور الوقت، يمكن أن تضعف المشروبات الحمضية الطبقة الخارجية للأسنان، المعروفة بمينا الأسنان. أما في حال تناوله في صورة مكمّلات، فقد يُسبب قرص خل التفاح الذي يعلق في الحلق ألما طويل الأمد. ويحدث ذلك أيضا بسبب حموضة الخل.
كما أن خل التفاح المخمر يمكنه التأثير سلبا على فاعلية بعض الأدوية، كأدوية ارتفاع ضغط الدم ودواء السكري المعروف بالأنسولين. كما قد يؤثر خل التفاح أيضا على منافع المكمّلات، مثل العرقسوس والشوفان . وعندما يؤثر خل التفاح في هذه الأدوية والمكمّلات، قد تنخفض مستويات معدن رئيسي في الجسم يسمى البوتاسيوم، الذي يحتاجه الجسم لعمل الخلايا العصبية والعضلية بشكل صحيح.
تحرير: وفاق بنكيران