دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- إذا كنت تريد عضلات جذع قوية ومتماسكة، فتقوية عضلات البطن الأمامية ليست سوى البداية. أما العضلات المائلة (Obliques)، الممتدة على جانبي الخصر، فقد لا تحظى بذات القدر من الاهتمام إسوة بعضلات البطن الأمامية، لكن لا ينبغي اعتبارها ثانوية.
تلعب عضلات الجانب دورًا حيويًا مماثلًا في دعم العمود الفقري، ما يحافظ على استقامة الجسم وتوازنه، ويسهّل الحركة بشكل مريح أثناء الأنشطة اليومية.
تتكون العضلات المائلة من طبقتين: خارجية وداخلية. تمتد العضلات المائلة الخارجية بشكل قطري من الضلوع السفلية نحو الورك المقابلة، بينما تقع العضلات المائلة الداخلية أسفلها بألياف تمتد بشكل قطري صاعد من الحوض نحو الضلوع. معًا، تلعب هذه العضلات دور مشد داعم للجذع.
بخلاف عضلات البطن المستقيمة التي تغطي الجزء الأمامي من البطن وتقوم أساسًا بثني الجذع إلى الأمام، تتحكم عضلات المائلة في الدوران، وتقاوم الالتواءات غير المرغوبة، وتحافظ على توازن القفص الصدري فوق الحوض. كما تكون عضلات الجانب نشطة أثناء الانحناء الجانبي والاستقرار الجانبي، ما يجعل دورها أساسيًا في التوازن.
عضلات المائلة القوية تثبّت الجذع أثناء الحركات على ساق واحدة وتساعد على نقل القوة من الجزء السفلي للجسم إلى الجزء العلوي، وهو أمر أساسي في الرياضات مثل التنس، والبيسبول، والغولف، لكنه لا يقل أهمية عند جمع الأوراق، أو إزالة الثلج بالمجرفة، أو حمل البقالة. وبشكل عملي، تساعدك عضلات المائلة على الالتواء، والمشي، وتسلق الدرج، والوصول للأعلى، والتنفس، والقيام بالعديد من الأنشطة الأخرى.
على غرار العضلات الأساسية، أي عضلات البطن المستقيمة، غالبًا ما تُعرف العضلات المائلة بأنها "عضلات المظهر الجمالي"، المرتبطة بالخطوط الجانبية الظاهرة على خصر الرياضيين والنماذج النحيفة. لكن القيمة الحقيقية لهذه العضلات تكمن في توفير دعم وظيفي للوضعية يمنع الألم. فعندما تكون عضلات المائلة ضعيفة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى سلسلة من عدم الاستقرار وسوء المحاذاة، مثل بروز الضلوع إلى الأمام، وانحراف الحوض عن محاذاته، وفقدان العمود الفقري لقاعدته المستقرة.
وبما أن عضلات المائلة تعمل مثل كابلات مشدودة، تثبت الجذع بحيث لا يتحمل الظهر الحمل بمفرده، فإن عدم أدائها لوظيفتها بفعالية يدفع عضلات أخرى لتعويض النقص. وقد تُسبب هذه التعويضات توترًا مؤلمًا في أسفل الظهر والفخذين. وتشير الأبحاث باستمرار إلى وجود صلة بين ضعف العضلات الأساسية وآلام أسفل الظهر، التي تصيب قرابة 80% من البالغين في الولايات المتحدة في مرحلة ما من حياتهم.
كل زفير يجنّد عضلات المائلة بشكل طبيعي للمساعدة على تضييق وتثبيت القفص الصدري، ما يمنع بروز الضلوع السفلية ويساهم في محاذاة الوضعية مع الحوض. وهذا يعني أنه يمكنك تقوية عضلات المائلة وتحسين وضعيتك واستقرارك ببساطة من خلال الانتباه الواعي لطريقة تنفسك.
لممارسة شدّ عضلات المائلة أثناء الزفير، جرّب هذا التمرين التنفسي البسيط:
الزفير الطويل والثابت لا ينشط عضلات جوهرك ويضع القفص الصدري في موضعه الصحيح فحسب، بل يهدئ أيضًا جهازك العصبي ويعزز الاتصال بين العقل والجسم.
أظهرت أبحاث نُشرت في مجلة علوم العلاج الطبيعي أن دمج التنفس الحجابي في تمارين تقوية الجذع، خصوصًا التمارين التي تركز على تحريك عضلات الجذع، قد يُحسّن قوة ووظيفة العضلات الأساسية بشكل أفضل من التمارين التي لا تكون مرتبطة بالتنفس.
لذلك، مارس تمارين الدوران التي تستفيد من تنفسك لتمديد وتنشيط عضلات المائلة في الوقت ذاته.
في أي حركة التواء بطيئة ومتحكّم بها، مثل التواء "مطحنة الهواء" (Windmill Twist)، تنفّس شهيقًا لفتح كتفك وصدرِك وضلوعك إلى الجانب، مع الإحساس بالتمدد في عضلات المائلة، ثم ازفر لتفعيل عضلات المائلة أثناء العودة إلى وضعية البداية.
يمكن لبرامج تدريب الجذع المستهدفة، مثل تمارين البيلاتيس، زيادة سماكة عضلات المائلة وتنشيطها، مما يحسن كلًا من الاستقرار والوظيفة.
لكنك لست بحاجة إلى برامج شاملة أو معدات باهظة الثمن للبدء في تقوية عضلات المائلة. ابدأ بتمارين بسيطة وسهلة الوصول، مثل التمارين التالية، وتقدّم تدريجيًا مع تحسن قوتك. اختر الحركات والأوزان المناسبة لمستوى لياقتك.
ابدأ بمجموعتين إلى ثلاث مجموعات من كل تمرين. ركّز على الوضعية والتنفس، فالزفير أثناء بذل الجهد ينشط عضلات المائلة بشكل أكثر فعالية.
تذكّر أن عضلاتك المائلة تلعب دورًا أساسيًا في الحفاظ على استقامة الجذع، ودعم العمود الفقري، وجعل حركاتك ثابتة ومتوازنة ومريحة. امنحها الاهتمام الذي تستحقه بممارسة تمارين مستهدفة عدة مرات في الأسبوع.